رنا لطفي: أسلوبي يقترب من الصوفيّة

1٬150

رولا حسن /

رنا لطفي.. فنانة تشكيلية سورية خريجة كلية الفنون الجميلة دمشق 2000 اختصاص اتصالات بصرية. أقامت العديد من المعارض كان آخرها في دمشق عام 2001 بعنوان “أبيض وأسود”، تناولت فيه معالم دمشق القديمة قبل انتقالها للعيش في الولايات المتحدة الأميركية وتأسيسها لشركة داماسك للفن والتصميم.
زارت رنا سوريا خلال الأحداث، وأقامت معرضاً لافتاً في قاعة الآرت هاوس في دمشق. عن تجربتها وشجون أخرى كان لـ”الشبكة” معها هذا الحوار:
بداية كيف تقدم رنا لطفي نفسها
رنا لطفي فنانة تشكيلية تبحث عن أسلوبها ولغتها الخاصة لبناء اللوحة، ومن أجل هذا أعتبر نفسي قارئة نهمة أحاول الاستفادة من تجارب الآخرين.
في معرضك الذي أقمتِه مؤخراً في دمشق رافقت اللوحات الفنية جمل شعرية كتبت عليها، الا تعتقدين أن ذلك يقلل من قيمة اللوحة ويغلق مجالات التخييل المفتوحة امامها؟
الثقافة اللغوية في مجتمعاتنا أصيلة ومتطورة أكثر في واقعنا العربي من ثقافتنا التشكيلية التي أعتقد أنها ما زالت في طور التشكيل، ففي مجتمعاتنا الشرقية عموماً والعربية خصوصاً، ما زال المتلقي قارئاً أكثر مما هو متفرج، فما المانع من استخدام عتبات القراءة من أجل تشكيل عتبات ثقافية بصرية.
تنحو أغلب لوحاتك نحو الصوفية سواء من خلال الألوان أو الفكرة أو الجمل الشعرية هل تقصدتِ ذلك.. ولماذا؟
ربما يختلط الأمر بالنسبة لقارئ اللوحة وتوحي له اللوحات بالصوفية التي فيها محاولة لي للبحث في مفردات التاريخ التي إن لمستها وجدت علاقة لحد ما بالصوفية أو الديانات القديمة، تصوري الخاص وأسلوبي يقترب من الصوفية الذي هو باعتقادي بحث عن الهوية وللهوية.
الأنثى لها الحضور الأقوى في لوحاتك لدرجة أنك عنونتِ أحد معارضك والذي أقمتِه مؤخراً في دمشق بعنوان “وطن في امرأة”
-في طريقي للبحث عن الهوية في منطقتنا اكتشفت أن الهوية الذكورية سادت طويلاً ودخلت في دوامة قاتلة بعد محوها للهوية الأولى حيث قبلها كانت المرأة آلهة، قائدة ورمز، لدينا عشتار إنانا، سميراميس، زنوبيا والعديد من الملكات والمفكرات والكاتبات الحاكمات الأوائل وليتني أستطيع ذكرهن جميعاً، ومن هذا المنطلق حاولت أن أؤكد وجودها كأم وكوطن وووووإلخ.
تكتبين الشعر إلى جانب كونك فنانة تشكيلية.. أيهما الأقرب إليك ولم تحاولين المزج بينهما؟
ربما الشعر هو الأقرب إليّ، هو حريتي بقصاصة ورق في جيبي أخرجها متى أحسست برغبة في الكتابة، أملك تماماً حرية كلمتي وإحساسي وفكري، ترجمة فورية أحياناً دون تنقيح لمشاعر عميقة تتهاوى من دون دراسة على الورق الرسم، ربما يأتي لاحقاً بشكل مدروس أكثر لتلك المشاعر وتوضيحها أكثر عن طريق اللون أو التشكيل، غالباً يكون الرسم محدداً في مكان معين مع الكثير من الأدوات لتنفيذه.
في أحد حواراتك قلت إن المرأة هي الوطن ولا يمكن أن نجزئ المرأة عن الوطن فهي كتلة المشاعر والقاعدة التي تثبت ما حولها، كيف تحضر المرأة في أعمالك وفق هذا التصور؟
الوطن بالنسبة لي كـ(رنا) انتمائي لحضن أمي، هو انتمائي لوطني، الوطن بالنسبة للفنان يتجاوز المكان، هو بناء إنسان وهوية وثقافة، عندما ننجح في بناء الإنسان وقدرته بالتعبير عن نفسه بطرق نبيلة وجميلة نكون كسبنا وطناً.
أثناء الحرب على سوريا الكثير من الفنانين غادروا دمشق بينما كنت من الذين عادوا وأقاموا معارضهم فيها.. ماذا تقولين عن ذلك؟
لا أحب تقييم أي فعل لأي شخص، كلنا محكومون بظروف الحياة القاسية جداً، عودتي في ذلك الوقت عمل استطعت أن أعمله في وقته وترجمت فيه إحساسي الشخصي بوجوب تقديم شيء لوطني، وأنا متأكدة أن الكثيرين في الخارج يقدمون من دون حساب للوطن وعندما يستطيعون سوف يقومون بالمجيء أيضاً.