الفرقة الوطنية للتمثيل تتألق في موسم البنفسج المسرحي
بغداد – محسن العكيلي/
موسم مميز أعاد للمسرح العراقي رونقه من خلال المشاركات الداخلية والخارجية، فضلاً عن الحصول على جوائز عدة في مجالات التمثيل والتأليف والإخراج للفرقة الوطنية للتمثيل، التي تواصل موسمها المسرحي.
عن موسم (البنفسج) المميز للفرقة الوطنية للتمثيل، حدثنا مدير الفرقة الكاتب والمخرج منير راضي قائلاً:
“منذ بداية هذه السنة جرى طرح استمارة التقديم للعروض المسرحية لموسم الفرقة الوطنية للتمثيل لسنة 2023، كما فتح باب المشاركة أيضاً من خارج أروقة الفرقة، وذلك لفسح المجال أمام الإبداعات العراقية كافة في مجالات التأليف والإخراج والتمثيل، وتعد هذه خطوة كبيرة واستثنائية في منهجية الدائرة والفرقة معاً، وقد تقدم للمشاركة في عروض هذا الموسم الكثير من الفنانين من أجيال مختلفة لغرض تقديم عروضهم المسرحية.
لجنة فنية
وقد دفع إقبال الفنانين على العمل لصالح الفرقة الوطنية إلى تشكيل لجنة فنية للفحص والمشاهدة من قبل قامات فنية جرى اختيارها بشكل دقيق لغرض فرز النصوص الصالحة للعرض المسرحي من عدمها، وعلى مدار أشهر عدة من العمل المستمر لهذه الخطة المسرحية الموسمية.”
وأضاف: “تمت الموافقة على عدد كبير من العروض المسرحية، من تقديم الفرقة الوطنية للتمثيل، وبحدود اكثر من 10 أعمال مسرحية تنتمي إلى أجناس ومدارس متنوعة في الفن المسرحي العراقي على مستويي النص والإخراج، وقد جرى التخطيط المدروس لغرض عمل منهاج ومواقيت لهذه العروض وتوزيعها حسب قيمتها الفنية على مسارح الدائرة، وكذلك كان هنالك جانب مهم في هذا الموسم البنفسجي، تمثل بإتاحة فرص كبيرة لمجموعة من الشباب الواعدين في مجال تجربة الإخراج، ومن أجل تفعيل ديمومة الحركة المسرحية للشباب المتمثلة في بيتهم المعروف بـ (منتدى المسرح) الذي تجمدت نشاطاته لفترة كبيرة من الوقت، فقد جرى تفعيل هذا المكان (أي منتدى المسرح) بعروض مسرحية تعدت إلى أكثر من ثلاثة أعمال مسرحية، إلى جانب العروض الأخرى في هذا الموسم المميز.”
عروض مميزة
وأردف بالقول: “وضعنا جدولاً لعروض هذا الموسم، فقد جرى عرض مجموعة من هذه المسرحيات على خشبة مسرح الرشيد، ومن هذه العروض الموسمية لهذه السنة مسرحية (أنا مكبث)، من تأليف منير راضي وإخراج طلال هادي، ولمدة ثلاثة أيام متتالية، وكذلك مسرحية (عزرائيل) لمؤلفها مثال غازي ومن إخراج أسامة السلطان، وكذلك مسرحية (صفصاف) من تأليف وإخراج علي عبد النبي الزيدي. بعد ذلك انتقلنا بعروض موسمنا المسرحي البنفسجي إلى منتدى المسرح، حيث جرى تقديم عرض مسرحية (خوف سائل) من تأليف حيدر جمعة وإخراج صميم حسب الله. بعدها جرى تقديم عرض مسرحي على باحة منتدى المسرح، وهو مسرحية (سبيد)، من إعداد وإخراج ليلى فارس، ومن ثم انتقلنا إلى خشبة المسرح الوطني بلون جديد، وهو فن (الكوريكراف)، في مسرحية (ترنيمة الانتظار) للمخرج علي حبيب. علما بأن جميع العروض المسرحية قد استمر عرضها لمدة ثلاثة أيام متتالية، ولا ننسى أن هنالك عروضاً مسرحية لفرقة مسرح الطفل التي قدمت عرضها المسرحي بعنوان (فيتامين) على المسرح الوطني، وهو من تأليف وإخراج بكر نايف، تحت إشراف الفنان أحمد محمد صالح، مدير شعبة مسرح الطفل في دائرة السينما والمسرح.”
موسم وجوائز
وعن الموسم المميز والجوائز قال منير: “ومازال موسمنا البنفسجي قائماً لحد الآن على أمل تقديم أربعة أعمال أخرى قريباً جداً في الأيام المقبلة، أما على مستوى المشاركات الداخلية والخارجية للفرقة الوطنية للتمثيل وحصولها على الجوائز الأولى، فقد حصلت مسرحية (بيت أبو عبد الله) للمخرج أنس عبد الصمد، من تقديم الفرقة الوطنية للتمثيل لهذا الموسم، التي عرضت في مهرجان بغداد الدولي للمسرح بدورته الرابعة -قبل أسابيع- على جائزتي الإخراج والسينغرافيا من بين فرق مسرحية محلية وعربية وأجنبية، وكذلك مسرحية (أمل) للمخرج جواد الأسدي في نفس فعاليات المهرجان على جائزة التأليف، وأيضاً كانت هناك شهادة امتياز منحت من قبل لجنة التحكيم في مهرجان بغداد إلى مسرحية (ترنيمة الانتظار)، وكذلك لمسرحية (يا زارع البزرنكوش)، وهما من إنتاج الفرقة الوطنية للتمثيل لهذا الموسم أيضاً، لمشاركتهما في افتتاح مهرجان بغداد الدولي.
هذا على مستوى المشاركات الداخلية، أما على مستوى المشاركات والجوائز الخارجية لهذه السنة للفرقة الوطنية للتمثيل، فقد حصلت مسرحية (ملف 12) على الجائزة الأولى لأفضل سينغرافيا في مهرجان المسرح التجريبي في القاهرة قبل أسابيع، وكذلك حصل هذا العمل على جوائز أخرى بحصوله على المركز الأول كأفضل أداء جماعي وأفضل أداء (كوريكراف) وأفضل إضاءة مسرحية في مهرجان الإسكندرية المسرحي. ومن المشاركات الخارجية الأخرى التي حصلت أيضاً على جوائز مختلفة هي مسرحية (خلاف) من إنتاج الفرقة القومية للتمثيل، من تأليف وإخراج مهند هادي، منها الجائزة الأولى لأفضل مخرج وأفضل ممثل وأفضل ممثلة وأفضل عمل متكامل. كذلك لا ننسى أن هنالك مشاركات خارجية عديدة للفرقة الوطنية للتمثيل في هذا الموسم، إذ كان لها حضور جماهيري كبير في المسارح العربية. أما الآن فإننا نعد العدة على أمل إعداد موسم جديد للسنة المقبلة يكون على مستوى ما جرى إنجازه خلال هذه السنة، الذي كان مميزاً وفعالاً بشكل واقعي يشار له بالبنان، كما أن لدينا خطة في المستقبل القريب لتفعيل مسارح المحافظات والاهتمام بها بشكل كبير إن شاء الله.”