الفوتغرافي هادي النجار: حياة تصويرية مابين الظل والضوء

1٬101

#خليك_بالبيت

محسن إبراهيم /

ولد في مدينة كربلاء عام 1957 في بيئة دينية بحتة. الصدفة هي من قادته إلى فن الفوتغراف حين أهدته والدته كاميرا بسيطة. نما لديه حب التصوير وراح يسبر أغواره. قرأ كثيرا واطلع على أبجديات التصوير وطباعة الصورة، صنع له وفي داخل البيت مختبرا صغيرا لتحميض الأفلام. بدأ مشواره الفوتوغرافي بتصوير أزقة كربلاء القديمة وشناشيلها والأضرحة المقدسة.
تخلى عن رغبته في دخول كلية الهندسة بعد أن عشق التصوير. التحق بكلية الفنون الجميلة في العام 1981 وقبل أن يكمل دراسته أسهم بتأسيس فرع الجمعية العراقية للتصوير في كربلاء، تخرج في كلية الفنون قسم التصوير السينمائي وكان من العشرة الأوائل. انتدب من قبل وزارة التربية لتدريس مادة السينما في معهد الفنون الجميلة في العام 1985 ولغاية العام 1991 وأقام معرضه الشخصي الأول في عام 1985 في بغداد على قاعة الرشيد وأسس محترف (أوروك) للتصوير.
النجار وبغداد القديمة
خلف أضواء المدينة وصخبها، هناك حيث يسكن الظل في مجتمع مهمش هو بقايا بغداد القديمة من شارع الرشيد مرورا بالمتنبي، أبنية هي آخر شاهد على عمارة العصر العثماني، أمست خرابا بعد أن هجرها أهلها منذ خمسينيات القرن الماضي، تلك الأبنية كانت ومازالت ملهمة المصورين الفوتغرافيين لما تمتاز به بمعمارها الفريد وسكانها المسحوقين. وما بين الظل والضوء وجد هادي النجار ضالته فعشق تلك الأمكنة التي أثارت عنده الرغبة كي يسليط الضوء عليها عسى أن تكون على خارطة الاهتمام. النجار الذي عاش طفولته في تلك المناطق، مازالت ذاكرته تزخر بالكثير من الأمكنة والأزقة والشوارع وجذور راسخة في القدم يحاول النجار بعدسته أن يسلط الضوء على سكان تلك البيئة ويظهر فقرهم كعنصر قوة ويلتقط صورا تحفظ لهم كرامتهم. هو لايركز على الأشخاص بقدر مايركز على المكان وإيحاءاته، فنرى في إحدى لقطاته رجلا كبير السن في الزاوية السفلى من الصورة وخلفه جدار من الطابوق. الحيز الأكبر من الصورة هي سلع يبيعها الرجل المسن للأطفال، حين النظر إلى هذه الصورة يبرز السؤال الذي يريد هادي النجار أن يسأله المتلقي ويتأمل في كافة عناصر المشهد، الرجل المسن والجدار ولعب الأطفال، لذا نجد أن جميع أعمال النجار هي عبارة عن ومضات تزخر بالأمل والتفاؤل رغم مايعانيه المكان من فقر وتهميش.
سينما الصورة
من يشاهد أعمال الفوتغرافي هادي النجار سيجد أن هناك طابعا سينمائيا في جميع لقطاته، وتأثره بالمخرج المصري يوسف شاهين والمصور السينمائي الإنكليزي جاك هلديار
والمصورين العراقيين الراحل مراد الداغستاني والراحل فؤاد شاكر الذي كان من أشد المعجبين بأعماله. كل هذه الأسماء وتأثره بها ودراسته للتصوير السينمائي جعلته يلتقط الصورة وكأنها لقطة سينمائية تنطق بتفاصيل المكان ومكنوناته. ولعل هذا مايميز أعمال النجار عن غيرها والتي توصف بأنها ذات طابع مربك في الإيحاء وغير المألوف للشخصيات المركبة داخل كل لقطة يعمل على إخراجها، وإعطاء كل تفصيل رمزيته المتفردة والقابلة للتأويل ، وبأسلوب يتمتع بمزيج بين الخيال والواقع.
معارض وأنشطة
المعرض الأول عام 1985
المعرض الثاني عام 2004
المعرض المشترك ( كالوس كولبنكيان في ذكرى نهضة) 2016 مؤسسة رؤيا
شارك في العديد من المعارض المحلية و العالمية
عضو مؤسس لجمعية التصوير العراقية فرع كربلاء.
أحد مؤسسي محترف أوروك للتصوير ويعمل حاليا مديرا له.
شغل منصب مسؤول الشؤون العلمية والفنية في الجمعية العراقية للتصوير.
شغل منصب نائب رئيس الجمعية العراقية للتصوير للفترة من 2007-2011.
شغل منصب رئيس الجمعية العراقية للتصوير
عضو ورئيس لجان تحكيم عدة لمعارض التصوير الفوتوغرافي والسينمائي.
مشارك في العديد من الدورات والتدريبات حول تقنيات الطباعة في إيطاليا والصين.
محاضر لمادة التصوير السينمائي من عام 1987- 1995 في معهد الفنون الجميلة.
إقامة العديد من المحاضرات عن تقنيات التصوير.
عدد من المقالات تخص التصوير
مدرس لمادة التصوير الفوتوغرافي والإضاءة في معهد الفنون الجميلة.
مدير محترف أوروك للتصوير .
ممثل الجمعية الأميركية للتصوير في العراق

 

النسخة الألكترونية من العدد 360

“أون لآين -3-”