ثلاث جوائز في التمثيل والإخراج
سنان السبع /
حصد العراق ثلاث جوائز في مهرجان مالمو للسينما العربية بدورته الثامنة التي انطلقت يوم الخامس وحتى التاسع من شهر تشرين الأول الفائت. فقد شهدت الدورة حضور حشد كبير من نجوم العالم العربي من ممثلين وصناع أفلام ومنتجين ونقاد، وتنوعت أنشطتها من عروض أفلام المسابقة الرسمية، وسهرات ليال عربية، وفعاليات السوق لدعم مشاريع أفلام الشباب.
وقد حصد المخرج العراقي محمد جبارة الدراجي جائزة أفضل مخرج عن فيلمه “الرحلة”، فيما حصلت الممثلة زهراء غندور على جائزة أفضل ممثلة عن الفيلم نفسه، كما حصل المخرج عادل خالد على جائزة أفضل مخرج للفيلم الوثائقي القصير عن فيلمه «الناجون من ساحة الفردوس”، وتوزعت بقية الجوائز على الأفلام الأخرى المشاركة من بقية الدول العربية.
صناعة الفيلم
وقال المخرج محمد جبارة الدراجي للـ (شبكة): «أقول أولاً مبارك للعراق، مبارك للسينما العراقية التي يقوم بصناعتها اليوم الشباب العراقيون المجتهدون ومن ضمنهم عادل خالد وزهراء غندور ونحن سعداء جداً بتحقيق هذه الجوائز في مهرجان مالمو للسينما العربية، إن هذه الجوائز تمثل لنا الكثير وتعطينا الدافع المهم للاستمرار في صناعة أفلامنا وعرضها في المهرجانات العالمية وللجمهور العربي والأوروبي، ونحن في هذا المهرجان مثّلنا العراق والسينما العراقية خير تمثيل وأثبتنا بأن العراق موجود ومؤثر في خارطة السينما العربية والأوروبية.»
فيما قالت بطلة الفيلم زهراء غندور: “في البدء أحب أن أشكر كل الأشخاص الذي ساعدوني في تجربتي الأولى هذه في عالم التمثيل، كذلك أشكر المخرج محمد الدراجي لأنه ساعدني في اكتشاف زهراء الممثلة بشخصيتي، كذلك أشكر مهرجان مالمو للسينما العربية وكل العراقيين الذين يؤمنون بالسينما، أنا سعيدة جداً بهذه الجائزة وهي جائزة أفضل ممثلة في المهرجان حيث نافست ممثلات كثيرات من الدول العربية واستطعت أن أحصد هذه الجائزة الثالثة بعد جائزتين حصدتهما في باريس ومسقط، وبالتأكيد هذه الجوائز هي مكأفاة وتقييم لعمل وجهد كبير بذلناه في هذا الفيلم مع شباب رائعين ومجتهدين وهم شباب المركز العراقي للفيلم المستقل وأحب أن اقدم لهم الشكر أيضاً.»
جوائز
اما عادل خالد فبيّن أنه «سعيد جداً بالجائزة التي حصلت عليها في المهرجان الذي يقام هنا في السويد في واحدة من اهم وأكبر الدول الاسكندنافية، حيث يمثل هذا المهرجان حلقة وصل مهمة بين صنّاع السينما في الدول العربية والأوروبية ويسعى لتوطيد العلاقة بينهما وعمل ورش عمل مهمة لصناعة أفلام جديدة تنافس على الجوائز الدولية، أعتقد انها فرصة طيبة لعرض الأفلام العراقية في مثل هذه المهرجانات التي تقام في دول أوروبية حتى يتمكن المشاهد العربي، وكذلك الأوروبي من مشاهدتها والاستمتاع بها، وبكل تأكيد نحن فخورون بالأعمال التي قدمناها والتي حصلت على ثلاث جوائز من جوائز المهرجان.»
المخرج العراقي قاسم عبد الذي كان من المشاركين في المهرجان قال: «انا أحضر هذا المهرجان للمرة الأولى وأعتقد أن مهرجان مالمو هو واحد من المهرجانات الجيدة الموجودة الآن في أوروبا من ناحية التنظيم والفعاليات المقامة والتي من ضمنها الندوات وورش العمل وفعاليات السوق لدعم أفلام الشباب وكذلك عروض الأفلام، وأعتقد انه لو استمر على هذا المنوال سيكون واحداً من المهرجانات العربية المهمة في أوروبا، ومشاركة الأفلام العراقية في مهرجان كهذا يقام في أوروبا هي مشاركة مهمة للفيلم العراقي لأن الجمهور الأوروبي ذواق ويحترم الفن والفيلم السينمائي والعمل الذي يحمل قيمة فكرية وجمالية والسينما هي جزء رئيسي من حياتهم لذلك من المهم جداً ان تعرض هذه الأفلام في مثل هذه البيئة.»
أفلام مهمة
وأضاف أن «أفلامنا العراقية، على قلتها وعلى غياب المساعدة وقلة الإمكانيات المتاحة للعمل، لكنها كان لها حضور قوي، وهناك عدد كبير من الناس يحبون السينما العراقية وموضوعات افلامها وطريقة طرحها كما أن هناك عدداً لا بأس به من الأفلام العراقية التي تشارك حالياً في المهرجانات العربية والدولية وكذلك توجد أفلام مهمة للشباب، وحضور السينما العراقية موجودة في كل المهرجانات.»
فيما قال مصطفى قاعود، أحد أعضاء المكتب الإعلامي للمهرجان: «في كل دورة يحاول المهرجان أن يكون متميزاً بإضافة فعاليات وفقرات جديدة واحياناً في طريقة تنظيم المهرجان، وأبرز ما يميز المهرجان في هذه الدورة هو وجود السينما المصرية كضيف شرف على الدورة الثامنة، وسبق ذلك الإعلان عن فعاليات هذه الدورة من مصر العربية ومن بيت السفير السويدي هناك بحضور واسع لصنّاع السينما المصرية، وكان ذلك بداية لتكريم السينما المصرية وهذا ترجم بالمزيد من عروض الأفلام المصرية خلال أيام المهرجان، بالإضافة الى ذلك فعاليات سوق الأفلام في دروته الرابعة حيث يشارك فيه مجموعة من صناع الأفلام ولجان عديدة وكذلك جهات ومؤسسات أوروبية داعمة لصناعة الأفلام.»
لجان تحكيم
وبين قاعود أن «الأفلام التي شاركت خضعت لاختبارات وشروط لجان التحكيم، والبعض من هذه الأفلام حصل على جوائز مهمة، وأغلب الأفلام التي تشارك في هذا المهرجان تعرض للمرة الأولى في الدول الاسكندنافية، وهناك أفلام أيضاً تعرض للمرة الأولى على مستوى العالم. وبالتأكيد كانت المنافسة قوية بين الأفلام المشاركة في هذه الدورة التي شهدت مشاركة أكثر من أربعين فيلماً للمسابقات الرسمية كما ان هناك أيضاً أفلام كانت للعروض في الليالي العربية وغيرها. والجميل أن هذه الأفلام كانت متنوعة في موضوعاتها حيث شاركت في صناعتها أكثر من سبع وعشرين دولة وهناك أفلام من الإنتاج المشترك بين عدد من الدول، وشهدت هذه الدورة حضوراً مميزاً من قبل الجمهور العربي والأوروبي لمشاهدة الأفلام المشاركة.»