الفنان صبيح كلش لـ “الشبكة”: محنة الإنسان والوطن كل مايشغلني

379

حوار- زياد جسام /

صبيح كلش، فنان تشكيلي عراقي عوَّد جمهوره على أن تكون لأعماله في الرسم عناوين وأسماء بمثابة مفاتيح لفك طلاسمها، فهو يحاول استنهاض التراث المحلي والقضايا الإنسانية بأسلوب مغاير، إذ أنه يركز على التشخيص في أعماله الفنية، وقد اشتغل على المدرسة التعبيرية التجريدية، وهذا ما أعطاه الحرية في اختيار المشاهد التي يرسمها، مثل الأشخاص والجدران المهشمة والفضاءات التي يؤلفها، التي تؤكد على الاحتفاء بالموروث وبالحضارة العراقية الراسخة عنده رغم المسافات التي تفصله عن الوطن. حفر كلش في ذاكرة المتلقي العديد من الأعمال المثيرة للجدل، مثل لوحات: كلكامش يقود أنكيدو، مأساة، لوعة الغربة، انتظار.. إلى آخره، أعمال تجعل المتلقي في حوار دائم معها.
الفنان التشكيلي الدكتور صبيح كلش وصل إلى بغداد قبل أيام فكان لنا معه هذا الحوار:
*لنقف عند إحدى محطاتك العديدة، وهي محطة دراستك في جامعة “السوربون” في باريس، ماذا أضافت لك؟
-بعد دراستي الطويلة في معهد الفنون وكلية الفنون الجميلة في بغداد، محطتي الدراسية التالية كانت في (البوزار) -المدرسة الوطنية العليا في باريس- خمس سنوات دراسة عملية منظمة في التشكيل منحتني الدبلوم العالي كإضافة لما تعلمته، وهيأتني للبحث والتنقيب في مدارس الفن الحديث والمعاصر في جامعة السوربون لنيل الدكتوراه بدرجة الشرف العليا.
*للتكنلوجيا والتقنيات الحديثة تأثير كبير على الفن بصورة عامة، ماذا أضافت التكنلوجيا إلى أعمالك؟
-ليست في أعمالي تأثيرات تكنلوجية، لكنني استفيد من تطور صناعة الألوان، ولاسيما مادة “الأكريلك” ومشتقاتها.
محنة الإنسان
*كفنان غزير الإنتاج، ما هو العمل الذي عالجت من خلاله قضية إنسانية مهمة وشعرت أن الجمهور تعاطف معه بشكل كبير؟
-لقد رسمت مواضيع إنسانية كثيرة ومهمة، لكن أهم المواضيع والقضايا التي تفاعل معها الجمهور هي القضية الوطنية، إذ تناولت محنة الإنسان في كل مكان وبالأخص العراقي وما مر به من تعسف واضطهاد.
* بمن تأثرت في بداياتك الفنية، ومتى شعرت بأن أعمالك يجب أن تعرض للجمهور؟
-بصراحة تأثرت أكاديمياً بأستاذي فائق حسن، وعندما خالفته انتهجت الحداثة متأثراً بأستاذي شاكر حسن آل سعيد، لكني وجدت فيما بعد أن محمد مهر الدين أقرب لي من ناحية التقنية والأسلوبية، هؤلاء قد عايشتهم أساتذة وأصدقاء لي فيما بعد -رحمهم الله- . أما الشق الثاني من سؤالك عن عرض أعمالي، فأتذكر أني عندما كنت أرسم لوحاتي كان يشاهدها زملائي وبعض المقربين، وعندما كانوا يبدون إعجابهم بما أرسمه كان ينتابني شعور بالفرح وإحساس جميل بعرض الأفضل، ما شجعني على الظهور في صالات العرض والتقدم والإبداع.
تجريب وتغريب
*أين تضع تجربتك وسط هذا الكم الكبير من الفنانين العراقيين المبدعين؟
– تجربتي متميزة مرت بمراحل وانتقالات بطيئة، لكنها غنية بالتجريب والتغريب، واليوم هي مؤثرة، إذ أشاهد الكثير من الفنانين ينهلون من أسلوبي و ثيماتي، وهذا –بصراحة- يمنحني سعادة كبيرة.
*رغم دراستك في معهد “البوزار” وجامعة “السوربون” في فرنسا، وإقامتك فيها لسنوت، أعمالك لم تغادر المحلية، والعراق حاضر فيها، هل قصدت ذلك أم أنه شعور لا إرادي؟
-الوطن حب يجري في عروقي كالكهرباء التي تجري في الأسلاك، ممكن أن يعيش الفنان في أي مكان، محاضرات في التشكيل
*في الفترة الأخيرة شاهدنا لك قناة على “اليوتيوب” تبث من خلالها دروساً مهمة في التشكيل وتقنياته والمسائل النظرية، ما الغاية من هذه القناة وهل هناك من تفاعل معها؟
-جاءت فكرة إنشاء قناتي على اليوتيوب عند بداية جائحة كورونا، وعندما أصبح التعليم عن بعد وجدت لدي الرغبة في أن أعطي خبراتي وما لدي من معرفة تراكمية لا أبخل بها في الرسم والتلوين وتقنيات العمل الفني من خلال دروس ومحاضرات في التشكيل والمسائل النظرية للمهتمين والمتابعين، وهدفي هو فائدة الجميع دون مقابل.
* لكل فنان رسالة.. ما هي رسالتك التي تريد إيصالها إلى جمهورك؟
-هدفي هو إعلاء قيم الإحساس بالجمال وتثقيف المواطن والرقيّ به لنشر قيم التسامح والوحدة في المجتمع ضد قوى الظلام التي تحاول تهميش الفن ومنع الفنان من القيام بدوره المهم في تهذيب الروح والنفس والشعور بالطمأنينة والالتزام، ومن خلال خبرتي الجمالية أعمل على تقديم أعمال تعرض أفكاراً محسَّنة بأسلوب يركز على الجاذب للوعي الحسي الذي بدوره يجب أن يطور ذائقة الجمهور الذي ينظر جيداً إلى لوحة جميلة، أو عمل نحتي ويقيمهما.

ببلوغرافيا
ولد الفنان صبيح كلش في العراق عام 1948.
دبلوم رسم – معهد الفنون الجميلة – بغداد -1970.
بكالوريوس رسم – كلية الفنون الجميلة –جامعة بغداد -1974.
1981- دبلوم عالي في الرسم – المدرسة العليا للفنون الجميلة ( البوزار) باريس – فرنسا.
1983- ماجستير في الرسم -جامعة السوربون – باريس – فرنسا.
1989- دكتوراه في تاريخ الفن المعاصر – جامعة السوربون- باريس – فرنسا.
1990_2003- عمل أستاذاً جامعياً بدرجة (أستاذ مشارك) في جامعات بغداد و والمستنصرية والفاتح واليرموك.
2004- عمل رئيساً لقسم التربية الفنية بجامعة السلطان قابوس – سلطنة عمان.
1970- عضو رابطة الفنانين الدولية.
1970- عضو نقابة الفنانين العراقيين.
1970- عضو جمعية التشكيليين العراقيين.
1973- عضو الرابطة الدولية للفنون التشكيلية (اليونسكو).
2000- عضو فخري في الجمعية العمانية.
المعارض الشخصية:
1970- قاعة براتسلافا (تشيكوسلوفاكيا) سابقاً.
1981- قاعة البوازر – باريس – فرنسا.
1983- قاعة كولومب – باريس – فرنسا.
1996- قاعة حوار – بغداد – العراق.
1999- قاعة المعرض الدائم – جامعة اليرموك – أربد- الأردن.
2000- قاعة بلدنا للفنون -عمان- الأردن.
2005- قاعة جمعية الفنانين التشكيليين العمانيين- مسقط- سلطنة عمان.
– له العديد من المشاركات في المعارض التي أقيمت داخل وخارج العراق منذ بداياته، كما نال جوائز وشهادات تقديرية عديدة.