الفنان المصري فتّوح أحمد لـ «الشبكة»: الأعمال الدرامية الجديدة اعتمدت على الأسماء أكثر من المضمون

1٬080

رجاء الشجيري/

بدأ مسيرته الفنية في الثمانينات لتتوالى أعماله السينمائية والمسرحية والتلفزيونية، والتي كان أبرزها مسلسلات: ذئاب الجبل- ليالي الحلمية- يونس ولد فضة. فهو ممثل من جيل عرف كيف يحالف النجاح ويطوعه، إنه الفنان المصري “فتّوح أحمد” الذي ولد في القاهرة عام1958 وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية، ونجح في أفلام عدة بينها: عايشين اللحظة- صائد الأحلام. كما شارك في عدد من المسرحيات منها: دستور يا اسيادنا، والعمر قضية..

«الشبكة العراقية” التقت «فتّوح أحمد” في حوار لاتنقصه الصراحة..

الفنان مرآة المجتمع

* ما هي مقومات الفنان الناجح؟

– هي كثيرة، لكن الأساس الموهبة والذكاء في الاستمرارية، لأن هناك فرقاً بين النجم والممثل “الثقيل”، فالممثل الناجح يبقى النجاح حليفه إلى أن ينطفئ، بينما النجم هو بريق مؤقت ينتهي بزوال تأثير لحظاته الآنية.

*متى يكون الفنان خطراً على نفسه وعلى الآخرين؟

-عندما يستسلم للظروف ولكل الإحباطات من حوله، لأن الفنان الحقيقي هو شعلة مقاومة، هكذا هو جوهره وقيمة تأثيره، لذلك فإن أي استسلام منه لظروفه وبيئته ستسبب أذيته على نفسه وفنّه وعلى الآخرين.

*الأعمال الرمضانية والسباق في تقديمها وكثرتها في هذا الشهر الكريم بالذات كيف تراها؟

-الحبكة والجودة الفنية مفقودتان للأسف في أغلب الأعمال الرمضانية، فهي تعمل لأسماء معينة وتحتكر لهم، بالتالي الإبداع منحسر والغاية إعلانية تجارية، فهي مسألة كم سأكسب من عمل رمضان هذا العام! لكن الأعمال التي تكتب لأجل أن تبقى وتقدم قيمة فنية ومتعة المشاهدة قليلة ونادرة، ومعيار الصدق الفني ضعيف ..

سحر خاص

*هل فقد المسرح بريقه أم مازال كما هو؟

–المسرح “أبو الفنون” لأن فيه من الدهشة والسحر الخاص الذي يجعلك في تماس مباشر مع الجمهور، فأنت تتلقى مكافأتك مباشرة منه وتحصد نجاحك أو خسارتك بشكل آني وباللحظة وهذا لا يتوفر في السينما والتلفزيون، ومهما توغلنا في التطور الذي هو على حساب فنوننا، فإن رهبة وجمالية العرض المسرحي لن تغادرنا، ذلك لعظيم تأثيرها وقوة رسالتها وإيقاع حضورها الخاص.

*ماذا تقول للشباب الموهوبين في بداية مشوارهم الفني؟

-أؤكد على أن يكون جوهر جديدهم له أساس القديم وحرفته، وأن يكون لهم قدوة ومثل في الحياة والفن، لا أن يقلدوه بل ليتعلموا ويحذوا حذوه، وأن يكسروا بذات الوقت كل القوالب والأفكار الجاهزة، وأن يبتكروا ويكونوا في حالة جوع دائم للفن والإبداع ..

التكنولوجيا والفنون

* هل أنت شخصية هادئة أم انفعالية؟

-أنا كنت هادئاً جداً إلى أن تسلمت منصباً في الحكومة «رئاسة البيت الفني للمسرح” الذي أفقدني كل هدوئي وأعصابي، وما أعطاني إلا ارتفاعاً مدوياً في الضغط بسبب الفوضى والفساد وعدم الالتزام من حولي..

*الأوبرا .. بم تعلل انحسارها؟

-الأوبرا مرتبطة بالمجتمع والفرد والظروف التي تحيط بهما، وكلما تقدمت التكنولوجيا كلما أخذت من فنوننا كما ذكرت سابقاً، والأوبرا والفن عموماً يحتاجان إلى الهدوء بعيداً عن ضجيج متطلبات الحياة الصعبة التي يعيشها المتلقي، التي أفقدته أن ينزل بكل هدوئه وهندامه لكي يشاهد ويستمع لها..

*حواء .. هل مرتبطة بالتفاحة لديك؟

-هي بعيدة جداً عن خطيئة التفاحة التي ألصقت بها منذ الخلق إلى اليوم، هي طاقة ربانية مكملة لي، الغرب عرف كيف يتعامل مع الإبداع الأنثوي وتوظيفه فنياً، وعرف كيف يرى العالم بعيون الأنثى ليصل إلى مكنونات الجمال والفرادة، عكس عالمنا العربي الذي ظل ساعياً إلى يومنا هذا في طمرها وإسكات صوتها وعدم إعطائها حقها في الإبداع، لذا ما زال فكر العالم العربي مرتبطاً بالتفاحة!

*كلمة أخيرة لمجلة «الشبكة»

-أشكر كادر مجلتكم المميّزة، وأهنئهم على منجزهم البهي، وأبارك عن طريقها الشعب العراقي على انتصاراته المستمرة، وإن شاء الله يعود العراق كما عهدناه قوياً يشاغل الدنيا بإبداعه وشعاعه…