المسلسل الإذاعي “بين حانة ومانة” طبق رمضاني بنكهة عراقية
محسن ابراهيم – تصوير: يوسف مهدي /
“رفيقة الناس” هكذا يسمّي المستمعون الدراما الإذاعية، فهي طالما قدمت فناً جميلاً هادفاً يحمل رسالة تقارب الواقع وهموم الناس وحياتهم. راديو العراقية ما زال يسير على طريق بث الدراما الإذاعية الهادفة المستوحاة من الواقع العراقي عبر المسلسل الإذاعي (بين حانة ومانة) تأليف زيد حميد وإخراج مشرق الطيار وتمثيل مجموعة من المذيعات في تجربة مثمرة وجميلة.
مشكلة ومعالجة
كاتب العمل زيد حميد تحدث عن المسلسل قائلاً: كثيرة هي المشاهدات التي تترجم واقع البيوتات العراقية وما تضمه بين جدرانها من مشكلات اجتماعية.. حاولنا في مسلسل “بين حانة ومانة” عرض مشكلة أزلية قديمة بقدم البشرية وهي مشكلة (العمة والچنة) وما فيها من مشكلات يومية يقع الزوج ضحية لها.. حاولت في هذا المسلسل خلق جو كوميدي ليكون الطرح أكثر سلاسة ويتقبله المستمع بسهولة، ولكي تصل الرسالة بانسيابية مع إيجاد بعض المعالجات للمشكلات المطروحة في المسلسل وهي من صميم الواقع. ويردف حميد قائلاً: مسلسل بين حانة ومانة كان تجربة ممتعة مع المخرج المبدع مشرق الطيار؛ المخرج الذي يعطي كل عمل يخرجه جزءاً من روحه ويكون حاله بلا مبالغة أقرب الى حال الوالد الذي ينتظر مولوده ليرى النور والحياة، ويحرص كل الحرص على أن يظهر للناس في أتم صورة.
رسالة للناس
ويضيف حميد: أجد الفرصة سانحة لأتقدم بالشكر للشاعر الغنائي المبدع عامر عاصي والملحن ستار جابر والماسترنغ عبد المنعم كريم وكذلك للمطربة المغتربة في لندن نوال خان التي أهدت أغنية التايتل للإذاعة، والمذيعة القديرة والكبيرة أمل المدرس التي أضافت لمسة لطيفة بقراءتها لتايتل المسلسل، والفنان المبدع عبد الحسن عبد علي الذي رسم اللوحة المرافقة للبث المرئي في وقت قياسي معبّراً عن إبداعه وذوقه.. ولم يكن لهذا العمل أن يكتمل لولا جهود مدير راديو العراقية الاستاذ حيدر السعدي الذي كان كريماً بمواقفه الساندة والداعمة للعمل وهو يشرف على إنتاج المسلسل وصناعته بالتنسيق مع مديرية الدراما ومديرها الودود الاستاذ وديع نادر. “بين حانة ومانة” مجهود بسيط ومتواضع لكنه كبير بعطاء كل من ساهم في بث الروح فيه وانضاجه وإيصال رسالته لكل الناس.
إطار كوميدي
مشرق الطيار مخرج العمل تحدث للشبكة قائلاً: مسلسل “بين حانة ومانة” دراما إذاعية تبث عبر أثير راديو العراقية تناقش أوضاع الأسرة العراقية وتعتمد أفرادها نماذج لحالات اجتماعية مختلفة، معالجةً أهم مشكلاتها وسط ضغوط الحياة المختلفة.. أنتج المسلسل راديو العراقية بالتنسيق مع مديرية الدراما ومديرها الاستاذ وديع نادر، وقد عالج المسلسل في حلقاته الخمس عشرة وفي إطار كوميدي قضايا عدة، منها النزاعات التي لا تنتهي بين أم الزوج (العمة) التي جسدتها دينا الرائد بدور أم علاء، وزوجة الابن (الچنة) التي جسدت شخصيتها علا البياتي بدور سعاد، ودور علاء الذي جسده زيد حميد والذي عانى على مدى حلقات المسلسل من ضغط أمه من جهة وزوجته من جهة أخرى، فضلا عن دور هند الذي جسدته هناء حسين؛ الاخت المحبة للرسم التي ترتاد معهداً ضمن منطقة سكناهم يعنى بالأمور الفنية. كذلك لم تخلُ حلقاته من النصح في تعليم الأولاد الصيام وصلة الرحم وفضل الصدقة في هذا الشهر الفضيل.
حث على التواصل
ويضيف مشرق الطيار: إن المسلسل عمل على معالجة قضية اللجوء الى السحر والشعوذة عند حدوث مشكلات عائلية كما تضمن الحث على التواصل مع الأقرباء والأصدقاء وتقديم العون والمساعدة لكل من يحتاج اليها منهم. اعتمد المسلسل على إمكانات نخبة من مقدمي ومقدمات راديو العراقية. وقد حرصت على اختياري لشخصيات فريق العمل المبدع بعد قراءتي للنص، وقد حلت الزميلتان مريم الصائغ وبثينة يوسف ضيفتي شرف في المسلسل. وفي الاشراف العام الأستاذ حيدر السعدي. أخيراً أنا فخور بكل الجهود التي بذلها فريق العمل المتكامل بممثليه وفنييه، إذ قدموا كل ما يستطيعون من أجل إنجاح المسلسل، ونحن نسعى دائما لرفعة راديو العراقية وشبكة الإعلام العراقي بيتنا الكبير.
مذيعات ممثلات
المذيعة هناء حسين التي أدت أحد أدوار المسلسل تحدثت عن العمل: بين حانة ومانة مسلسل درامي إذاعي اشتركنا في أداء أدواره نحن المذيعين والمقدمين بالرغم من أن التمثيل ليس من اختصاصنا، لكن وجدنا أن العمل يمس حياة المواطن، ففي بعض الاحيان تكون لديك فكرة ما وتريد أن توصلها إلى شخص معين، وقد لا تخدمك بعض الطرق لإيصال تلك الفكرة لا سيما أن بثنا موجّه إلى فئات متنوعة من المستمعين، لكن هذا العمل وفكرته البسيطة السلسة ستصل الى المستمعين بسهولة ويسر، ولأننا نحن فريق العمل منسجمون فقد أنجزنا المسلسل على نحو جميل جداً وسادت أجواءه روح التعاون، وحاولنا في أدائنا أن نتقن تمثيل شخصيات العمل. أما في السوشيال ميديا فقد لمسنا تفاعل المستمعين الممتاز عبر متابعة نسبة المشاهدة أو الاستماع وعبر الاسئلة التي تصلنا عن العمل ومحاولة بعض المستمعين معرفة الأحداث في الحلقات التالية. وتضيف هناء حسين: يستهويني العمل الدرامي وهذا المسلسل هو ليس تجربتي الأولى، إذ سبق أن أديت دور الرباب في أحد المسلسلات الدينية. وتختم حديثها بالقول: نتمنى أن نكون قد وفقنا في تقديم شيء بسيط يسعد المستمع.