المصور رحيم حسن: يشغله بناء اللقطة وشخصانيّة المعنى

1٬147

الشبكة العراقية – رسم: ايفان حكمت /

يلخص أحد النقاد الفنيين فلسفة رحيم حسن في جماليات صورته: “رحيم يشغله بناء اللقطة وشخصانية المعنى الذي يجمع غالباً الإنسان وسواه في رحلات درامية تجعل من صوره قصصاً تروي نفسها في رؤية متكاملة سواء في فنه الفوتوغرافي او صورته الصحفية المميزة.”
رحيم حسن يصور المشهد بكل حواسه لا بعدسته فقط، يختزل تلك المشاهد في ذاكرته ليحولها إلى وثيقة مرئية تتناقلها الأجيال، وكأنه يريد أن يؤرشف تلك المشاهد التي مرت أمام ناظريه ليريها لمن يهمه أمر الذاكرة. فالبعد الإنساني حاضر بكل قوة في لقطاته، ليرسم مشهداً يختزل الأماكن في لوحة تؤرشف لمسيرة الكثير من معاني الزمن الذي يجر معه كل من يعايشه. هواجس وذكريات أحداث وتأملات حاول رحيم حسن أن يوقف الزمن في تلك اللحظات ليؤرخ حكاية أجيال لايريد لها أن تدهس بعجلة الأيام وتصبح طي النسيان, لتصبح لقطاته فيما بعد ناطقاً رسمياً لآماله وآهاته.
فارس الصورة الصحفية
المصور كريم كلش تحدث عن رفيق دربه قائلاً:
من الظلم حصر الراحل المصور الفنان رحيم حسن في خانة الصورة الصحفية فقط والتي مارسها قرابة أكثر من أربعين عاماً في عمله الميداني بالصحافة, عندما بدأ مصوراً في جريدة الجمهورية عام 75، لأن رحيم حسن فنان فوتوغرافي بارع بامتياز وبشهادة زملائه النقاد والمصورين وكذلك بإثبات سلسلة الشهادات التقديرية والأوسمة التي قطفها في مهرجانات الصورة المحلية والخارجية، ومع هذه البراعة المزدوجة في الصورة الصحفية والفوتوغرافية، يعد رحيم حسن فارساً للصورة الصحفية ولم يتقلد وسام الفروسية هذا عبثاً، وإنما جاء حصيلة مكابدة من الإبداع خلال العقود الأربعة التي قضاها في الصحافة مقاتلاً ميدانياً يسعى لالتقاط الوجوه من زوايا يختارها وفق رؤيته الحرة التي ينتزعها من قوى خارجية تحاول احتقار حرية الإنسان والمجتمع، فالوجوه التي يلتقطها بعدسته تبدو كحكاية مفضوحة التعابير تفصح عنها ملامح الإنسان حيال مجتمعه والقوى التي تهيمن على إرادته، ولهذا فهو لايهمل التفاصيل الصغيرة ويمدد مديات عدسته لاستيعاب التناقضات داخل اللقطة الاجتماعية المحتقنة بالتأزم والأحلام، مازج مواهبه الفنية ومخيلته الواسعة في رسم ملامح جديدة للصورة الصحفية في الوجوه والأحداث والوقائع الجسيمة، ولذا كان يمارس لذّته الفنية في الاختيار الطوعي لمغامرة التصوير المحفوفة بالمخاطر والمغامرات والممنوعات، ويعتبر أن الصورة ومرموزاتها البصرية تستحق كل هذا العناء وتلك التضحية، لأن الصورة نافذة المصور على العالم، ومن هنا كان يسكن رحيم هاجس ضمانات حماية المصور العراقي في ميادين عمله المحفوفة بالمخاطرة، ولذا تراه يقول في أحد أحاديثه الصحفية :”العراق مادة خصبة للفوتوغراف ولكن مشكلتنا في الظروف التي تحيط بعملنا، فنحن معرضون للموت في كل لحظة فضلاً عن مصادرة أجهزتنا واعتقالنا.”
المقاتل النبيل
المصور فؤاد العبودي أضاف قائلاً:
إن من يريد الكتابة عن عالم الفنان رحيم حسن عليه اولاً أن يلمّ بأطراف تلك المساحة الكبيرة من التدخلات الملحّة بين من يحمل الكاميرا للترف الخالي من مضامين أية قضية، وبين من يحملها التزاماً فتشكل عنده الإحساس المفرط بإنسانية الآخرين, وعلى هذا الأساس انحاز رحيم حسن للموقف الأخلاقي في فنه, وكان كبيراً في عطائه ومبدعاً امتلك مواصفات (فنان العصور)، ذلك أنه بقدر ما استحوذ على إعجاب المتلقين وإبدع في لقطة الشارع والحياة والناس، كان أيضاً فناناً من طراز المقاتلين النبلاء في جبهات القتال حينما نشبت الحرب. لهذا كله فإن من يروم الغوص في أعماق الفنان رحيم حسن عليه أن يكون شجاعاً مثله وإنسانياً في تعامله مع فن هذا الرجل الذي أعطانا كل شيء يدخل في خانة الإبداع الفوتغرافي، أعطى جهداً ونضح عرقاً، ولم يسأل في ذلك عن الجزاء فكسب قضيته التي هي قضية الوطن والناس.
مشاركات ومعارض
ولد رحيم حسن عام 1949 في البصرة وعمل مصوراً صحفياً في جريدة الجمهورية –عمل مصوراً في وكالة سيبا بريس الفرنسية – عضو نقابة الصحفيين العراقيين –عضو اتحاد الصحفيين العرب – عضو الجمعية العراقية للتصوير – عضو اتحاد المصورين العرب – أقام معرضة الاول في محافظة البصرة عام 1981 – اقام معرضه الثاني في محافظة التأميم 1982—اقام معرضاً شاملاً لأعماله في الموصل عام 1982—اقام معرضة الثالث في محافظة ميسان عام 1983—المعرض الرابع في مدينة الثورة عام 1984—اقام معرضاً مشتركاً مع المرحوم فؤاد شاكر لمناسبة عيد الصحافة عام 1984- عرض بعضاً من أعماله المتميزة في بغداد مع الزملاء جاسم الزبيدي وفؤاد شاكر وكان المعرض للمصورين العرب –اقام معرضه الخامس في اتحاد الأدباء والكتّاب عام 1985 – اقام المعرض السادس في اتحاد الأدباء – عام 1986 – عرضت أعماله الشاملة في هنغاريا – عام 1986—أصدر بوستراً بعنوان (شعب) عام 1980- كما أصدر بوستراً آخر عن الحرب عام – 1981 –
حاصل على شهادة ماستر أستاذ في التصوير الصحفي من المنظمة العالمية للصحافة بمناسبة فوزه في معرض إنتربري.