العازفة سلافة حداد: أحلم بأمسية على المسرح الوطني

789

كريمة الربيعي/

هي ابنة الموسيقار العراقي المعروف غانم حداد، أحد أشهر عازفي فرقة “خماسي الوتر”، ولدت في عائلة تعشق الفن منذ نعومة أظفارها. كان عشقها للموسيقى وولعها وشغفها بآلة البيانو التي نمّت أناملها بينما كانت تتلقى التشجيع والدعم من والديها وهي تعزف الأغاني التراثية الجميلة. أنها ابنة النهرين التي تحلم بأن ترسم صورة لبلدها العراق، لكن الفرصة لم تتح لها لتحقيق أمنيتها في تقديم أمسيات جميلة على أحد مسارح العراق.

سلافة تفتخر بفن والدها لأنه قدّم وأعطى ثراءً خالداً، وطبع بصمتة في الفن العراقي، لذا فأن حلمها أن تكرر ما أنجزه والدها أو بعضاً منه. العازفة سلافة حداد تحدثت لمجلة “الشبكة” عن مشوراها الفني، أمنياتها وأحلامها وكيف دخلت عالم الموسيقى..

البيانو في بيتنا

*درست آلـة البيـانو في مدرسـة الموسيقى والباليه في بغـداد منذ السـادسـة من العمر، وعلى أيـدي الخبراء الروس، وكنت من الطلاب المتميزين في آلة البيـانو وذات مستوى عالٍ، هل تتذكرين أول مقطوعة موسيقية تعلمتها سلافه على آلة البيانو؟

ـ وجود آلة البيانو في البيت أتاح ووفر لي الفرصة لأقضي فترات طويلة في العزف على البيانو والتعلم. بدأت أتعلم الألحان البسيطة أولاً، ولكن أول أغنية تعلمتها وأحببتها كانت أغنية روسية هي لحن للأنشودة الوطنيه لروسيا. من ثم أخذني الإلهام كي أطور نفسي وأن أعزف المختلف من الأغاني العالمية، منها أغانٍ أميركية وأغانٍ برازيلية من السامبا والبوسا نوفا وأيضاً أغاني الياس رحباني والكثير من أغاني الجاز التي نمّت عندي الموهبة.

*هل تعزفين على آلة ثانية إلى جانب البيانو؟

– تعلمت العزف على آلة الأكورديون بنفسي وأنا صغيرة، ولو كان ذلك لفترة وجيزة إلى سن الـ12.

*كيف نمت لديك الموهبة؟

-الموهبة لا تأتي فقط من الطفل ولكن من البيئة التي يملأها الجو الموسيقي، وأيضاً التشجيع الموسيقي. لكن هذا لايكفي إن لم يتوفر اندفاع الطفل وحبه للآلة، كنت أعشق آلة البيانو وأحب أن أعزف عليها بالرغم من قسوة وجدّية الأساتذه السوفييت آنذاك ومطالباتهم بالتمرين المكثف، لكن ذلك لم يجعلني أشعر يوماً واحداً بأي إحباط أو باليأس لقدر ما كنت أحب الموسيقى والبيانو.

في بلجيكا تحقق حلمي

*هل فتحت لديك عالم الموسيقى آفاقاً كبيرة؟

-بالتأكيد، ويعود الفضل لحبّي ولتواصلي بالعزف وأملي بأن أكون عازفة محترفة، بعد أن عانيت الإهمال وعدم الاهتمام بالموهوبين في بلدي العراق، بلد الثروات و النفط ورأس المال… الشيء الذي سبب عندي إحباطاً نفسياً وأن أخسر المنحه الدراسية التي كان المفروض أن أحصل عليها… لكني استطعت أن أحقق حلمي حين توفرت الفرصـة لي، هنا في بلجـيـكا، حيث أكملت دراسـتي في الكونسرفتوارالملكي في العاصمة بروكسـل، وفي سـنة 1997 حصلت على الدكتـوراه وحالياً أعمل كمدرّسة بيانو في الأكاديمية الموسيقية.

*ماذا كان يمثل لديك والدك الفنان الموسيقار المعروف غانم حداد؟

-والدي شجعني كثيراً منذ البداية من خلال ادخالي إلى مدرسة الموسيقى والباليه, ومنذ طفولتي كان يطلب مني أن أقدم معزوفة على البيانو حين مجيء ضيوف عندنا او عند زيارة فنانين من مختلف البلدان، فكان يفتخر بعزفي والمستوى الذي وصلت إليه. كما كان يشاركني العزف على البيانو للضيوف في أداء بعض الأغاني لفيروز أو لأم كلثوم وأغاني تراثية جميلة مثل “ربيتك زغيرون حسن”، “ون ياقلب” و”الأفندي”، وغيرها من الأغاني الجميلة.

عروض في مدن أوروبية

*هل قدمتِ حفلات وعروضاً موسيقية كبيرة؟ وماذا عن الجوائز التقديرية التي حصلت عليها في العراق؟

-شاركت في العديد من النشاطات الموسيقية في مدرسة الموسيقى والباليه في حفلات ومهرجانات، وحزت على جوائز تقديريـة عديـدة من قبل وزارة الثقـافة والإعلام. كما شاركت، في عمر الخامسة عشرة، مع الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية، واعتبرت أول مشاركة لعازف عراقي في مثل هذا العمر المبكر آنـذاك. ومازلت أمارس نشاطاتي وأسعى لتقديم المزيد من الحفلات الموسيقية. وفي السنوات الحالية عزفت في مختلف الدول الأوروبية، مثل بلجيكا وانكلترا والسويد وهولندا وغيرها، أيضاً في الولايات المتحدة. ومن أعمالي الموسيقية الأخيرة إنتاج السي الدي الجديد الذي يتضمن توزيعي للأغاني العراقيه الفولكلورية القديمة.

*كلمة أخيرة؟

-شكراً لمجلة “الشبكة” لإتاحتها الفرصة للحديث عن مشواري الفني، وأحب أن أقول كلمة: متى يندمل جرحك ياعراق فأنا ابنة دجلة والفرات أقدم لك حبي وفني هدية، أنت في القلب مهما بعدت، فقد تعلمت منك الحب والحلم الجميل وأن أعزف لك على قيثارة شبعاد.