المصور الفوتوغرافي محمد عزيز الجاف: صوري تنتمي الى هذه الارض

836

محسن ابراهيم /

يعد من أبرز مصوري الطبيعة في العراق, فقد كانت الطبيعة ملاذه الوحيد.

يحمل كاميرته ويجول في سهول العراق وجباله ليعطي بعدسته أبعاداً أكثر جمالاً للطبيعة ومظاهرها. صوّر مئات، بل آلاف الصور للطبيعة, ففي كل صورة قصة وحكاية وتفاصيل تنم عن علاقة حميمة بينه وبين هذه المناطق.

الصورة الجيدة موجودة لكن تسويقها معدوم

يلتقط صوراً فوتوغرافية كثيرة لمشاهد طبيعية لا نتوقع أنها داخل العراق, صور ليست تجارية أو عنوانها الجمال، هي صور فيها روح الانتماء لهذه الأرض. المصور محمد عزيز الجاف ضيفاً على مجلة “الشبكة العراقية”:

مشوار حافل بالعطاء والتميز.. حدِّثنا عن بداية المشوار؟

البداية كانت منذ الطفولة حين ولدت في مدينة حلبجة ذات الطبيعة الخلابة، حيث أثرت تلك المناظر الطبيعية على تكوين صور افتراضية في خيالي. لكن البداية الحقيقية كانت في ستينات القرن الماضي عندما كنت عاملاً في محل تصويرمع الزميل المرحوم فؤاد شاكر, في تلك الفترة اكتسبت الخبرة، ثم عملت بعدها في عدة مؤسسات إعلامية مثل “مجلة الزراعة” ودخلت دورات عديدة في وكالة الأنباء العراقية.

متى أحسستَ أن لقطاتك بدأت تأخذ منحىً آخر؟

عندما عملت في وزارة الحكم المحلي، حيث توفرت الأدوات والمعدات اللازمة وخبرة الزملاء والمواضيع المستهدفة للتصوير والصلاحيات لتوثيق كافة المدن العراقية.

كيف تفهم التصوير الفوتوغرافي؟

كرساله يجب أن نوصلها للآخرين لنشر المحبة والسلام وإيصال هدفك ورسالتك للمتلقي عبر إيقاف هذة اللحظة من الزمن.
متى تتولد فكرة التقاط الصورة؟

كل محور في التصوير الفوتوغرافي له فكرة وهدف، المصور الصحفي يجب أن يكون على استعداد لكل حدث، ومصور الطبيعة يجب أن يكون على اطلاع بأحوال الطقس والوقت المناسب، وبشكل عام الفكرة تتولد قبل الحدث المعني بثوانٍ ماعدا محور البورتريت الإعلاني والحياة الصامتة، فالأفكار تولد قبل زمن بعيد.

كيف تختلف نظرة المصور الفوتوغرافي عن الشخص العادي؟

لكل مصور رؤية وموهبة، فالموهبة تبرز لدى المصور عند اختيار اللحظة المناسبة والزاوية الصحيحة، والرؤية تبرز عند إيصال معنى وهدف الصورة للمتلقي, هذه الأمور يصعب على الشخص العادي إبرازها في الصورة، حتى إن كانت لدية أفضل المعدات للتصوير، واحياناً الاستمرارية في التصوير للشخص العادي تظهر القليل من الإبداع لكن تبقى الرؤية تختلف.

الكثيرون في الوقت الحالي بعيدون عن الثقافة الفوتوغرافية رغم كثرة توجه الجميع الى هذا المجال، المصور ماذا يحتاج حتى يكون فناناً فوتوغرافياً بعيداً عن الأخطاء؟

يحتاج الى ثقافة فوتوغرافية وفهم أحدث تقنيات التصوير الفوتوغرافي ليواكب التطور، وتغذية بصرية عن طريق متابعة أعمال أفضل المصورين والتركيز على محور واحد في التصوير. فضلاً عن ترك التقليد الحرفي و الاهتمام بالاطلاع والبحث. الكثير من المصورين الشباب لا يجهدون أنفسهم بالبحث عن مكامن النجاح في التصوير الفوتغرافي, والدخول في الدورات التدريبية شيء مهم لكن الأهم هو التطوير الذاتي وتطبيق ما تم تعلمه.

المصور بين معاناة وجهود يقابلهما التهميش والإ‌همال واحيانأ مصادرة حقوقة؟ هل نعيش زمن إعلان وفاة الصورة الجيدة؟

لا بالعكس، الصورة الجيدة موجودة لكن تسويقها بشكل صحيح شبة معدوم، فهناك الكثير من التجارب الفنية الممتازة في العراق، لكن الإعلام لم يسلط الضوء عليها ولا التجارب سوقت نفسها بشكل صحيح، لكن لا أنكر ان هناك تقصيراً في المؤسسات المعنية بفن الفوتوغراف لدعم التجارب المميزة او على الأقل التذكير بهم في المحافل الفوتوغرافية.

ما الشيء المشترك الذي يربط جميع لقطاتك؟

إبراز جمال العراق من طبيعة ومعالم وطفولة, فالعراق بلد ثرّ في معالمه الحضارية والطبيعية ويكاد يكون حلم كل مصور.

هل خضت تجربة كان فيها التقاط الصورة أمراً مستحيلاً؟

نوعاً ما، في عهد النظام السابق كانت هناك ضوابط تقيد المصور. ربما تصادفك لقطة ما لكنك تمعن التفكير كثيرا قبل التقاطها تحسباً للقيود والضوابط التي وضعت آنذاك.

مالذي كسبتة وهل ندمت يوماً على ممارسة هذة الهواية؟

ممارسة هواية أو نشاط ما تقلل مستوى التوتر وتجلب السعادة التي يبحث عنها كثيرون، وعليك أن تعيش اللحظة فالسعادة الحقيقية هي التي تأتي جراء الاستغراق في عمل شيء يحبه الشخص, عندما تمارس هوايتك المفضلة فإنك تصرف انتباهك وتفكيرك عما يشغل نفسك من هموم ومشكلات وتوترات، وتركز بدلاً من هذا على اللحظة الحالية فتسعد بها. كسبت من هذه الهواية حب الناس كوني برّزت جمال العراق، وعن طريق تعليم أولادي هذا الفن الجميل كسبت رضايَ عليهم فأكملوا مسرتي الفنية.