(المنسيين).. قصــــــــــة درامية برسائل إنسانية
محسن العكيلي
تصوير/ علي الغرباوي
“على هامش الحياة، هناك من يعيش في وادي النسيان، بظروف صعبة، وحروب مستمرة أنتجت واقعاً من الخراب.” ذلك ما دونه الكاتب مهند هادي، وجسدته أمام الكاميرا نخبة من نجوم الفن العراقي، منهم إيناس طالب، ومحسن العلي، وستار خضير، ومحمد هاشم، ورزاق حيدر، وأسماء صفاء، وآخرون، من خلال مسلسل (المنسيين) للمخرج حيدر الشامي، عمل سيرى النور كنتاج من ضمن أعمال مبادرة دعم الدراما العراقية.
مسنون منسيّون
الكاتب والفنان مهند هادي تحدث عن عمله لمجلة “الشبكة العراقية” قائلاً: “انطلقت فكرة دار المنسيين، وهذه التسمية تعبير مجازي عن دار المسنين، ولكثرة الدور في العراق، وتحديداً بعد الاحتلال، شعرت أن هناك ضرورة لأرشفة الخطر الأكبر الذي تمر به الأسرة العراقية، بعد ذوبان الصمغة المجتمعية والأسرية، لهذا حاولت أن أنطلق من بحث سوسيولوجي، حيث يجب كتابة بحث ودراسات جديدة عن سايكولوجية الفرد العراقي، لأن جميع الدراسات كانت إما أن تكون دراسات ثمانينية أو أقدم بقليل. مشيراً إلى أن دار المنسيين، بحث علمي عن السلوك المجتمعي، وذلك لأن كل المسنين منسيون في دور الرعاية!”
رعاية الخذلان
أما المخرج حيدر الشامي، فتحدث عن تجربته الإخراجية الأولى، بعد أن قضى 14 عاماً كمساعد مخرج، مضيفاً: “هذا العمل قريب جداً لي، واهتمامي به كبير بسبب موضوعه، إذ يسلط الضوء على مجموعة في المجتمع، حاولت فيه أن أبيّن مدى الخذلان الذي يتعرض له المسنون في دور الرعاية.” مشيراً في حديثه إلى عمله سابقاً مع أغلب ممثلي المسلسل، وأن هناك تفاعلاً كبيراً فيما بينهم، متمنياً أن تصل رسالتهم عبر هذا المسلسل إلى المعنيين أولاً وإلى المجتمع ثانياً، بما يسهم في سن قوانين جديدة تساعد هذه الشريحة المهمة.”
تجارب واقعية
في حين تحدثت بطلة العمل، الفنانة إيناس طالب، عن العمل قائلةً: “المسلسل أنموذج للبيئة العراقية ومن الواقع، يتحدث عن رمزية الوطن والواقعية التي نعيشها، وما يواجهه الإنسان من محن، كالحروب والمشكلات التي تحدث داخل العائلة العراقية.” موضحةً أن بعض القصص هي من الواقع بشكل مباشر، مضيفةً: “بيت المنسيين يحوي الكثير من الحكايات، وكل حكاية لها تاريخها وشخوصها التي يتحدث عنها العمل. وأعربت (طالب) عن سعادتها لكونها جزءاً من تجربة دعم الدراما، التي تحاول وتجتهد فيها لتكون على قدر هذه المسؤولية للارتقاء بالعمل الفني. مبيّنةً أن شخصيتها في العمل تكاد تكون مختلفة عما قدمته سابقاً، إذ تجسد شخصية (شمس)، طالبة الدكتوراه، التي تأخذ عينة من (المنسيين) لتجاربها وبحوثها.
شخصية جدلية
الفنان ستار خضير قال عن مشاركته في المسلسل: “(المنسيين) نوع خاص من المسلسلات، يطرح لأول مرة موضوع هذه الشريحة المنسية.” مشيراً إلى أن ظاهرة ترك الأم والأب في دار العجزة بدأت تستفحل في المجتمع العراقي، ولذلك لابد من الإشارة إلى أن هؤلاء الناس يعانون من تجاهل أقرب الناس لهم، وأن من بينهم من كان ضابطاً ومحامياً ومعلماً.
وعن شخصيته في العمل، قال (خضير): “شخصيتي في العمل تكاد تكون الأكثر جدلية.” واصفاً العمل بالمهم لما يحمله من قيم ورسالة مهمة للمجتمع العراقي.
قضايا المجتمع
“أعتقد ان هذا العمل سيكون العمل الأول في الدراما العراقية.” بهذه العبارة بدأ الفنان رزاق حيدر حديثه عن المسلسل، مشيراً إلى أن العمل يطرح مسألة المقيمين في دار المسنين ويركز على معاناتهم، وما لاقوه من تهميش في المجتمع. مضيفاً: “أجسد في المسلسل شخصية المحامي سعد، الذي يهتم بقضايا المسنين في مراجعة دوائر الدولة.” وتوقع (حيدر) أن نسب مشاهدة العمل ستكون عالية مقارنة مع الأعمال الأخرى، لما يطرحه من قضايا تهم المجتمع، ومحاولة معالجتها من خلال الرسائل التي يتضمنها العمل.