“حسين علي صالح”: عدنا إلى المسارح العراقية بفعاليات محلية ودولية
أحمد سميسم /
بعد أن غُيِّب مسرح الطفل سنوات عديدة من على خشبات المسارح العراقية، والركود الذي أصاب مسرح الطفل العراقي في مزاولة نشاطاته الفنية لأسباب كثيرة؛ مالية وفنية وإدارية، إلا أن هناك بارقة أمل تنبعث من جديد لتبث الحياة في نفوس الأطفال بإعادة العمل في الفرقة الوطنية لمسرح الطفل في دائرة السينما والمسرح وإطلاق نشاطاتها وفعالياتها وورشاتها الفنية، بدعم من كبار الفنانين العراقيين المعروفين بقوة حماسهم ومؤازرتهم للطفولة العراقية، كالفنان الدكتور حسين علي هارف والفنان مقداد مسلم وآخرين، من أجل اعادة الحياة لمسرح الطفل لكونه نشاطاً جمالياً تربوياً يساعد في تنمية الطفولة وزيادة الخبرات والمهارات، فضلاً عن ترسيخ سمات شخصية الطفل بوضوح في المجتمع.
مدير الفرقة الوطنية لمسرح الطفل الفنان “حسين علي صالح” الذي تسلّم مهامّه مؤخراً كمدير للفرقة تحدث لـ (مجلة الشبكة) عن خطط ونشاطات عمل الفرقة الوطنية لمسرح الطفل بعد إعادة العمل بها من جديد:
* حدثنا عن النشاطات الجديدة في عمل الفرقة الوطنية لمسرح الطفل منذ تسلّمكم مهامكم مديراً للفرقة مؤخراً ..
– غاب مسرح الطفل في دائرة السينما والمسرح لسنوات طوال، وحدثت قطيعة كبيرة بين الطفل والمسرح، ولاسيما في ظل غياب القنوات العراقية المتخصصة بالطفل، وبعد أن تسلّم الدكتور أحمد حسن موسى مهامه مديراً عاماً لدائرة السينما والمسرح وكالة، كلفني بإدارة فرقة مسرح الطفل خلفاً للفنان علّاوي حسين بشكل لائق بما يخدم الطفولة في العراق، بعد أن كان عمل الفرقة متلكئاً بالأعمال والنشاطات المسرحية، لذا عند تسلّمي المهام في منتصف شهر تموز من هذا العام عمدت الى تنشيط عمل الفرقة وإعادة مسرح الطفل من جديد إلى أحضان المسارح العراقية والنهوض بواقع الطفل العراقي بإقامة النشاطات والفعاليات الفنية محلياً ودولياً، إذ قدمتُ ثلاث ورشات فنية حاضر فيها عدد من الفنانين العراقيين؛ الورشة الأولى كان عنوانها (عمل الممثل بين فنون الإلقاء والإخراج- مسرح الطفل أنموذجاً) حاضر فيها الفنان الكبير مقدام مسلم وضمّت 22 مشتركاً من داخل دائرة السينما والمسرح وخارجها. أما الورشة الثانية المهمة والنادرة فكان عنوانها (صناعة الدمى المتحركة والقفازية) حاضرت فيها الدكتورة زينب عبد الأمير الأستاذة في كلية الفنون الجميلة بمشاركة عشرة شبّان ودامت سبعة أيام، وكانت حصيلة الورشة صنع عشر دمى جميلة وإقامة عرض مسرحي خاص للدمى. في حين ستكون الورشة الثالثة عن (كتابة النص المسرحي للطفل) تنطلق يوم 20/11/2019 بإدارة الفنان الدكتور حسين علي هارف تستمر ستة أيام وسنخرج، إن شاء الله، بحصيلة من النصوص المسرحية الجيدة، ثم سنقيم احتفالية خاصة للمشاركين في الورش الثلاث لنقدم لهم الشهادات التقديرية.
* ماذا حققت تلك الورش الفنية من نتائج ملموسة للمشاركين؟
– الورش الفنية المقامة ضمن نشاطات الفرقة الوطنية لمسرح الطفل حققت نتائج مبهرة على الصعيد العملي بتقديم ثلاثة عروض مسرحية ستعرض على المسرح الوطني ومسرح الرافدين ومسرح المنصور، تستقطب تلك الأعمال طلاب المدارس بالتنسيق مع وزارة التربية، المسرحية الأولى (الساحر والمصباح) من تأليف الفنان محمود أبو العباس وإخراجي، والمسرحية الثانية (ذا فويس) من تأليف جمال الشاطي وإخراج الفنان علاوي حسين، أما المسرحية الثالثة فهي بعنوان (حدث في المزرعة) للمخرج محمد كاظم، فضلاً عن تقديم عروض مسرحية لدور الأيتام وطلاب المدارس الأهلية في أيام العطل الصيفية في مسرحي الوطني والمنصور، حيث عُرضت مسرحية (عشرة على عشرة) الخاصة بالأطفال على خشبة المسرح الوطني من تأليف الفنان ماجد دردنش واخراجي.
* هل تعتزمون إقامة مهرجانات دولية للتعريف بالأنشطة المسرحية للطفل العراقي؟
– هناك نيّة حقيقية في إقامة مهرجان دولي لمسرح الطفل في دائرة السينما والمسرح ينطلق في شهر آذار من السنة المقبلة، وسننقل نشاطات الفرقة والعروض المسرحية جميعها إلى عدد من الدول العربية، وسنلبي أية دعوة خارجية توجَّه لنا من أجل إيصال صوت الطفل العراقي وفنّه إلى أبعد نقطة من العالم، على الرغم من تراجع الاندفاع بالعناية بهذا المسرح في السنوات الأخيرة في كل دول العالم أمام سحر التلفزيون والإنترنيت وكثرة الفضائيات التلفزيونية وجاذبية الألعاب الإلكترونية، وأيضاً غياب التشجيع من قبل الجهات المعنية وانعدام التحفيز المادي والمعنوي للقائمين على تنشيط مسرح الطفل وتفعيل دور كتّابه ومخرجيه.