الفنانة إلهام شاهين لـ”الشبكة”: لن أمسك العصا من الوسط!

1٬068

 سامي الجابر/

لها رأي واضح في كل مسألة تؤمن بها ولا تتردد في الدفاع عنها بكل حزم، فنانة لا تعرف المجاملة في مواقفها، الأمر الذي انعكس على شخصيتها كممثلة، تعدّ من أوائل الفنانات اللاتي يسعين دائماً لمساندة المرأة وإبراز دورها بشكل حقيقي. ولعلّ آخر أعمالها فيلم (يوم للستات)، الذي حصل على ١٧ جائزة دولية، كان فيلماً من أجل قضايا المرأة البسيطة التي تبحث عن الحرية والحب في مجتمع غير مكترث بأبسط حقوقها، إنها الفنانة إلهام شاهين التي فتحت قلبها لمراسل مجلة “الشبكة العراقية” في القاهرة فكان هذا الحوار:

تكريم

* كيف ترين التكريم وماذا يعني لك؟

التكريم هو إلقاء الضوء على ثمار الفنان ونجاحه، ولكن يجب أن لا يكون مسعاه وهوسه، فأنا سواء كرمت او لم أكرم أحمل المسؤولية دائما وبنفس الحماسة والحافز وأقدم ذات العطاء.. يبقى التكريم هو لحظة سعادة وحب الناس وإعجابهم بي وتقديرهم لجهودي…

* هل تتقبلين النقد؟ وكيف تتعاملين معه؟

– أتقبله إن كان بنّاءً وممكن أتعلم منه شيئاً جديداً يضيف لعطائي ويقوّم عملي لأقدم الأفضل..

كثيراً جداً أتلقى نقداً من جمهوري بأن يخبرني أن دورك في هذا الفيلم لم يعجبنا او الدور الفلاني او ممكن ان تغيري مسار أعمالك من التراجيدي إلى الكوميدي فآخذه بعين الاعتبار.. وعملت فيلم (نظرية الجوافة) وجربت ذلك بأخذ الآراء، لذا أرى من الضروري على الفنان أن يستمع للناس ويرى بعيونهم ما يريدونه هم أو يلمسونه…

* كيف ترين الفنان حين تأخذه آفة التكبر الغرور والنرجسية والخيال العاجي؟

– أرى أن سعادة الفنان وقيمته بالتفاف الجمهور معه وبينه وليس التعالي عليه، فأي عالم عاجي يصنع له بعيداً عنهم وهم من صنعوه بل أن عطاءه وما يقدمه مرتبط بالتواصل معهم ومعايشه همومهم وأحلامهم وأفكارهم ونقلها وتجسيدها عبر فنه وما يقدمه.

* ماذا عن أعمالك الجديدة؟

– (يوم للستات) هو آخر أعمالي عرض في دور السينما مع بداية ٢٠١٧ وأخذ ١٧ جائزة دولية لأنه دخل مهرجانات كثيرة جداً، وهو فيلم من أجل قضايا المرأة البسيطة التي تبحث عن الحرية والحب في مجتمع غير مكترث لأبسط حقوق الإنسان والمرأة البسيطة، المرأة اليوم متعبة جداً وتحتاج من يخفف عنها وطأة الحياة الصعبة وهي تبحث عن الكلمة التي تضمد جراحها وتثمن صبرها..فيلم (يوم للستات) يحكي عن هذا المعنى، كاتبة الفيلم قريبة جداً من طبقة النساء البسيطات وهي تحلل شخصية هذه الشريحة بدقّة وإمعان وبساطة. الفيلم يستعرض أكثر من جيل، كل جيل له مشكلته….وفيه أكثر من عشرة أبطال وبطلات، وهذا من النادر حصوله في السينما المصرية، من الفنانين الذين شاركوا بطولة الفيلم محمود حميدة، فاروق الفيشاوي، أحمد الفيشاوي، إياد نصار، أحمد داود، نيلي كريم، هالة زكي، ناهد السباعي، ربيع حسين وهو من إخراج القدير كامل أبوزيد..

* تجربتك مع الإنتاج السينمائي، كيف هي، ولماذا قلتِ لن أفكر فيها؟

– قصدت في هذا الخبر أنني لن أفكر في الوقت الحالي في إنتاج أفلام سينمائية وذلك بسبب أنني انتجت عدة أفلام والى الآن إيرادات أفلام (يوم للستات) و(الزهور في البلد) و (خلف السويدة) لم تكتمل، أحتاج أن استرجعها وهذه المسألة تأخذ وقتاً، بعدها أعود أنتج مرة ثانية. تجربة الإنتاج تجربة مهمة وضرورية للفنان لذلك كنت ومازلت أنادي بأهمية دخول الفنان في تجربة الإنتاج السينمائي، فأهل السينما، وأقصد الفنانين، هم أولى بالوقوف الى جانب السينما ليعيدوها لأمجادها….فالإنتاج الفني اليوم هو أشبه بالقمار.

قضايا المرأة

* من خلال أفلامك وحواراتك أنت مهمومة بالمرأة وتدافعين عنها، أين وصلت المنظمات والمؤسسات التي تنادي بحرية المرأة وحقوقها برأيك؟

– المنظمات التي تنادي بحقوق المرأة قطعت شوطاً طويلاً في المجتمع العربي، وفي تونس بالتحديد أخذت مميزات كثيرة جداً، أنا سعيدة جداً أن في تونس وهو بلد عربي تصحيح للقوانين التي تختص بالمرأة وهناك قوانين كثيرة لصالحها….

* جمال الثقافة وثقافة الجمال، أيهما الأكثر وقعاً وتأثيراً على المجتمع؟

– بالتأكيد جمال الثقافة من خلاله يستطيع الفنان أن يعطي بمقدار مايملك من خزين معرفي ثقافي ويستطيع أن يختار الصحيح والجيد من أعماله وعند فهمه لرسالته وهذا أهم من الشكل الخارجي الذي يبقى قصيراً لأن عمر ومراحل الشباب والجمال مؤقتة وتزول، أما الجمال الداخلي للإنسان وتفكيره ونتاجه فهو الأهم.

* قلتِ إن “السوشيال ميديا” أفسد العقول وخلق أناساً سليطي اللسان، لماذا؟

– نعم قلت ذلك، وأنا لا أحب هذه المواقع التي يختبئ خلفها أشخاص يقولون مايحلو لهم دون أي وازع أخلاقي وضمير رادع ويحكي أي كلام والناس ترى تعليقات سخيفة فيها تجريح وتجاوز وقلة أدب خارجة على الأخلاق. لذلك أنا لا أحبها لأن هناك أسماء وهمية ومريضة تحاول النيل من الناس والفنانين بصورة تعتمد التشوية وأذية الناس.

* السينما مابين اليوم والأمس .. كيف تجدينها اليوم؟

– اختلفت السينما اليوم عن الماضي وذلك بسبب أن التجارب الفنية المهمة أصبح عددها أقل، وأغلب الأعمال التي تنتج هي للتسلية والترفيه أكثر، وهذا من أسباب الضعف، وهذا ليس من الفن بشيء. بصراحه أنا لا أحب الأعمال المتخصصة في الترفيه والتسلية. سابقا كان هناك اكثر من فيلم مميز وكسبت جوائز كثيرة، مثلا عندنا في كل سنة المهرجان القومي للسينما وهو مهرجان محلي تعرض فيه جميع الافلام التي تنتج على مدى عام وكانت هناك خمسة افلام، فخمسة افلام أخذت جوائز فيها مضمون وهي قليله لكنها فعلا جميلة وكبيرة وحصلت جوائز في الداخل والخارج والنقاد كتبوا عنها بشكل جيد ورائع، ولو أن الجمهور لم يتفاعل معها بالشكل المطلوب ولكنها نجحت…

زيارة العراق

* أنت مع خروج الفنان من إطاره التقليدي إلى العام دون منطقة محددة؟

– بالتأكيد أنا مع الفنان الذي يعيش قضية العالم ومحيطه الإقليمي بغض النظر عن قضيته الأم، والفنان ليس له وطن، وطنه الانسان، وهذه حالة ليست بالجديدة. يعيش الفنان اليوم الأزمات مع إخوته في العراق وتونس ولبنان واليمن وسوريا والبلاد العربية الأخرى … الفنان لكل المجتمع العربي، حتى الفنان عالمياً، عند الغرب نرى الفنانة انجيلينا جولي تنزل لأفريقيا للمناطق الفقيرة وللأطفال المرضى. الفنان إنسان وممكن أن يكون له دور ثانٍ وحسب قناعات الفنان يقدر يقوم بأي عمل يخدم المجتمع فالعمل الانساني يختلف من شخص لآخر….

* لو قدمت لك دعوة هل ستزورين العراق؟

ج / بالطبع فأنا أحب العراق ….قدمت لي في السابق دعوة للحضور في مهرجان سينمائي في السليمانية وكانت الدعوة وللاسف في وقت غير مناسب ولم استطع الذهاب إلا أنني شاركت في فيلم من افلامي السينمائية في هذا المهرجان اخذ جائزة أفضل سيناريو والفيلم هو (يوم للستات)، وقتها كنت حاضره في مهرجان سينمائي في روسيا وفي المغرب وكنت عضوة لجنة تحكيم في مهرجان بالإمارات..
العراق بلد عربي مهم، بودي زيارة العراق ونحن كفنانين لانقول في مشاركاتنا الفيلم المصري بل نقول الفيلم العربي…

* الأفلام والمسلسلات المصرية أخذت مساحة كبيرة من الجمهور كيف تقرئين ذلك ؟

– أقولها وبكل أمانة إن الفن المصري أصيل وعريق، هو الذي علّم الذائقة العربية جمال الفن، فالشرق الأوسط والخليج العربي والإفريقي هو الذي أنعش المتلقي العربي بفنون الدراما وكان وما زال الفن المصري يمثل الفن العربي في المحافل فعمر السينما المصرية يمتد لأكثر من ١٣٠ سنة حتى قبل السينما في هوليوود….وبدايات السينما المصرية شارك فيها العديد من الفنانين العرب مثل نجيب الريحاني الذي كان عراقياً وكان موجوداً في افلامنا ولم نقل هذا عراقي بل نقول أنه عربي، والفنانة صباح وفريد الاطرش وممثلون من المغرب وتونس والجزائر.

* لك مواقف واضحة في العديد من القضايا السياسية ؟

– كنت طوال عمري صريحة وجريئة ولا أخاف في الحق لومة لائم فأية قضية أنا لي فيها رأي أقولها وفي أي وقت ممكن رأيي يعجب ناس ويمكن أن يكون بالضد اما مع أو ضد …….هناك أناس يمسكون العصا من الوسط بحيث لاتميل إلى جهة دون جهة وهذا خطأ، يجب أن يكون لي رأي واضح في مسألة معينة مقتنعة بها وأدافع عنها بكل حزم ..
ولو أني مقتنعة ومؤمنة بها يجب أن أدافع عنها وهذا واجبي، وأنا عموما لا أفكر بالسياسة ولا أجاري السياسة ولست ضليعة بالسياسة لكني افكر بمشاعري بشكل انساني ولايوجد انسان قادر على إرضاء الجميع وبالتأكيد ممكن ان تكون هناك جهة معك وجهة ضدك وانا لست مع الفنان المحايد ومن كان محايداً فهو بلا موقف واعتبره فناناً منافقاً يساير الجميع حتى لايخسر احد هذا نوع من النفاق.

* كلمة أخيرة وماهي أمنياتك؟

– أتمنى للعراق كل التوفيق وأتمنى أن يتوحد الشعب العراقي وأن لايتفرق فأنتم شعب واحد ولن يفرقكم أحد وان شاء الله يعود العراق إلى سابق عهده بكل قوة على جميع المستويات فالعراق كان ومايزال بالنسبة لنا سنداً للوطن العربي وجيشاً قوياً، اتمنى ان تنتهي هذه الأزمات وتتحد جميع البلاد العربية…

وأتمنى لمجلة الشبكة العراقية كادراً وإدارة المزيد من النجاح والتطور والازدهار والاهتمام بقضايا المرأة والانسان والمجتمع ككل ودمتم بمحبة وسلام.