الفنانة رغد خاتون: انطوائية ولا أشبه بنات جيلي

321

حوار : محسن العكيلي /

بعد تقديمها البرامج الفنية نالت فرصة الظهور في أول عمل لها، لتتجه الى عالم التمثيل، حيث أثبتت موهبتها واستطاعت أن تحقق نجاحات كبيرة خلال حضورها في الوسط الفني. تدخل قلوب الجمهور بكل بساطة من خلال أدوارها المميزة والمتنوعة.
قدمت العديد من الأدوار الناجحة التي نالت استحسان المشاهدين، تتمنى أن تجسد جميع الشخصيات وأن لا تحتكر في كاركتر واحد.
الفنانة الشابة رغد خاتون كانت ضيفة مجلة “الشبكة العراقية” وكان لنا معها هذا الحوار.
*لنفتح بوابات الذاكرة، ونعود إلى النشأة الاولى، المكان الأول، الطفولة والدراسة..
-النشأة الأولى كانت في بغداد – حي العدل، تلك الأيام الجميلة في وسط الجيران المحبين والودودين، لكنها تغيرت بسبب الأحداث والطائفية المقيتة، ما أدى الى انتقالنا الى أماكن عدة، حتى وصلنا الى المحطة الأخيرة، وهي الأعظمية. أما عن دراستي فقد توقفت كثيراً بسبب الأحداث وما مر به البلد، الى أن استقر الوضع وبحمد الله أنا الآن رغد خاتون.
*كيف نشأت الرغبة لديك في دخول عالم الفن.. ولاسيما التمثيل؟
-كان ذلك بسبب صديقي الذي كان يعمل في قناة إخبارية، وكان يعطيني المزيد من النصوص الإخبارية بطلب مني لكي أتدرب عليها، فجعلت حلمي الأول هو إذاعة الأخبار، التي كانت هدفي الأساسي والأهم. لقد تدربت كثيراً على الصوت الإذاعي ودخلت في أكثر من دورة تدريبية، ولكن بسبب شكلي رفضت بعض القنوات أن أكون مذيعة وأن وجهي يصلح للبرامج الفنية أكثر، لذا استسلمت وعملت في مجال البرامج الخفيفة الفنية، وفي فترة من الفترات كان لزملائي برنامج تلفزيوني فيه مقاطع تمثيلية، وتأخرت آنذاك الفنانة الخاصة بهم، فقالوا لي خذي مكانها مؤقتاً تلافياً للإحراج وضيق الوقت، لأن عرض البرنامج كان قريباً فوافقت ومثلت، حينها أعجبوا بي وأصروا أن أكون معهم دائماً، الى أن قدمت لنا شركة (ولاية بطيخ) فرصة عمل، فتركت مجال التقديم وتوجهت الى التمثيل، والآن هو مكاني الوحيد الذي وجدت نفسي فيه.
*لابد أن ولوج هذا العالم يكون مصحوباً بالمصاعب، ما الذي واجهته رغد في بداياتها؟
-في البداية كان كل شيء يسير بشكل جيد، لكني الآن أسمع أشياء عني شخصياً لا أعرفها عن نفسي, وحين تعشق عملك فإنك من المؤكد ستذلل الكثير من المصاعب، وأقصد هنا في مجال العمل الفني، أما الأمور الأخرى فأعتقد أن على الفنان أن يتجاوزها وأن يركز على عمله فقط.
*برأيك.. هل الإعلام والترويج الإعلامي أم الأعمال الفنية هي التي تسهم في شهرة الفنان؟
-أعتقد أنها منظومة مترابطة، الترويج الإعلامي يصل إلى قاعدة أكبر من المتابعين، كذلك العمل الذي يشكل الفنان أحد أهم أركانه، الذي يجب أن يكون جيداً حتى يحقق ديمومة التواصل مع المشاهد للشاشة. ومن وجهة نظري فإن القناة الجيدة هي من تروج لعملها بشكل جيد، والفنان الجيد أيضاً يجب أن يختار الوسائل الفعالة للوصول إلى الجمهور وكسبه وتعريف الناس به، هما شيء مكمل لشيء، لكن الأهم من الترويج الإعلامي هو نوعية العمل الفني الذي يختاره الفنان.
*بين (فايروس) و(الماس المكسور) و(ولاية بطيخ) وأعمال أخرى تعددت الأدوار والشخصيات.. أين تجد رغد نفسها؟
-أجد نفسي في كل الشخصيات, كلها قريبة الى قلبي، أحبها وأشاهدها كثيراً، ولكل شخصية كان هناك تحضير وتعب أثناء تأديتها، فأنا موجودة في جميعها.
*ما الشخصيات التي تتمنين تقديمها على الشاشة؟ وهل من الضروري أن يقدم الفنان أدواراً مختلفة للنجاح؟
– أتمنى أن أجسد كل الشخصيات المختلفة بعضها عن بعض، لا أتمنى أن أبقى في دائرة واحدة وكاركتر واحد, الفنان الجيد هو الذي يجيد تمثيل كل الشخصيات، في النهاية هو ممثل وهذا دوره بتقمص أية شخصية بشكل جيد وعفوي دون أن يمثل، ومن الضروري والصحيح طبعاً للفنان أن يقدم أدواراً مختلفة.
*هل تؤمنين بالنوع أم بالكم؟
-النوعية أهم من الكمية، هذا أكيد ولا اختلاف على ذلك، الظهور بشكل مميز ونوعي للفنان هو الصحيح أكثر، إذ لا فائدة من ٣٠ عملاً فنياً دون أن تضيف الى الفنان شيئاً، ودون أن يقدم شيئاً جديداً للجمهور، فيكون العمل مجرد ظهور لا أكثر.
*ما معاييرك لقبول أو رفض عمل فني؟
-كل المعايير هي مهمة بالنسبة لي بدءاً من نوعية الكتابة، أو الكاتب شخصياً، وكيفية كتابة النص ووضعيته ومساحة الشخصية والمخرج وكيفية إخراجه أو الـcv الخاص به، وكذلك من أصغر الى أكبر شخص موجود في الكادر. عرضت علي أدوار كثيرة من قبل، لكني أبحث دائماً عن الاختلاف والدور المؤثر، وأحب أن يحوي العمل الكثير من المشاهد المؤثرة.
*في ظل كمّ من الممثلات، هل استطاعت رغد أن تثبت حضورها؟
– رغد كانت موجودة عندما لم تكن كل هؤلاء الممثلات موجودات، كان عددنا قليل جداً في سنة ٢٠١٦ او ٢٠١٧ الآن أصبح العدد كبيراً ومازلت موجودة وأيضاً أتمنى التوفيق لجميع الزميلات الموجودات حالياً، يسعدني أن أصبحنا أكثر عدداً.
*هل تهتمين بالمنافسة بينك وبين هذا العدد الكبير؟
-بصراحة لا أهتم بأية منافسة، إذا كانت منافسة شريفة أم لا، أنا أهتم بنفسي وبالشيء الذي أقدمه أنا خصوصاً، أنا وكل بنات جيلي لا نتشابه في أداء الشخصية، فكل ممثلة تتميز بشيء جيد يختلف عن زميلاتها.
*أنت بعيدة عن الأضواء نوعاً ما، هل تحرصين أن تكون حياتك حياة خاصة؟
-نعم، أنا انطوائية، لكني لست بعيدة عن الأضواء، أهتم كثيراً أن تكون حياتي الخاصة لي فقط، وليست عرضة للجميع، أنا أقدم فناً للجمهور، من حقه أن يعترض عليه أو يحبه أو يكرهه، لأنه في النهاية ليس مخصصاً لذائقة معينة، لكني لن أقدم حياتي وأجعلها في متناول الكل.