انعام البطاط: ترنيمة ما يزال صداها في المسرح العراقي

1٬471

الشبكة العراقية/

الفنانة انعام البطاط متعددة المواهب، بدأت الغناء والتمثيل مذ كانت صغيرة، فهي ابنة عائلة كان أغلب أبنائها يهوون الموسيقى في المدرسة، في مدينة الكويت (حيث كان أبوها العراقي تاجر أقمشة)، جعلتها معلمة الموسيقى تتعرف على عالم الموسيقى الكلاسيكية. لقد اكتشفت المعلمة موهبتها وعملت الكثير مما يساعد على تطور انعام الموسيقي، وعن طريقها أصبحت أسماء مثل باخ، بتهوفن، برامز، موتزارت مألوفة لديها.

في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد وهي طالبة، كانت مندهشة من إمكانيات المسرح المعاصر المرتبط بالموسيقى والرقص والغناء لتجد نفسها بسرعة في فرقة من الفنانين المتحمسين للحداثة والذين كان يهمهم التحرر من تقاليد المسرح الكلاسيكي وتمكنت من الغناء على خشبة المسرح فقط في اعمال مسرحية.

عن بداياتها، قالت البطاط للشبكة:

منذ كنت صغيرة وأنا أمثل وأغني على مسارح المدارس في الكويت حيث عاشت عائلتي، ثم في مدينة سوق الشيوخ بعد عودتنا الى العراق. كان الغناء بالنسبة لي كما المأكل والمشرب، خاصة وان أغلب أفراد عائلتي المتكونة من ثلاث بنات وخمسة أولاد كانوا موهوبين في الفن اصبح اثنان منهما موسيقيين محترفيين هما عازف الكمان والموزع الموسيقي المعروف محمد علي عباس البطاط وعازف الجلو حسين عباس، درست في أكاديمية الفنون الجميلة فن التمثيل بعد حصولي على المقعد الدراسي حسب قائمة الاختيار المركزية وللمفارقة، كانت اخر اختياراتي في استمارة التقديم.

* يبدو من لقبك، بأنك من أسرة محافظة، كيف واصلت مسيرتك في التمثيل؟

– لم تكن عائلتي (محافظة) بالمعنى الحرفي للكلمة، كان أبي ليبراليا وأخوتي كلهم متفتحون ولم تعترض أمي على شيء… ربما الأقارب من عائلة البطاط كانوا يعتبرون التمثيل عيباً، لكنهم ما أن سمعوا بالاسم الفني الجاد الذي صنعته، تقبلوا الامر، وأذكر لأبي موقفه الحاسم والواضح الى ج انبي لإيمانه بي وثقته العالية التي منحتني فرصة التواصل في عملي الفني.

* أول دور لك في التلفزيون؟

– كان في مسلسل (النسر وعيون المدينة ) من إخراج الراحل عمانوئيل رسام وكان دورا صغيرا، وهو دور الفنانة فوزية عارف وهي صغيرة وهذه ذكريات لن تنسى خاصة وان المسلسل من الاعمال الكبيرة واخذ صدى واسعا على الصعيد العربي.

* وماذا عن الموسيقى والتمثيل معا سواء في اعمال مسرحية او تلفزيونية؟

– أنا درست التمثيل في أكاديمية الفنون الجميلة آنذاك 1981 – 1987 والموسيقى كانت ضمن المنهاج الدراسي، لاحقاً درست الصولفيج في ألمانيا.

* ماذا قدمت انعام البطاط من خلال مسيرتها الفنية؟

– عملت في العراق لمدة ١٣عاما، قدمت خلالها الكثير من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والإذاعية ومن ثم واصلت مسيرتي في ألمانيا وسويسرا حيث عملت في العديد من الأعمال المسرحية باللغة الألمانية في زيورخ، فرانكفورت، برلين، وجمهورية راين لاند فالس الألمانية واعمل لحد الآن في التلفزيون والسينما الألمانية اضافة الى الدوبلاج وتدريب الممثلين الذين يحتاجون التمثيل باللغة العربية. وبرغم المجد الذي نلته كممثلة، إلا أن الغناء الذي عشقته منذ الطفولة بقي حلما وحققته من خلال إصدار أغنيتين، قصائد من ألحاني والتوزيع الموسيقي لشقيقي الفنان محمد علي عباس وقدمت حفلات موسيقية غنائية في أرجاء أوروبا وأمريكا.

* وعن الجوائز والشهادات التقديرية التي حصلت عليها، قالت: – إن اعمالي الفنية المتقدمة والمتميزة على المسرح نالت اعترافا كبيرا في العراق وفي الوطن العربي، بالإضافة الى اعتراف كبار نقاد المسرح العرب الذين أشادوا بقدراتي التمثيلية والغنائية. في ١٩٨٣ ، حصلت على جائزة أفضل ممثلة لدور ثانوي عن مسرحية “الإنسان الطيب” لبرتولد بريشت إخراج الدكتور عوني كرومي، في ١٩٨٧، حصلت على أهم جائزة بالتمثيل المسرحي العربي وهي جائزة مهرجان قرطاج في مسرحية ” ترنيمة الكرسي الهزاز” من إخراج الدكتور عوني كرومي ايضا، في ١٩٨٨، حصلت على الجائزة التقديرية الوطنية عن التميز في أعمالي جميعاً، في ١٩٩٠، حصلت على الجائزة الوطنية كأفضل ممثلة لدور رئيسي في العراق عن مسرحية ” دزدمونة” التي كتبها الشاعر يوسف الصائغ وأخرجها ناجي عبد الأمير، في ٢٠١٤، تسلمت شهادة تقديرية في مهرجان جماعة المسرح المعاصر في البصرة.

* وعن المشهد الثقافي والفني في العراق حاليا، قالت: أتواصل مع العراق من خلال الاصقاء والزملاء الذين يطلعونا على هذا المشهد، فضلا على مشاهداتي الشخصية عندما كنت في العراق آخر مرة 2014. وحسب مشاهداتي تشوب المسرح العراقي حالة من التشاؤمية والرؤية المبهمة وأحياناً الثقيلة بمعاني اللا جدوى…لا عجب فما عاشه العراق ويعيشه البلد يؤدي الى هذه الحالة.وحاليا، تجد البطاط نفسها تعمل في اتجاهات فنية متعددة، فقد درست و حصلت على دبلوم عال في برلين حيث تعيش متخصصة قبل خمس سنوات في مجال الكوسميتيك (العناية بالبشرة على أساس طبي).