تشارلز ثيرون: الإفريقية الشقراء

171

مجلة الشبكة /

لم تأت إلى هذا العالم وفي فمها ملعقة فضية. وُلدت (تشارلز ثيرون) لـ (جيردا وتشارلز ثيرون) في (بينوني) بمقاطعة (جوتنج) في جنوب إفريقيا. حيث كان والداها يعملان في شركة إنشاءات، ويمتلكان المزرعة التي نشأت فيها. مرت بطفولة قاسية، ولم تكن مناسبة للمدرسة بشكل جيد. غالباً ما كانت ثيرون مريضة، بحيث أتلف دواؤها أسنانها، ما أدى إلى تقييد نموها حتى بلغت العاشرة من عمرها. قرر والداها إرسالها إلى المدرسة الداخلية عندما بلغت 13 عاماً، حيث بدأت الدراسة في المدرسة الوطنية للفنون في جوهانسبرج.
كان والدها، تشارلز، مدمناً على الكحول، وغالباً ما كان يعاني من نوبات عصبية في حالة السكر، بحيث وصل به ذلك إلى حد إطلاق النار على زوجته وابنته في 21 حزيران 1991. لكن زوجته أمسكت بالمسدس وقتلته. واعتبر قبول ذلك الفعل قانوناً كدفاع عن النفس، لذلك لم تكن هناك جريمة.
وغني عن القول إن ظروف الحياة هذه لم تكن الأفضل لثيرون الشابة، التي أمضت طفولتها في منطقة مناجم فقيرة في جنوب إفريقيا، ما سمح لها -على حد قولها- أن تجد نفسها في هذه الأوساط، حيث لا يملك الناس حتى أماكن للجلوس على كرسي ليندبوا حظهمِ. وغالباً ما تستحضر ثيرون طفولتها في مدينة لم تكن تتوفر فيها المجلات أو أجهزة التلفزيونِ، وكانت تجهل تماماً جانب الشهرة في حياة الممثلين، إذ كانت تعتقد أنهم فقط يقومون بعمل جميل.
طريق الشهرة
بعد أن فازت بعقد عرض أزياء لمدة عام واحد في مسابقة حين كانت في سن السادسة عشرة، انتقلت مع والدتها إلى إيطاليا حيث عملت كعارضة. ثم انتقلت إلى نيويورك لتعلم الباليه، لكنها تعرضت لإصابة في الركبة أغلقت ذلك الباب أمامها. بعد عامين التقت بوكيل المواهب (جون كروسبي)، الذي قدمها إلى مدرسة التمثيل. لعبت دورها الأول بشخصية (هيلجا سفيلجن) في فيلم two Days in the Valley عام 1996، ثم ظهرت لاحقاً في أدوار أكبر مثل “The Devil’s Advocate” و “The Cider House Rules” في عامي 1997 و 1999 على التوالي. حصلت على العديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة في شباط 2004 ، وكذلك جائزة جولدن جلوب. وكما في أفلامها السابقة، تؤكد ثيرون أن ما أثار اهتمامها كثيراً هو الوضع البشري، حتى لو لم يكن دائماً حاضراً لديها، فهي لا تحلم بدور محدد، وليست لديها أية أفكار مسبقة في اختيار الأفلام، لكن ما يهمها هي المواضيع التي ترتكز إلى الواقع, وتعتبر تشارليز ثيرون أن الممثل هو مجرد وسيلة، فهو يستخدم جسمه لتمرير القصة، كما أنه موجود فقط لخدمة القصة بأفضل طريقة ممكنة.
جانب إنساني
ثيرون ناشطة في مجال حقوق المرأة، وتمتلك مؤسستها الخيرية الخاصة المسماة (مشروع تشارلز ثيرون للتوعية) في إفريقيا (C.T.A.O.P.) ، التي أنشأتها عام 2007 في محاولة لدعم الشباب الإفريقي في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز.
بعد فترة وجيزة من تأسيس مؤسستها الخيرية، طُلب منها أن تكون رسولة سلام للأمم المتحدة. لديها طفلان، تبنتهما في 2012 و 2015 على التوالي. أقامت ثيرون علاقات عامة مع العديد من الممثلين والمشاهير الآخرين، بما في ذلك الممثل الآيرلندي (ستيوارت تاونسند) والممثل الأمريكي (شون بن). هي مواطنة ناجحة مع أنها غير متزوجة.
تعشق ثيرون حياتها، وتحب السفر، وتمتلك حظاً لا يصدق، أمها تقيم على بعد دقيقتين من منزلها (في لوس أنجلوس)، ولديها شريك رائع، وحياتها الشخصية مهمة جداً بالنسبة لها، وتنتقد صائدي الصور الذين يلاحقونها، وتؤكد أن بعضهم يتجاوز الحدودِ, وتقول “في حال لاحقني عشرة شبان في الشارع من دون كاميرات تصوير يجري توقيفهم، أما إذا كانوا يحملون كاميرات تصوير فإن الأمر مقبول.” ترفض التذمر وتؤكد أنه يمكن التحكم بالشهرة والتكيف معها بتغيير بعض الأمور في حياتنا والامتناع عن التوجه الى أماكن معينة، عندها يمكن الاستمرار في العيشِ.