الفنان نمير لـ “الشبكة”: حلمي أن تصل أعمالي إلى قلب كل إنسان

1٬074

 أحمد سميسم /

مطرب وملحن متمكن من أدواته الفنية، يمتلك أسرار أداء الأغنية بطريقة احترافية وإحساس مرهف، لحّن معظم أعماله الفنية بنفسه، كما لحّن لكبار الفنانين العراقيين والعرب. دخل مجال الفن مبكراً وسطع نجمه في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، فكان أول ألبوم غنائي يسجله عام 1989 الذي نال شهرة واسعة، شكل ثنائياً جميلاً مع الشاعر كاظم السعدي الذي كتب له العديد من الأغاني ما زالت راسخة في ذاكرة الجمهور العراقي والعربي لاسيما أغنية (أحباب قلبي) التي كانت جواز مروره نحو الشهرة.

عاد الى الساحة الفنية بقوة وبخطوات مدروسة لاستعادة بريق نجوميته من جديد بعد غياب طويل عن الفن لتكون انطلاقتة هذه المرة ذات بصمة عربية واضحة فاجأ بها الوسط الفني. إنه الفنان نمير عبد الحسين الذي كان لـ”الشبكة” معه هذا الحوار…..

ابتعاد وليس انقطاع

* على ما يبدو أن هنالك انقطاعاً بينك وبين الإعلام، فآخر حوار تلفزيوني لك كان في عام 2013 ما السبب؟

– هو ليس انقطاعاً بمعنى الكلمة بل هو ابتعاد بعض الشيء، ولاسيما أنني في هذه الفترة لم أكن أقدم أعمالاً فنية جديدة، وهذا الابتعاد الفني رافقه أيضا ابتعاد إعلامي، اليوم بعد عودتي إلى الساحة الفنية بقوة من خلال ألبوم “نمير 2017” الذي يضم ثماني أغنيات، وكليب “يا هلي” الذي صورته في أوكرانيا تحت إشراف المخرج المبدع سعيد الماروق، عدت إلى الإعلام بشكل تلقائي، ولكن بخطة جديدة تتوافق مع معطيات هذا العصر، لا سيما أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت لها سطوتها ومكانتها الإعلامية.

* كانت أول مرة تمسك بها (آلة العود) في حياتك وأنت راقد في المستشفى لتلقّي العلاج، هل هذا صحيح؟

– صحيح، كان عمري نحو 11 سنة، وكنت في المستشفى لإجراء عملية جراحية، وقد طال حينها مكوثي في المستشفى، فطلبت من أهلي أن يحضروا لي آلة عود، وبدأت أعزف، واكتشفت من وقتها مدى حبي وتعلقي بهذه الآلة الجميلة، بعدها بدأت بالتدريبات الحقيقية حتى أصبح العود جزءاً من حياتي، والآن في كل مكان أعيش فيه تجد العود موجوداً من أساسيات المكان.
أحباب قلبي

* أي الأغاني تعتبرها جواز مرورك نحو الشهرة والأضواء عند انطلاقتك الأولى في عالم الفن؟

– كثيرة هي الأعمال التي شكلت انطلاقتي، ولكنني أميل إلى أغنية “أحباب قلبي” التي أعتبرها مفتاح الشهرة بالنسبة لي، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الأعمال التي قدمتها بصوتي أو كملحن عبر أصوات زملائي الفنانين.

* بعد الانقطاع الطويل عن عالم الفن وعودتك حالياً، هل أثر ذلك على شعبيتك و فقدان جمهورك قياساً الى فترة الثمانينات؟ ام مازال جمهورك بانتظارك طوال هذه السنوات؟

– لا شك أن الابتعاد عن الساحة تسبب في تناقص الشعبية القديمة التي كانت تحيطني، خاصة وأن هناك عدداً كبيراً من الفنانين الجدد الذين دخلوا الساحة الفنية، لكن من يمتلك أساساً صحيحاً وقاعدة جماهيرية عريضة لن تصعب عليه إعادة مكانته السابقة، خاصة انني ومنذ اللحظات الأولى لطرح ألبومي الجديد “نمير 2017” وجدت ترحيباً كبيراً من عدد كبير جداً من الجمهور المتعطش للّون العراقي الأصيل، وهذا يدل على أن القاعدة الجماهيرية ما زالت موجودة

* شكلت ثنائياً جميلاً مع الشاعر كاظم السعدي منذ مطلع الثمانينات والى الآن، ما سر هذا التواصل المثمر؟

– كاظم السعدي شاعر ذو إحساس مرهفٍ، ما تربطني به هي العلاقة الإنسانية الصادقة، وهذه العلاقة لا يمكنها أن تصدأ مع الوقت، طالما أن هناك توافقاً في الأفكار وتوحداً في المسار، أعتقد أن كاظم السعدي هو واحد من الأشخاص الذي يكملون مسيرتي، كما أني أكمله في الجانب الآخر في توصيل إحساسه الشعري المميز عبر اللحن والأداء، وليس هناك أرقى من علاقة كهذه.

* بعد انقطاع دام طويلاً عدتَ للساحة الغنائية بفيديو كليب (سوالة زعلة) الذي تميز بشكل كبير كونه صوِّر في بيروت وبالتحديد في مدينة (عنجر) الأثرية لذا حدثني كيف كان ذلك وما رافق العمل من أحداث؟

– “سوالة زعلة” هي محطة هامة في حياتي الفنية، كنت وقتها أريد العودة بقوة إلى الساحة الفنية، وبالفعل استطاع المخرج العراقي المتميز علاء الأنصاري أن يحقق لي ما أردته، ولكن الظروف السياسية المحيطة بالمنطقة والمناخ العام السائد وقتها جعلتني أتوقف قليلاً لأعيد حساباتي، وأعتقد أنه آن الأوان اليوم لأعود بشكل صحيح ومدروس، أما بالنسبة للتصوير في مدينة عنجر الأثرية، فأنا أحرص في كل أعمالي على أن تتميز في شكلها ومحتواها وصورتها عن الأعمال السائدة، لهذا تجدني اليوم في كليب “يا هلي” قد صورت في قصر الرئيس الأوكراني، وقد عنونت الصحافة العربية بأنني أصبحت رئيساً لجمهورية أوكرانيا في إشارة إلى تميز هذا الكليب وفكرته وضخامة إنتاجه.

في بيت الرئيس

– مؤخراً وقّعت عقداً فنياً مع شركة (روتانا) للصوتيات والمرئيات مطلقاً من خلالها أول البوماتك الغنائية (ياهلي)، هل تعد هذه الخطوة انطلاقتك نحو النجومية العربية الواسعة الشهرة؟

– شركة روتانا للصوتيات والمرئيات هي الشركة الأضخم والأهم في المنطقة العربية، وبالتأكيد فإن تعاقدي معها سيسهل عليّ مشوار الوصول إلى الشارع العراقي والخليجي أولاً والعربي ثانيا، وأعتقد بأنني امتلك من رصيد المحبة في قلوب الجمهور والقدرة على التمييز بين العمل الجيد وغيره، فإن هذه الشراكة ستثمر قريباً عن مفاجآت جميلة لجمهوري الذي رحب بألبومي الأول بعد فترة الغياب، وتفاعل مع أغنياته الثمان بأسلوب حفزني على تقديم المزيد من الأعمال.

– ربما هو سؤال شخصي، لكن لفت انتباهي أن اسمك الفني مؤخراً أصبح (نمير) وما تعود الجمهور علية هو (نمير عبد الحسين) هل هذا التغيير مقصود ام صدفة ؟

– بالنسبة إلى موضوع الاسم، فهذا الموضوع لم يكن مقصوداً به التخلي عن اسم والدي الذي أفتخر به ، ولكن اليوم مع التطور التكنولوجي السريع، وضرورة التواجد في وسائل التواصل الاجتماعي، فقد وجدت أن اسم “نمير” هو الأسهل والأقرب، خاصة عندما يكتب الاسم بالأحرف اللاتينية، ولأن وسائل التواصل الاجتماعية فيها الكثير من الأسماء المتشابهة، فقد قررت توحيد الاسم في كل وسائل التواصل تحت مسمى Namir Official ليكون الوصول سهلاً الى كل المتابعين.

* هل لديك نيّة في إعادة توزيع بعض أغانيك القديمة؟

– بالفعل قمت بإعادة توزيع بعض هذه الأعمال، ومنها أغنية “أحباب قلبي” التي أعدت طرحها في ألبوم “نمير 2017” وبالتأكيد أنوي إعادة تقديم مجموعة أخرى من الأغنيات القديمة، خاصة أن المناخ الفني والاجتماعي قد تغير، وهذه الأغاني ستكون متناسبة أكثر مع العصر الحالي لو أعيد توزيعها بالأسلوب العصري.

* ماذا كنت تعمل قبل ان تصبح مطرباً؟

– قبل أن أصبح مطرباً كنت لاعب كرة قدم في نادي الرشيد، وبالطبع لو كنت سأعمل بمهنة غير الفن لكنت اليوم مدرباً ربما لأحد الأندية العربية أو العالمية في كرة القدم، أو أي شيء في المجال الرياضي.

* بعد هذه السنوات الطوال في مجال الفن ما الذي تحلم به او تود الوصول إليه ؟

– أحلامي لا حدود لها، حلمي بأن أحقق النجاح في كل عمل أقدمه، وأن تصبح أعمالي الفنية موجودة في قلب كل إنسان عربي.

* بعد فيديو كليب الجديد (ياهلي) ماذا في جعبة نمير في الأيام القادمة ؟

– بعد كليب “يا هلي” وألبومي الجديد “نمير 2017″، هناك كليب آخر مرتقب من إخراج الفنان سعيد الماروق وقد صور في أوكرانيا.