بطرس صوفي لـ “الشبكة”: هجرتُ كلية الطب وتوجهت لدراسة الإخراج!

684

 سنان السبع /

مخرجة لمع اسمها في مجال الإخراج منذ بداية عملها، حيث أخرجت كليبات لعدد كبير من الفنانين العرب لعل أبرزهم جوليا بطرس، وعبد المجيد عبد الله وراشد الماجد ونانسي عجرم. نشأت في بيئة فنية خالصة نهلت منها الموسيقى وحب السينما، حيث أن شقيقتها هي الفنانة المعروفة جوليا بطرس وشقيقها الملحن اللامع زياد بطرس.

ورغم أنها بدأت دراستها الجامعية في الطب إلا أنها اتجهت نحو دراسة الإخراج الذي رأت أنه الأقرب لها من بقية الاختصاصات، إلا أن حلم طفولتها في اخراج فيلم سينمائي ظل يراودها دائماً ليكون فيلمها الأول “محبس” هو بوابة الدخول الى عالم الفن السابع، إنها المخرجة اللبنانية صوفي بطرس التي التقتها مجلة “الشبكة” في مدينة مالمو السويدية فكان هذا الحوار:

قصص صغيرة .. قصص كبيرة!

*كانت بدايتك فنياً من خلال إخراج الكليبات الغنائية، مادوافع تحولك بعدها الى الإخراج السينمائي؟

ــ عملي في إخراج الفيديو كليبات كان أقرب الى رواية القصص والأحداث، وحاولت من خلال هذه الأغاني أن أنقل مشاعر وقصصاً بسيطة وشخصيات مختلفة، وأعتقد أن هذا كان باباً لدخولي عالم الإخراج السينمائي، وهو كان الطريق الوحيد لدخولي الى السينما لأن الإنتاج الحقيقي في ذلك الوقت كان يركز على الأغاني المصورة أكثر من السينما، لكني طوال الوقت كان لدي طموح بإخراج عمل سينمائي وشاءت الظروف، بعد عملي لسنوات في اخراج الأغاني المصورة، أن أقوم بكتابة وإخراج فيلم سينمائي طويل.

*أنت من عائلة فنية معروفة، هل ساعدك جو العائلة في دخول المجال الفني وفق خطوات صحيحة؟

ــ انتمائي الى عائلة فنية ساعدني بطريقة غير مباشرة، لأنني موجودة في جو فني وأنا صغيرة في العمر ولأنني كنت متفوقة جداً في الدراسة وخصوصاً بالمواد العلمية، وكان ينتظر مني أن أدرس الطب أو الهندسة. وفي الحقيقة نحن نشأنا في أيام الحرب ولم تكن هناك مجلات كثيرة للدراسة وكان النجاح في حياة الشخص يقتصر على دراسته اختصاصات الطب أو الهندسة أو المحاماة، لذلك فقد كان رأي كل المحيطين بي أن أدرس هذه الاختصاصات. وبالفعل درست أول سنة في الطب لكني وجدت أنني أريد أن أعمل في مجال فيه ابتكار وإبداع ولا أرى نفسي طبيبة أبداً لأنتقل بعدها الى دراسة الفن من خلال قسم الإخراج السمعي والبصري، وحدث الأمر بمحض الصدفة لأن التفكير في ذلك الوقت لا يبتعد خارج ضروريات الحياة وأحلامنا لم تكن كبيرة.

جائزة الجمهور

*فيلمك “محبس” مازال يأخذ أصداء واسعة حتى بعد عرضه في مهرجان مالمو وهو حائز على جائزة الجمهور، ماذا كانت رسالتك في هذا الفيلم؟

– لم أتحدث أبداً عن رسالة الفيلم من قبل لأني أحب أن يشاهد الشخص الفيلم ويخرج بالخلاصة التي يريد أن يخرج بها ويشعر بالإحساس الذي يريد أن يشعر به، وحين بدأنا بكتابة النص حاولنا قدر الإمكان ان نتبعد عن توجيه أية كلمة أوفكرة مباشرة من خلال الفيلم لأي طرف من الطرفين وحاولنا أيضاً أن نقول كل شيء بطريقة غير مباشرة لأن الطريقة المباشرة فيها ألم ولم نرد أن نخوض بهذا الشيء.

*الفيلم يتحدث عن موضوع اجتماعي حساس بين الشعبين السوري واللبناني، برأيك ما أهمية ان تصل السينما الى هذه الموضوعات والتحدث عنها بجرأة وصراحة؟

-برأيي أن السينما مثل أي فن آخر يجب ان تتحدث عن مواضيع مهمة وحساسة وإنسانية وتنقل صورة معينة عن هذه الموضوعات وتقديمها للمتلقي، ولكوني أعمل في هذا المجال سوف أحاول وأسعى دائماً الى أن أتحدث حول المواضيع الاجتماعية والإنسانية وعلاقة الإنسان بالإنسان لأني أشعر أن هذا شيء مهم جداً لصناع السينما ومن الضروري جداً ان يقومواً بعكس صورة عن واقع مجتمعاتهم.

*بعد انتهاء مشاركتك في مهرجان مالمو للفلم العربي بدأ الفيلم يعرض في دور السينما السويدية، ماذا يمثل لك هذا الشيء؟

-هذا أمر يفرحني جداً ويشعرني أن سوق السينما السويدية أخرج الفيلم الى العالمية بعدما حقق نجاحات كبيرة في الدول العربية وكنا ننتظر أن تكون لدينا فرصة لعرضه في الدول الأوروبية، والسويد كان أول بلد يعرض في صالاته السينمائية، وأنا لمست نجاح الفيلم من خلال جمهور مدينة مالو السويدية وما تحدثوا به عن رأيهم وإعجابهم بالفيلم حتى أنه فاز بجائزة الجمهور خلال منح جوائز مهرجان مالمو للفيلم العربي وهذا الشيء جعلني سعيدة جداً وكنت أتمنى أن أحضر كل عرض للفيلم في المدن السويدية حتى أرى ردود أفعال الناس.

منافسة قوية

*كيف ترين واقع السينما العربية وحضورها، خصوصاً في دول أوروبا؟

-أنا لا أشعر حالي في موقع يمكنني من خلاله تقييم السينما العربية، لكني أشعر أن واقع السينما العربية في أوروبا يدعو الى التفاؤل والأمل حيث أن الأفلام العربية والمخرجين العرب في ازدياد وهناك منافسة قوية بين الدول العربية على إنتاج الأفلام وتسويقها الى المهرجانات العربية في دول أوروبا وأعتقد أن إقامة مثل هذه المهرجانات في دول أوروبية وحتى عربية هي حالة صحية تشجع صناع السينما على صناعة أفلام جديدة ومهمة، وهذا شيء إيجابي وأجده في الطريق الصحيح.

*هل تعتقدين بأننا نفتقد الى كتّاب سيناريو يكونون أكثر جرأة في طرح أفكارهم؟

-لا أعتقد بأننا نفتقد الى كتّاب السيناريو الذين يكتبون نوعاً معيناً من النصوص الجريئة والمهمة، لكن أعتقد أن هناك قلة في وجود السيناريوهات الجيدة وقلة في إعطاء الأهمية للسيناريو الجيد وأنا بنظري أعتقد أن العمل السينمائي المهم والمؤثر يبدأ بسيناريو جيد وبشخصيات نعيش معها ونشعر بها، وهذا أمر فيه صعوبة كبرى لذلك فهو غير موجود وأتمنى أن يزداد وجود هذا الشيء وأن تقوم المدراس الفنية والجامعات بزيادة الاهتمام به وبتعليم الطلبة حرفة كتابة السيناريو، ونأمل ان يكون لدينا كتّاب سيناريو بعدد أكبر من الذين يعرفون هذه الحرفة والعمل بها.

فيلم محبس

*هل تفكرين بتجربة جديدة لإخراج الأفلام السينمائية؟

ــ بالنسبة لقيامي بتجربة سينمائية ثانية لا أشعر بأني لديّ خيار إلا أن أفكر بشيء جديد، وبالفعل هناك فكرة بدأت في بلورتها في موضوع معين أريد أن أتحدث حوله لكن الوقت لايزال مبكراً للخوض في هذا العمل للإعلام، ووجود فيلم “محبس” وانطلاقته ونجاحه يجعلني أشعر بضرورة أن أنجز فيلماً جديداً وفي ذات الوقت لدي خوف لأنه أصبحت هناك مقاييس وربما تكون لدى الجمهور توقعات عن مضمون العمل الجديد، لذلك يكبر الخوف أن لا يظهر العمل مثل توقعات الناس لكن الحماس أيضاً يكبر لتقديم عمل جديد وناجح..

*بكلمة أخيرة ماذا تودين أن تقولي من خلال مجلة “الشبكة العراقية”؟

-أشكر مجلة “الشبكة العراقية” وحضرتك على هذا الحوار كما أشكر كل الجمهور العراقي الذين حضروا فيلمي في السويد على محبتهم ورأيهم الجميل في الفيلم وأتمنى أن أكون عند حسن ظنهم دائماً وأتمنى لكم كل الموفقية والنجاح.