السيناريست جعفر تايه: مسلسل (آمرلي) فتح لي أبواباً وأغلق أخرى!
محسن إبراهيم – تصوير/ حسين طالب/
في مقتبل العمر جعل من القلم صديقاً له، واتخذ من الموهبة والتجربة منطلقاً، وبدأ يخطو أولى خطواته متحدياً العراقيل كافة، إذ جعل من الصعوبات دافعاً للنجاح، ومن الواقع أرضاً خصبة لما يكتبه من حكايات شيقة ولافتة باتت محط اهتمام الناس. مع كاتب مسلسل (آمرلي)، جعفر تايه، كان لنا هذا الحوار:
¶ متى اكتشفت قدراتك الإبداعية في الكتابة؟ وكيف كانت البداية؟
– البداية كانت محاولات في كتابة قصص قصيرة، وفي عام 2014، فترة دخول (داعش) الإرهابي، التحقت ضمن صفوف الحشد الشعبي بصفة إعلامي حربي، وهناك كانت أولى خطواتي لكتابة السيناريو، وأول أعمالي كان في عام 2017، بكتابة سلسة وثائقية (ديكو دراما) من إنتاج قناة العهد (2) بعنوان (جرحى الحرب)، تأليفاً وإخراجاً، وهي الفترة التي بدأت فيها بكتابة القصة الأولية لمسلسل (آمرلي).
¶ من هو الكاتب أو السيناريست؟ هل هو مجرد كاتب محترف له تكنيك وأسلوب خاص؟
– من وجهة نظري، هو ذلك (الإنسان العجيب)، المثقف الباحث، الواعي، القادر على صناعة أحداث وشخصيات اختلقها وعاش في داخلها، مُدركاً الفوارق الثقافية والفكرية والاجتماعية بينها، وكيف يمكن لها أن ترتبط أو يتصارع بعضها مع بعض، هو ذلك (الواحد) الذي يجتمع حوله العشرات، من مختلف المجالات، وتُصرف آلاف الدولارات من أجل تحويل أفكاره التي وضعها على ورقة (A 4) إلى مسلسل درامي أو فيلم سينمائي، لذا يتحتم على السيناريست أن يكون محترفاً ويمتلك حصيلة جيدة من المعلومات، فضلاً عن كونه موهوباً وصاحب مخيلة واسعة غير محدودة.
¶ ما العوامل التي تساعد الكاتب لكي يصبح كاتب سيناريو محترفاً؟
– حسب تجربتي الشخصية ومتابعتي لتجارب أخرى، هنالك عوامل عدة، لعل أولها الموهبة، تليها الممارسة والتجربة والبحث عن أية معلومة تخص الفن والكتابة على وجه التحديد، حتى تتكون لدى الكاتب القدرة على التفكير بحكاية شيقة لافتة وجاهزة لتتحول إلى صوت وصورة، وتكون محط اهتمام الناس وجهات الإنتاج، بالإضافة إلى أن تفاعل الصُنّاع الآخرين والمؤسسات الإنتاجية مع الكاتب يمنح الكاتب دافعاً للاستمرار، وتكرار التجربة تجعل منه محترفاً.
¶ هل تعتقد أن الأضواء غالباً ما تظلم السيناريست أو الكاتب؟
– الأضواء للكاتب إيجابية من جانب وسلبية من جانب آخر، من الجميل أن يظهر كاتب السيناريو للناس، ويتحدث عن تجربته بهدف منفعة الأجيال القادمة، وخلق جمهور خاص يترقب الجديد من نصوصه، لكن لو أصبح ظهور الكاتب لغرض التصريحات والمهاترات التي لا تقدم شيئاً، هنا يصبح تسليط الأضواء سلبياً، ما يقلل من أهمية ومكانة الكاتب.
¶ ما مدى تأثير الواقع على كتابتك بشكل عام؟
– كل ما كتبته وسأكتبهُ هو مستوحى من الواقع، فأنا أعتقد أن ما يظهر على الشاشة يجب ألا يكون بعيداً عن الواقع، طبعاً لا أعني أن نقوم بكتابة أعمال وثائقية، فهناك طرق كتابة عديدة تجعل الواقع شيقاً ومثيراً للمشاهد العراقي.
¶ ما الأعمال التي أنجزتها؟ إن كانت في السينما أو المسرح أو التلفزيون؟
– أتشرف طبعاً بكل تجاربي وأفتخر بكل ما قدمته للمشاهد العراقي، ومنها مسلسل (آمرلي) الذي عرض في رمضان 2024، ونصوص أخرى قيد الإنتاج، وأكثر من 17 فيلماً قصيراً، من بينها أفلام: (رئيس الأركان)، و(نجيب)، و(الوصية)، و(طلب غير رسمي)، و(الطريق).
¶ مسلسل (آمرلي) أحدث هزة في الواقع الدرامي، هل فتح لكَ أبواباً وأغلق أخرى؟
– نعم، كل عمل فني يفتح أبواباً ويغلق غيرها، لكن، وبفضل من الله، بعد عرض المسلسل، وحتى خلال فترة عرضه، وجهت لي عروض عمل جيدة، وبنيت علاقات طيبة، كما أن نجاحه وضعني أمام مسؤولية كبيرة تحفزني لأن يكون عملي المقبل بمستوى (آمرلي)، أو أكبر.
¶ حدثنا عن مشروعك (ميم واحد)..
– (ميم واحد)، يمثل ورشة كتابة شبابية قمت بتأسيسها قبل ثلاث سنوات، واخترت لها اسم (م واحد) لسببين، الأول هو أننا حينما نكتب السيناريو نختصر كلمة مشهد بحرف (م)، الذي يعني (مشهد 1)، السبب الثاني في اختياره، هو أن النقطة العسكرية التي كنت فيها ضمن متطوعي الحشد الشعبي في مدينة بيجي 2014 كانت تسمى (م واحد)، وكانت هذه النقطة كثيراً ما تتعرض لهجمات الإرهابيين، إلا أنها ظلت صامدة بفضل تكاتف الفريق ومؤازرة بعضهم بعضاً، وهو ما أسعى إليه، توحيد روح الفريق الواحد داخل الورشة.
¶ هل هناك جزء ثان لمسلسل (آمرلي)؟
– نعم، هناك مقترح لجزء ثان، وأنتظر موافقة الشركة.
¶ ما مشاريعك المقبلة، وأمنياتك للمستقبل؟
-هناك الكثير من الأعمال المنجزة، وأخرى في طور الإنجاز، لكن -كما تعرف- لا يمكنني التصريح عنها بسبب سياسة الشركات المنتجة، مع ذلك يمكنني القول إن هناك عملاً سوف يكون بأهمية (آمرلي).