بطل مسلسل “هوى بغداد” علي عجينة: أبحث عن أدوار مركّبة
آية منصور/
بفترة قياسية فرض اسمه في عالم التمثيل وسط مجموعة ليست بالقليلة من الممثلين الشباب، حتى إنه حصل على دور البطولة في مسلسل “هوى بغداد” بجزئه الثاني، ونال شهرة كبيرة جعلته محط أنظار المخرجين والمؤلفين.. علي عجينه، الممثل، والطبيب، يحدثنا من إسبانيا:
*التمثيل والطب، فكرة الجمع بينهما تشبه الجمع بين قطبي مغناطيس، كيف استطاع علي عجينة أن يوفق بين مهنتين صعبتين للغاية؟
-الطب بالنسبة لي شغف وحلم عملت طوال حياتي من أجل الوصول إليه، أما التمثيل فهو هواية أحبها واستمتع بها حينما أمارسها، يمكن أن تكون المعادلة صعبة بالنسبة للآخرين، لكن بتنظيم الوقت وتحديد الأولويات نستطيع مزج أمور مختلفة كلياً، في البداية كانت الأمور صعبة معي، ولاسيما في أيام التصوير، وذلك بسبب انشغالنا لساعات تصل حتى الـ ١٨ ساعة في اليوم، مع الدراسة التي تحتاج الكثير من التركيز والاهتمام، لكن طاقم العمل كان مسانداً لي وساعدني في التوفيق بين العملين.
فرصة لم أكن أحلم بها
*كيف بدأت فكرة التمثيل تتسلل إلى قلب علي؟ ماذا عن الخطوات الأولى لهذه المهمة؟
-الفضل الأول والأخير يعود للمخرج مهند أبو خمرة، هو الذي رأى في داخلي موهبة التمثيل، ومنحني فرصة لم أكن أحلم بها. احتجت لتدريبات مكثفة أشرف عليها الأستاذ أبو خمرة، من أساسيات التمثيل الى إتقان اللهجة والإلقاء.
*عشت فترات طويلة من حياتك خارج العراق، لكنك عدت ممثلاً فيه.. هلا شرحت لنا هذه الحكاية؟
-خرجت من العراق وأنا طفل، لكن طوال فترة عيشي خارج العراق، كان أهلي يزرعون في روحي بذرة انتمائي الى وطني، وطوال الوقت أكدوا لي أن فكرة وجودنا خارج العراق مؤقتة، فمصيرنا العودة الى البلاد للعيش فيها وإعمارها.
بين الطب والتمثيل
*ما الذي يميز الطب عن التمثيل؟
-الطب مجال علمي منظم، حينما اتجه الى العيادة أعرف متى أستقبل المرضى ومتى أغلق العيادة، أعرف نوع المرضى وطريقة علاجهم، بينما التمثيل مجال فني يعتمد على الإبداع، عليك منحه مساحة واسعة ووقتاً مفتوحاً، لكن ما يجمعهما هو أن المهنتين تحتاجان لوقت وصبر طويل وجهد ومثابرة لكي تتقنهما، في الطب عادة ما أبحث في المقالات العلمية لتطوير نفسي، في التمثيل كذلك، أبحث بشكل مستمر كي أستطيع فهم الشخصية ولعبها بصورة صحيحة.
*أنت عملت كذلك في مجال العروض في إسبانيا، كيف يستطيع الغرب التعامل مع العراقي في المجالات الفنية؟
-العراقي -بشكل عام- محبوب جداً في أوروبا، الناس هناك لديهم الفضول الكبير ليعرفوا الكثير عن العراق وشعبه، حاولت -قدر ما أستطيع- أن أوضح للناس حقيقة المجتمع العراقي وكيف أننا شعب محب للحياة والتسامح.
*لم اخترت التخصص في الطب؟ وفي أي قسم تحديداً، لو تتاح لك الفرصة للعمل في العراق كطبيب هل ستفعل؟
-الطب حلم الطفولة، يمكن لتأثري الشديد بوالدتي لكونها طبيبة أسنان ناجحة في كندا، وهذا ما حاولت أن أفعله: أن أعيش اختصاصها كذلك، يعجبني العمل في العراق واستثمار تعليمي داخل وطني.
هوى بغداد
*ما أكثر دور تود أن تؤديه؟ رأيناك في مسلسل “هوى بغداد” بأدوار مختلفة ومتنوعة قصيرة، ماذا تفضل أنت؟
-كل الأدوار كانت قريبة الى قلبي، مسلسل “هوى بغداد” منحني فرصة لأن أجرب نفسي في أكثر من دور (كوميدي، رومانسي، أكشن…) ولاسيما أن بعض القصص في المسلسل تعود لأبطال حقيقيين، فكنت شديد التأثر بهم، لكن أقرب الأدوار لي كان دور المنتسب القادم من الناصرية للدفاع عن أهله في الموصل، أتمنى في المستقبل أن أؤدي أدواراً مركبة أكثر، وصعبة، كنوع من التحدي.
*هل يستطيع الممثل أن يؤدي أدواراً عكس ما يريد؟ هل يُجبر على أداء مثل تلك الأدوار؟
-لا إجبار في العمل، لكن هنالك احتراماً للمخرج ورؤيته، للأمانة فإن المخرج مهند أبو خمرة كان ديموقراطياً للغاية، وأعطاني فرصة لإضافة الكثير من التفاصيل الخاصة بي، لكن أكثر دور أضفت عليه تفاصيل خاصة مني كان دوري في حلقة “الجيران”.
*ما أبرز ما حققته من خلال “هوى بغداد” في رأيك؟ وهل تلقيت عروضاً أخرى؟
-أكثر شيء حققته هو محبة الناس حتى هذه اللحظة، حينما عدت الى بغداد لم يكن يعرفني أحد، لا أصدقاء أو معارف، اليوم آلاف الناس يعرفونني، وهذا كله بفضل محبة الناس للمسلسل.
*لماذا لم نشاهدك في الموسم الرمضاني الفائت؟
-وصلني الكثير من العروض، لكني لم أجد نفسي في الأدوار التي عرضت علي، أنا بطبيعتي لا أحب التكرار أو الظهور الكثير فقط من أجل الشهرة، أود انتقاء الأعمال واختيار الشيء الجديد، لذا فضلت هذا العام الانشغال في دراستي لكوني مرحلة أخيرة / دراسات عليا.
*أي الشخصيات تود أداءها في المستقبل؟ ومن من الفنانين تحب التعاون معهم؟
-أحب أن أؤدي دور الشرير، أو دوراً مركباً لشخص يعاني من اضطرابات نفسية، كما تعجبني كثيراً الأدوار التي تخدم المجتمع وتناقش قضاياه وتعطي الحلول، كثير من الممثلين يعجبني التمثيل معهم، ويمكن أكثرهم شهد الخطاب!
*هل تعتقد أن الفنان العراقي مقيد؟ وهل تفكر بنقل تجربة التمثيل الى إسبانيا؟
-الشخص العراقي بشكل عام مقيد، ولم ينل حريته الكاملة في كثير من الأمور.. لكنني متأكد أن هذا الشيء سيتغير عن قريب، لأن العراقي بالطبيعة ولد حراً، الفنان العراقي –خصوصاً- هو الأكثر تقييداً، ذلك لصعوبة إرضائه جميع فئات المجتمع، كما أن شركات الإنتاج قليلة، وهذا الأمر يقلص فرص الممثل في العمل، يعجبني التمثيل في إسبانيا، ولا تعلمين، فقد تسمعين قريباً أخباراً بخصوص هذا الشأن!
اعتذار وتنويه
تقدم مجلة الشبكة العراقية اعتذارها للفنان “علي عجينة” بسبب نشر صورة لفنان آخر بدلا عن صورته في الحوار المنشور بالعدد “405”.. وتعيد المجلة نص الحوار مع الفنان