الموسيقار الشرنوبي:اختطفت في العام 2012 وكنت قريباً من الموت!

666

سامي الجابري/

هو عاشق آلة الأكورديون والمهندس الميكانيكي الذي كان ينتهز الفرص ليغني في الأعراس والحفلات الشعبية في مدينة الاسكندرية، قبل أن يتحول إلى بصمة وجواز مرور لكل مطرب أراد النجاح، منذ أطلق المطربة وردة الجزائرية بأغنية “بتونس بيك” عام 1991 فتدافع على ألحانه أبرز نجوم الغناء العربي.

وردد المطربون أنفسهم عبارة “اللي عاوز ينجح يروح لشرنوبي”. وقد غنى له وديع الصافي، ونجاة الصغيرة وميادة الحناوي، وسميرة سعيد، وجورج وسوف، وهاني شاكر، وراغب علامة.

إنه الموسيقار الكبير صلاح الشرنوبي الذي التقته “الشبكة” في القاهرة وأجرت معه هذا الحوار حول الموسيقى والأغنية والمواقف الصعبة التي واجهته في حياته:

صعوبات المشوار الأول

عن الصعوبات التي واجهته في بداية مشواره الفني، قال الشرنوبي: أي فنان يواجه هذه الصعوبات مابين البداية وإثبات الوجود في أحلامه وتطلعاته، ومابين الزمن والواقع الذي يعيشه في الوسط الفني. تعرف أن في عام 1990 كانت بداية الأغنية السريعة في مصر، الأغنية المختزلة ذات المقام الواحد، وكانت الأغنية الطربية هي السائدة فبدأت أدخل عالم الأغنية السريعة ولكن بإطار مختلف فأحاول أن أوازن بين السرعة والتطريب، وهذا الإطار كان جديداً، لذلك لم تكن المرحله تقبل هذا المنهج الغنائي.

سألناه: من هم رواد الأغنية السريعة برأيك؟

فقال: رواد هذه الأغنية الكبير حميد الشاعري (لديه مدرسه مهمة) وأيضاً محمد نوح وفرقة المصريين وعمار الشريعي وفرقة هاني شنودة وأيضاً بعض المطربين مثل مصطفى وإيهاب توفيق.

وقلنا له: أنت برزت في عصر الأغنية السريعة..هل كنت منسجماً مع هذه الأغنية؟

قال الشرنوبي: بطبيعة الحال لم أكن كذلك في حينها وقد انتقدتها واعتبرتها متمردة على المألوف والمتعارف في المنهج الموسيقي..وبحسب رأيي المتواضع فإن هذه المرحلة من الغناء السريع كادت تطيح وتضيع الغناء المصري… يعني لو بقيت موجة الأغنية السريعة التي كان من روادها الكبار…عمرو دياب، محمد منير، حميد الشاعري، إيهاب توفيق، ومصطفى قمر، لو بقيت هذه الموجة بلا وردة وميادة الحناوي وهاني شاكر وعلي الحجار ومدحت صالح وإيمان البحر درويش، لكانت المعادلة صعبة جدا… النقاد فسروا موجة الأغنية السريعة بأنها مرحله وتمر!

المدرسة الشرنوبية

وسألناه: من أطلق على ألحانك مسمى المدرسة الشرنوبية؟

قال: بعد أغنية (بتونس بيك) التي غنتها وردة الجزائرية جرى الحديث بين النقاد والمعنيين عن “المدرسة الشرنوبية” ومن أطلق هذه التسمية هو سيمون أسمر، ويقصد بذلك أنني عبر الآلات الشرقية ذات الايقاع والجمله الموسيقية خلقت توازناً بين مدرستين، لذلك تحدث عن هذه المدرسة أشخاص كبار مثل سيد مكاوي وأصبحت مدرسة الشرنوبي تتسم بالشرقية والعصرية معاً.

بين الموهبة والثقافة

هل التلحين موهبة أم حرفة تخضع للدراسة والتدريب.. سألناه فقال:

ــ التلحين موهبه وملكة من عند الله سبحانه ويجب أن يكون الملحن موهوباً ذا حس رفيع، وبالإضافة الى ذلك عليه دراسة الموسيقى وإتقانها ثم تأتي المثابرة والاجتهاد حتى تكتمل الصورة، فالموسيقى وثقافتها لاتقتصر على الملحن بل هي ايضاً من ضروريات المطرب المغني مثل وديع الصافي وعبدالوهاب ومن الجيل الحاضر الذي تثقف وأبدع مع الثقافة الموسيقية كاظم الساهر وعمرو دياب.

هل وصل الشرنوبي للقمة وحقق كل طموحاته؟

ــ بصراحه عندنا مثل يقول “ايموت المعلم وبعدو ممتعلم” يجب أن لايكتفي الإنسان بقدر معين ويقول وصلت، بل يجب أن يجعل في قرارة نفسه أنه مازال في بداية الطريق، كلما فكر بهذه الطريقة كلما صاحبه النجاح أكثر… باعتقادي أن الغرور يدخل على الجميع وخصوصا أن للفنان معجبين ووسائل إعلام واسمه ينتشر ما يدخل الغرور، لكن الذكي هو الذي يتخلص من هذا المرض…

أصعب المواقف

ما أصعب المواقف التي مر بها الشرنوبي في حياته؟

-كثيره هي المواقف ولكن الأصعب هو تعرضي للاختطاف في عام 2012 من قبل عصابة مسلحة هدفها الابتزاز المالي وطلبوا مني مليوني جنيه فدية لكن الأمن المصري حررني بعد 48 ساعة من الاختطاف ولله الحمد، والشعور الذي خالجني في تلك الساعات كان مرعباً فهو شعور اقتراب النهاية والموت لكن كان في داخلي إيمان بقدري فدعوت الله واستجاب لي سبحانه.

وسألناه عن لحن قريب الى نفسه أو كان يتمنى أن يكون ملحنه فأجاب قائلا:

-هناك العديد من الألحان القريبة إلى نفسي لكن أقربها لحن “بتونس بيك وانت معايه”…و”حبك صالحني على الدنيا” للفنانة وردة، وتمنيت أن أعمل لحناً لأم كلثوم وعبدالوهاب..

التراجع سببه التطرف

وعن أسباب التراجع على صعيد الأغنية والفن عموماً،

قال الشرنوبي: إن مايحدث للفن من تراجع في العالم العربي هو بسبب تغلب صوت العنف والتطرف والبندقيه على صوت الحب والسلام ويجب أن نسعى بكل قوة لتغيير المعادلة…

الأصوات العراقية

وسألنا الموسيقار الشرنوبي عن رأيه بالأصوات العراقية، فأجاب قائلا:

-هناك أصوات جميلة مثل سعدون جابر وماجد المهندس، وشذى حسون صوتها جميل إلا أنها وقفت على ألحان ذت طابع تقليدي ولم تتمرد على النسق فبقيت مقتصرة على لون خاص…وعلى الفنان أن يتمرد على المألوف في الألحان والكلمات.

وكيف وجدت العراق خلال زيارتك له ؟

ــ برغم العقبات التي مر بها العراق ولكنه مازال يلعب دوره في الحياة ، ووجدت في أهل العراق شعباً كريماً وطيباً ويحب المصريين وعملت أكثر من عمل يتغنى بالعراق وصموده.

وأتمنى للعراق والعراقيين الوحدة والتكاتف بينهم وان ينعموا بالأمن والاستقرار والسلام.

وسيعود العراق قريباً قوياً واقوى مما كان في السابق وأتمنى للجيش العراقي البطل الانتصارات الدائمة وتحرير جميع الأراضي العراقية وأقول لكم نحن معكم في جبهة واحدة في حربنا ضد الإرهاب… كما أتمنى لمجلة الشبكة العراقية الموفقية والنجاح.