تضم أكثر من 50 عازفة سومريات.. صوت نسوي يصدح في فضاء الموسيقى العراقية

136

نورا خالد/

لا تشبه فرقة (سومريات) غيرها من الفرق، فهي جمعت أكثر من خمسين شابة من ذوات المواهب المتعددة، بين عزف وغناء، بقيادة المايسترو علاء مجيد، لتقدم أغاني تراثية عراقية وعربية لاقت استحسان الجمهور، إذ بدا ذلك واضحاً من خلال الإقبال الكبير على حفلاتها. وقد اختلفت الآلات والألوان الموسيقية، لكن شغف التميز وحلم النجاح يبقى هدفهن المشترك.

جاءت فكرة تأسيس (سومريات) لتثبت للعالم أجمع أن “المرأة العراقية المبدعة بخير، وأن العراق يمتلك كثيراً من المواهب النسوية الموسيقية، لكنها تحتاج إلى ابرازها وتسليط الضوء عليها.” حسب مؤسس الفرقة ومديرها علاء مجيد. وتعزف عضوات الفرقة على أنواع مختلفة من الآلات، منها الكمان، والتشيلو، والكونترباص، والعود، والقانون، والناي، والجوزة، والسنطور، فضلاً عن الإيقاعات. كما أن ما يميز الفرقة -كما يقول مجيد- “ليس فقط كونها نسوية، وإنما غالبية عضواتها يتميزن بقدراتهن الموسيقية والغنائية في آن واحد.”

استوحت فرقة (سومريات) اسمها من الحضارة السومرية، التي تعد أم أول حرف موسيقي، وهي أرض القيثارة، كما يعرف الجميع. تقدم الفرقة الموسيقى بنوعيها الشرقي والغربي وبأسلوب معاصر، دون المساس بالرصانة الفنية، فهي مزيج من التراث والحداثة بطريقة مميزة ولافتة.

تشير عازفة القانون (هويدا حنا)، إحدى عضوات فرقة (سومريات)، الأستاذة في معهد الدراسات الموسيقية، إلى أن “الفرقة وضعت بصمة فريدة ومشرفة في مسيرة الغناء والموسيقى العراقية، إذ ارتأت أن تعيد إلى الأذهان الأغاني التراثية بلمسة حديثة، إضافة إلى أنها استقطبت عضواتها من طالبات وخريجات المعاهد الموسيقية، ما يدل على المستوى العالي للفرقة.” مؤكدة أن “حضور الجمهور الكبير لحفلات (سومريات) يدل على نجاح الفرقة، فالجمهور الذي يسعى لشراء البطاقة والحضور في الوقت المناسب للمسرح، وبالزي الرسمي، يعني أن هناك جمهوراً متذوقاً للموسيقى التي نقدمها.”

لم تكن (سومريات) التجربة الأولى لهويدا حنا في الفرق النسوية، إذ سبق لها أن كانت ضمن فرقة طالبات المعهد، التي كانت أيضاً تحت إشراف المايسترو علاء مجيد، وبعدها انضمت مع بعض زميلاتها إلى فرقة عشتار النسوية التابعة لدائرة الفنون الموسيقية، إلا أن التجربتين -كما توضح هويدا- ” لا تضاهيان فرقة سومريات، بل إنهما كانتا أضعف تجربة، لذلك لم تستمرا.”

عازفة الفلوت (رند الشريف)، إحدى عضوات الفرقة، المدرسة السابقة في مدرسة الموسيقى والباليه، تحدثت إلى مجلة “الشبكة العراقية” قائلة إن “الاقبال المتزايد من قبل الجمهور العراقي على حفلاتنا أعطانا حافزاً للاستمرار وتقديم الأفضل، ووضعنا أمام مسؤولية كبيرة، ولاسيما بعد أن أسهمت الفرقة، من خلال تقبل الجمهور، في أن يكون للمرأة دور بارز ومهم في الموسيقى العراقية، من خلال دخول العديد من الفتيات إلى المعاهد الموسيقية، خاصة بعد أن تغيرت نظرة المجتمع للمرأة حول امتهانها الموسيقى.”

جدير بالذكر أن فرقة (سومريات) حظيت بدعم من وزارة الثقافة، إذ أعلن وزيرها أحمد فكاك البدراني عن اعتماد الفرقة ضمن تشكيلات الفرق الفنية التي ستمثل العراق في المحافل الدولية، وجاء هذا الإعلان بعد ظهور الفرقة الأول بقيادة المايسترو علاء مجيد على خشبة المسرح الوطني.