بسمة البكري لـ”الشبكة”: في داخلي بركان ناعم!

1٬147

محسن ابراهيم/

في تعابير بسيطة وسحرية إختزلت بسمة البكري حكايات الغرام البغدادي عندما رقصت فرشاتها على إيقاع الألوان، فكشفت عن طاقة فنية غير محدودة.

تسبح البكري في خيال اللوحة لتبوح بسر فلسفة الجمال, مذ ولوجها أول مرة لهذا العالم، وهي لم تزل طفلة صغيرة تتنقل في حدائق الألوان، وبعفوية الأطفال راحت تتحسس كل ماتقع عليه عيناها وكأنه لوحة.

كبرت الطفلة وكبرت موهبتها وصارت تمارس خلط ألوان مختلفة من ألوان الزجاج كما يفعل الفنانون الكبار.

خط مسار

كانت اختبارات فعلية للتفاعل والمزج لم تتيسر في ذلك الوقت الوسائل المتاحة مثل الانترنت والتقنيات الأخرى. وهذا ما أعتبرته سر تمييز المتلقي لفنها كبصمة خاصة، بدأت تستوقفها لوحات الفنان العراقي المغترب (محمود فهمي عبود) كل لوحة كانت تثير رغبتها بالدخول لهذا العالم وأنتمائها الى مدرسة رسالتها تتجسد بالمرأة العراقية كأساس للعمل، وهذا كان خط مسارها الأول بالفلكلوريات البغدادية.

تطويع المواد

ضمن معطيات نفسية فكرية وثقافية، فضلا عن الواقع البيئي كل هذه المعطيات مجتمعة تجعل الفنان يتجه الى مدرسة أو إتجاه معين في عالم التشكيل والفن, عن تلك المرحلة تحدث بسمة قائلة.

كل ما يتعلق بكلمة فن يستهويني ويؤثر بي ابتداء بالمسرح مرورا بالرسم الى الموسيقى , أما بالنسبة لعالم التشكيل فأستهواني فن الحرف اليدوية وتطويع المواد والألوان ومواد أخرى لينتج عملا مغايرا لهيكليته الأولى، لذلك أحببت التخصص بأحياء التراثيات البغدادية والأثريات وكانت بالنسبة لي رسالة خاصة أوصلها الى العالم بتجديد التراث والحفاظ عليه فهو أساس هويتنا البغدادية, ومنذ 6 سنوات بدأت العمل والآن الأنظار تتجه من مختلف المتابعين والذي ساعد بذلك الانترنت (البيج) تحديدا فأطلقت من خلاله فني الى مختلف أرجاء العالم وهذا كان اكثر مايسعدني ان تصل قطعة فنية ببصمة بغدادية الى أقصى العالم.

في طقوس خاصة تحفر الفنان داخل ذاته ليبوح بكل ما يختلج داخل النفس فتكون اللوحة والعمل بصورة عامة هما تعبير عن الذات قالت بسمة عن أعمالها

ليس جميعها بعض منها أجد ذاتي فيه لدرجة تعلقي بالعمل فأقتنيه لنفسي، وأحيانا يفرض علي أحساس ما أو فكرة أو رواية فأبدأ بتجسيدها على لوحة وبذلك اوصل رسالة محددة وعامة بنفس الوقت.

اتجاهات

تختلف اتجاهات الفنان باختلاف المدارس الفنية، فهناك من يتأثر بالمدرسة التجريدية ومن يتأثر بالمدرسة الواقعية عن تأثرها بالمدارس الفنية قالت:

كل انواع الفن وخطوطه ومساراته مهمة ولها أمكانياتها الخاصة التي توصل رسالة من خلالها ومن يضيف لها الأهمية والتفرد هو الفنان نفسه بأسلوبه الخاص ولنا أسماء كبيرة وضعت أسسا لهاتين المدرستين المهمتين، أما بالنسبة لي وبعد تجربة المدرستين، وجدت أن الفن التجريدي يحاكي الروح ويبوح بأسرار تتجسد على هيئة رموز وألوان. برغم اني استطعت ان اخلط بينهما بعمل واحد.

أذن من يرسم اللوحة؟ الفنان أم اللوحة نفسها؟

كلاهما وتبقى للفنان النسبة الأكبر, أنا تراودني فكرة ما فأعمل على صياغتها في خيالي ومن ثم ابدأ التنفيذ. لكن في بعض الأحيان تبدأ اللوحة تغير مسارها وكأنها فعلا تقوم برسم نفسها وتكون اقرب اللوحات لنفسي وللمتلقي لانها تملك احساسا غريبا فعلا يحاكي الناظر.

ما الشيء الذي يحرك بداخلك حس الفنان لتبدعي عبر الريشة والألوان؟

كل مايتمكن من ملامسة وجداني فيكون صورة تتبلور لقصة تخطها يدي وريشتي والساعات التي تقضى بين لون ولوحة تثير استمرار شغفي بالعمل

مارأيك بالفنانة التشكيلية الأنثى؟

هي طموح لايتوقف تتفجر كبركان ناعم فعليها مسؤولية كبيرة اولها دورها الانساني والعملي في الحياة اليومية، فضلا عن صعوبة واقعنا النفسي المتولد من ضغط الحياة. كل ذلك معاكس لما يحتاجه الفنان من أجواء خاصة حالمة ليبدع فنا وتفردا واضف الى ذلك أن تكون أنثى وعليها عاتق أن توصل رسالة متكاملة فنا وثقافة ونظرة مجتمع للفن والفنان .

ماالذي يجدد نجاح وابراز بصمتك وماالذي يميز رسوماتك ويعطيها طابع الابداع والجمال؟

الإختلاف، أطمح في كل عمل أن أقدم رسالة مختلفة مغايرة لها طابعها وألوانها وخاماتها وتكنيكها الخاص, أعتمد اسلوب عدم التكرار بالفكرة وبالنسبة لي لا يستهويني اعتماد نمط معين في الرسم لأنه سيقيد الابداع فكل لوحة أرسمها أسكن بها وكأنها موسيقى ترافقني طوال العمل.