الفنانة بيداء رشيد: “عالم الست وهيبة” سبب شهرتي

198

حوار: محسن إبراهيم/

من مشهد صغير في أحد الأفلام السينمائية انطلقت رحلة بيداء رشيد، التي كانت حينها طالبة في المرحلة الأولى بمعهد الفنون الجميلة. شاركت مع كبار النجوم في أول عمل مسرحي لها، اختارت النوع بديلاً عن الكم ومشت خطواتها بتأن حتى فتحت لها أبواب الشهرة بعد مسلسل “عالم الست وهيبة”، تعشق المسرح وتجده المعيار الحقيقي للفنان لأنه في تماس مباشر مع الجمهور. “الشبكة” التقت الفنانة بيداء رشيد فكان معها هذا الحوار..
*رحلة طويلة في عالم الفن.. كيف طرقت باب هذا العالم؟
-بدأت تلك الرحلة من خلال معهد الفنون الجميلة حين كنت طالبة في المرحلة الأولى، وحصل هناك نوع من الاختبار لاختيار كومبارس في فيلم “الملك غازي”، إذ مثلت حينها مشهداً صغيراً، ومن خلال هذا المشهد انطلقت في عالم الفن، وبعدها اشتغلت في مسرحية “ليلة ويوم” التي كانت من بطولة جاسم شرف ومجموعة من الفنانين الكبار، منهم سهام السبتي والراحل مطشر السوداني وفوزية حسن، وكان هناك اسناد كبير لي من قبل الجميع، إذ إن المسرحية كانت أول صعود لي على خشبة المسرح.
الحجاب لم يكن عائقاً لمسيرتي
*هل انعكس ارتداء الحجاب على مسيرتك الفنية؟
-أكيد.. في بادئ الأمر أثر على مسيرتي الفنية ولم أشترك في أي عمل لمدة سنة، بعد ذلك انطلقت الأعمال، سواء في المسلسلات الريفية أو التاريخية، وبعدها توالت الأعمال وأصبح الحجاب واقع حال، ولن يكون عثرة في طريق مسيرتي الفنية او مسيرة أية امرأة إن كانت فنانة او في أي مجال آخر.. بالتأكيد هو قناعة شخصية.
*هناك دور ما يكون بوابة الشهرة للفنان..
-هناك الكثير من الفنانين يمكن أن نطلق عليهم أصحاب الدور الواحد، اشتهروا بأداء هذا الدور او الشخصية التي جسدوها واختفوا بعدها. أنا واحدة من الفنانات اللاتي اشتغلن الكثير من الأدوار قبل مسلسل “عالم الست وهيبة”، لكن دوري في هذا المسلسل ترك بصمة واضحة في مسيرتي الفنية وفتح لي أبواب الشهرة، وعرفني الجمهور وبرزت للمخرجين طاقتي الفنية، ما ساعد في أن تنهال علي العروض الفنية بعد هذا المسلسل.
ظاهرة تتلاشى
*وسط هذا الازدحام في الوسط الفني.. هل أن التركيز ينصب على النوعية أم الكم؟
-النوعية والكم يخضعان لمعايير معينة، بالنسبة لي أحب التنوع، ولا علاقة لي بالكمّ، وحين أرى نفسي في مشهد واحد أقدم ما أصبو اليه، أكيد سيكون أفضل من الكم، وممكن أن تكون هناك أدوار عدة، منها كوميدي او تراجيدي، أفضل التنوع حتى وإن كان مشهداً قصيراً، لكونه مؤثراً عن الكم الذي ربما يعرضني للانتقاد والملل من خلال المشاهد.
*ظاهرة (الكروبات) الفنية.. كيف تنظرين إليها؟
– الكروبات الفنية كانت قوية جدا قبل عدة سنوات، لكنها بدأت تتلاشى الآن بسب الوعي لدى المخرج وكيفية اختيار الممثل او الممثلة، فضلاً عن دخول وجوه جديدة الى الساحة الفنية، أصبح الأمر حالياً يصب في مصلحة العمل بالدرجة الأساس، وهناك مخرجون لا علاقة لهم بظاهرة الكروبات، همهم الأول والأخير هو كيفية إنجاح العمل من خلال ممثلين عدة، بغض النظر عمن يكون هذا الممثل، المهم هو ما يقدمه من خلال الشاشة. مع وجود هؤلاء المخرجين الذين كان همهم الأول هو صناعة الفنان أعتقد أن ظاهرة (الكروب) قد ولّت الى غير رجعة.
ابنة المسرح
*تقفين الآن في محطة الدراما العراقية، لو كنتِ مسؤولة.. ما الذي سوف تفعلينه كي يسير قطار الدراما؟
-لو كنت مسؤولة عن الدراما سأصنف الفنانين إلى رواد وشباب ونجوم خط أول وثان، وأكيد سوف أجعل الجميع يعملون كل في مكانه. لن تكون هناك مجاملة لفلان أو فلانة على حساب العمل الدرامي وإسناد أدوار لا تتناسب مع شكل الفنان او عمره، بخاصة في الموسم الرمضاني، إذ لن يكون هناك فنان بلا عمل، سأعمل على أن تكتب النصوص لتناسب الجميع.
*ما بين المسرح والسينما والتلفزيون.. أين تجدين نفسك؟
-أنا بنت المسرح، بدليل دراستي للفنون المسرحية في معهد الفنون الجميلة وكلية الفنون، بدايتي كانت مع المسرح الجاد، أعشق المسرح لأنك سوف تكون في تماس مباشر مع الجمهور، وستشاهد ردة فعل المتلقي إن كانت إيجابية أو سلبية أو كنت قد أوصلت الفكرة بشكل سلسل وجميل. في التلفزيون والسينما سيكون عامل الانتظار هو سيد الموقف لحين أن يعرض العمل وتسمع الآراء وردود الفعل التي ربما لا تكون كردة فعل جمهور المسرح المباشرة.
*يتعرض الفنان في بعض الأحيان الى الشائعات.. ما مدى تأثيرها على مسيره الفنان؟
-كل شخص يتعرض الى الشائعات، سواء أكان فناناً أم شخصية مشهورة في مجال آخر، وفي مجتمعنا تصيب الشائعة الكل. بالنسبة لي لا تؤثر الشائعة علي لثقتي بنفسي، والشائعة بحد ذاتها هي حدث غير صحيح. الأولى ألا نفكر بها كثيراً وألا نجعلها حجر عثرة في طريقنا.
*الفنان بين الأمس واليوم.. هل بات ثمة اختلاف بين تلك الأجيال؟
-أكيد أن هناك فرقاً كبيراً بين فنان الأمس وفنان اليوم، فنان الأمس كان يعمل كثيراً ويقدم أعمالاً كثيرة في سبيل حبه للعمل، الآن أصبح الفن سهلاً جداً، ممكن لأي (بلوكر) او شخصية لها شهرة في السوشيل ميديا ان تدخل مجال الفن. بينما كانت هناك في زمننا لجنة اختبار صعبة جداً. الاحترام كان سائداً في تلك الفترة، للعمل أولاً، وللوقت وللزملاء في العمل. فنان الأمس اجتهد كثيراً من أجل بناء اسم فني، والدليل كما ذكرت سابقاً، حتى اختيار الكومبارس كان يجري من طلاب الفنون الجميلة.
*كيف تنظرين إلى ما يقدم اليوم في مهرجانات فنية تخص الدراما؟
-بالنسبة للمهرجانات حدِّث ولا حرج، والمعروف عني أني لا أنتقد أي مهرجان او عمل فني، وأنا اعتبر حتى العمل البائس هو جهد، لكن بصراحة المهرجانات أصبحت ظاهرة كثرت وكثر معها الفنانون غير المعروفين ممن يحصلون على الجوائز، بصراحة لا أعرف ما هو المبرر او السبب، أعرف ان هناك مهرجانين فقط في العراق، أما المهرجانات المستحدثة، كيف ومتى ومن أين تتلقى الدعم.. كل هذه الأسئلة بحاجة الى أجوبة من الجهات المسؤولة..