الفنانة نوفـا عماد: أغنياتي رسالة حب من وطني الى العالم

1٬169

 سنان السبع /

ولدت في بيت تصدح فيه الموسيقي الغربية والشرقية، وبدأت بالغناء في سن مبكر فالمكتبة الموسيقية الكبيرة التي كانت في بيت أهلها جعلتها تملك ثقافة موسيقية ساعدتها بعد ذلك في مشوارها الفني، ومن بغداد الى قطر ثم الى كندا لم تنقطع عن رغبتها في الغناء، بل شاركت وقدمت أعمالا فنية عديدة، أنها الفنانة نوفا عماد أبنة الفنانة المعروفة سيتا هاكوبيان، التي ابتدأت الغناء بالنمط الغربي وباتت تتألق الان في سماء الأغنية العربية. مجلة “الشبكة العراقية” حاورت نوفا عن بدأياتها ومشاورها الفني وأحدث أعمالها:

* دعينا نتحدث عن البدايات أولاً كيف كانت؟ وهل نشأتكِ في بيئة فنية ساعدتكِ على صقل موهبتك وهل كان لوالدتك الفنانة سيتا هاكوبيان تأثير في مشوارك؟

-ابتدأت الغناء وأنا صغيرة جداً، والدتي تقول انني ابتدأت الغناء حتى قبل ان ابدأ الكلام، اذ كنت دوماً اردد لحناً ما سواء كان معها حين كانت هي تغني، أم مع ما أسمعه على الراديو أو التلفزيون، بعدها بدأت الغناء في المدرسة ومع أصدقائي، بالطبع كان لنشأتي في بيت فني تأثير كبير في اثراء ثقافتي الموسيقية، اذ ان والدتي كانت تمتلك مكتبة موسيقية فيها اسطوانات وتسجيلات من مختلف انحاء العالم، أما بالنسبة لتأثير والدتي علي، فهذا أمر لا يخفى على احد، اذ انها كانت ولا تزال استاذتي التي اتعلم منها كل شيء، سواء كان موسيقياً في اعمالي التي اقدمها، أم في تعاملي مع الناس، أم في التزامي برسالة الفن الذي اهدف الى تقديمه، أنا مدينة لها بكل ما وصلت اليه اليوم.

* منذ عام 2003 ابتدأتِ بتسجيل الاغاني ونشرها لكن لماذا لم تصل اغنياتك هذه الى الجمهور؟ وما سر التحول الى الغناء العربي بعد ان بدأتِ بالنمط الغربي؟

-بالفعل بدأت الغناء منذ عام 2003 لكني تقصدت ان اتوجه في غنائي في ذلك الوقت للعرب المغتربين في كندا وامريكا، اغنياتي في تلك المرحلة كانت تخاطب الشباب الذي يحاول اثبات هويته العربية برغم واقع المعيشة في بلد اجنبي، لذلك اخترت الهيب هوب والموسيقى الالكترونية كأنماط غنائية تعاونت فيها بأعمال مشتركة مع فنانين اجانب لأقدم أغاني يتلقفها الشباب العربي الذي تربى في الغربة وتكون مستساغة للاذن الأجنبية في نفس الوقت، لكن في الاعوام التي تلتها بدأت اغنياتي تأخذ نمطاً مختلفاً بعد أن قررت بدء رحلة الغناء بشكل جدي، حتى أوثق من خلال اغنياتي معاناتي كمغتربة، وكإنسانة عربية لها همومها في بلد غريب، حينها بدأ الناس يتصلون بي ليخبرونني أن اغنياتي تعبير عن لسان حالهم هم، وأعتقد ان هذه النقلة كانت همزة الوصل بيني وبين الناس في العالم العربي.

* تقولين ان حلمكِ هو ادخال الموسيقى العراقية الى الغرب، كيف تصفين محاولاتك في هذا المجال وهل الموسيقى العراقية لها حضور في الفن الغربي؟

-كما قلت في سؤالك هي “محاولات”، والمستقبل هو الذي سيحدد ان كان لها تأثير في قلوب الناس، كل مشروع يبدأ بخطوة صغيرة، وانا ابتدأت خطواتي وسأستمر فيها، أما بالنسبة لحضور الموسيقى العراقية في الغرب، فأعتقد تأثيره حتى الان بسيط جداً برغم قيام عدد من المغنين الأجانب المعروفين عالميا بتبني مقاطع غنائية عراقية في اغنياتهم، لكني اعتقد ان المستمع الاجنبي لو أتيحت له الفرصة لتذوق الفن العراقي سيحبه كثيراً.

* من خلال اغنية “غربة” عرفكِ الجمهور بشكل كبير وظل يردد هذه الاغنية حتى الان، برأيك ما سبب نجاح هذه الأغنية وهل تعتقدين ان مزجها مع اغنية تراثية أثر في نجاحها؟

-أعتقد ان سبب نجاح اي اغنية هي انها مست وتراً حساساً في قلوب المستمعين، “غربة” كانت بالنسبة لي آهات وأنينا شعرت بهما في لحظة ضعف، وعبرت عنهما بكلمات بسيطة تحاكي المفردة البغدادية القديمة لأنني يومها أحسست معنى صرخة “جي مالي والي” ووظفت هذه المفردة لإيصال فكرة الوحدة، بصراحة كنت خائفة جداً من رد فعل الناس لكني فرحت كثيراً وأنا اسمع تأثيرها في قلوب الناس، صدقوا حين قالوا ما يخرج من القلب يدخل الى القلب.

* برأيك ما سبب قلة الأصوات النسائية في الوسط الفني؟ ومن المسؤول عن تصدير فنانات يقدمن أعمالا هابطة كما يصفها النقاد؟

-الأسباب كثيرة جداً، منها عدم وجود دعم كاف للفنان ليستطيع انتاج أغان هادفة، ومن ثم واقع المجتمع العراقي والعربي بصورة عامة، الذي لايزال يرفض فكرة غناء المرأة وهذا نابع من جهل كبير لدور الفن في الارتقاء بالثقافة، مع العلم لدينا في العراق اصوات نسائية لو تم توفير الدعم لها، لنافست الاصوات الغنائية النسائية الموجودة الان في مصر ولبنان والخليج.

* فيما يخص جديدك على مستوى الأعمال بماذا تنشغلين الان والى اين وصل البومك القادم؟

-انا مشغولة بالتحضير لالبوم يتضمن 8 اغنيات جديدة، انتهيت من مرحلة تسجيل الآلات وانا الان منشغلة بالتسجيل الصوتي تعاونت فيه مع نخبة من اهم وابرز الفنانين من العراق والعالم العربي، وسيتضمن انماطاً غنائية جديدة، كما انني اعمل على التحضير لفيديو جديد أيضاً، وسأعلن عن التفاصيل قريباً جداً.

* بكلمة أخيرة ماذا تقولين لجمهورك في العراق واي مكان اخر من خلال مجلة الشبكة العراقية.
أحب ان اوجه كلمة حب لأهلي في العراق، وأشكرهم على تواصلهم الدائم معي ودعمهم لي، مشتاقة لهم جميعا واتمنى ان التقي بهم على ارض الوطن. في أغنياتي رسالة حب من وطني الى العالم.