سقوط صدام..حدث ألهمَ خيال صنّاع السينما

654

مجلة الشبكة /

مثلت حرب إسقاط نظام صدام وما تزال مادة دسمة لصنّاع السينما العالمية، حاولت هوليوود أن ترصد وتناقش آثار تلك الحرب على جنودها وعلى المجتمع الأمريكي عامة، وكتبت العديد من السيناريوهات عن ضحاياها وأهوالها وكأنها مسلسل لم تنته حلقاته بعد. وبرغم أن المُشاهد تابع تلك الحرب على الفضائيات صوتاً وصورة، إلا أن السينما طرحت في غضون تلك الفترة أكثر من 31 فيلماً روائياً طويلاً مؤثراً عنها.

معظم الأفلام التي تناولت تلك الحرب اعتمدت على وقائع وشخصيات حقيقية، استخدمها كتّاب السيناريو ونسجوا حولها قصصاً من خيالهم ليتوصلوا إلى معالجة درامية تصلح للتجسيد على الشاشة.

المنطقة الخضراء

يأتي في مقدمة هذه الأفلام فيلم (المنطقة الخضراء) بطولة مات ديمون وإخراج البريطاني بول جرينماس، الذي جسّد وجهة النظر الرافضة والمنتقدة لحرب العراق، وهو مستوحى من كتاب للصحفي الأمريكي راجيف شاندرا بعنوان (حياة إمبريالية .. مدينة الزمرد). وأوحى الفيلم بأن الاستخبارات الأمريكية هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن المعلومات المضللة عن أسلحة الدمار الشامل، والتي بناء عليها تم اتخاذ قرار الحرب.
ويحسب للفيلم تعاطفه العام مع الشعب العراقي وانتقاده المباشر للحرب من خلال شخصية الضابط الأمريكي ميللر«مات ديمون» المكلف بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل ، والذي ظل يتساءل عن جدوى وجود القوات الأمريكية بالعراق بالرغم من عدم وجود تلك الأسلحة دون أن يجيبه أحد.

خزانة الألم

فيلم (خزانة الألم) للمخرجة كاترين بيجلو الفائز بست جوائز أوسكار، والذي فتح جراح حرب العراق من خلال رصد يوميات لمجموعة من الجنود في فرقة تفكيك القنابل والمفخخات بالعراق مركّزاً على المخاطر والتهديدات التي يتعرض لها الجنود في حرب بلا تداعيات أو أسباب لشرعية قيامها.
ويكاد المتفرج أن يشم رائحة البارود التي تملأ الأجواء وتلسع جلده حرارة الانفجارات وتثير أعصابه حالة التوتر التي لا تنتهي طوال الفيلم،

وادي إيلاه

الفيلم الإنساني (وادي إيلاه) للمخرج بول هاجيس، والذي حمل رسالة استغاثة واضحة بإظهاره أثر الحرب البغيض على الجنود الشباب، حيث يحكي الفيلم عن جريمة قتل جندي شاب عائد من العراق، ومحاولة والديه البحث عن الجاني. تتركز الأحداث في البحث الجنائى الذي يقوم به والد مجنّد شاب أعلن أنه هرب من وحدته العسكرية إلى أن يجده جثة هامدة ومشوهة. والد القتيل ضابط عسكري متقاعد جسّد دوره الممثل توم لي جونز يبذل قصارى جهده للوصول إلى قاتل ابنه، وتظهر التحقيقات مسؤولية مجموعة من زملاء الجندي عن قتله، ليبين الفيلم الأثر السلبي للحرب على الجنود وتحوّل بعضهم إلى شخصيات قاسية تدمن التعذيب والتشويه، ونرى العلم الأمريكي المقلوب رمزاً للاستغاثة.

فيلم الرسول أو
( The Messenger)

وهو ملحمة إنسانية حول مهمة ضابط مكلف بإبلاغ العائلات بمقتل أبنائهم الجنود.أما فيلم (الرجال الذين يحدقون في الماعز) فهو ينتمي لأفلام الكوميديا السوداء، المأخوذ عن رواية للمؤلف جون رونسون. وموضوع الفيلم الساخر الذي أخرجه جرانت هاسلوف يتناول استخدام مجموعة من العسكريين الأمريكيين سلاح السحر والقوى الخارقة، حيث نجد وحدة عسكرية أمريكية تتدرب على استخدام القوى الخارقة لهزيمة الأعداء، بعضهم يتدرب على المرور من خلال الحائط، والآخر على التلاعب بقتل الشخص أمامه وبعضهم يتدرب على قتل الماعز بالنظر إليها والتأثير فيها حتى يتوقف قلبها. الفكرة التي تبدو كوميدية أشارت إلى ان تلك الفرقة العسكرية كانت موجودة بالفعل داخل الجيش الأمريكي، والفيلم ضم عدداً من النجوم كجورج كلوني، إيوان ماكجروجر وكيفن سباسي.

السينما العربية

لم يكن تناول السينما العربية بمستوى الحدث، حيث اقتصر إنتاج أفلامها على الجانب الكوميدي من دون الولوج الى أعماق ما خلفته الحرب من أحداث وتداعيات أثّرت بدورها على المحيط العربي ومنها فيلم (ليلة سقوط بغداد)، وهو فيلم من أفلام الكوميديا السوداء، فبعد سقوط صدام، يصاب ناظر مدرسة ثانوية بهاجس اقتراب دول عربية أخرى من سقوط أنظمتها بنفس الطريقة ، ويحاول تبنّي فكرة نظام ردع معتمد على أحد الشباب من تلاميذه السابقين في المدرسة، ولكن الدولة ترفض تبني المشروع بعد نجاح التجربة المصغرة له، في حين تقدم جهات أجنبية، عرضاً مالياً مغرياً لشراء المشروع.

(معلش إحنا بنتبهدل) هو أحد أفلام الكوميديا، الذي أحيى به أحمد آدم شخصية (القرموطي) للسخرية من جورج بوش الابن، لحربه على العراق، وأشار خلال الفيلم إلى الانتهاكات التي حدثت من جانب النظام العراقي قبيل الغزو الأمريكي تارة، ومن الجانب الأمريكي أثناء غزو العراق تارة أخرى.
(ليلة البيبي دول): ناقش الفيلم شخصية (عوضين الأسيوطي) العائد من العراق بعد الحرب الأمريكية على العراق، حيث تم تعذيبه في سجن أبوغريب خلال تواجده في العراق أثناء الغزو، ما خلق بدوره شخصية كارهة للنظام الأمريكي، وفي محاولة منه للانتقام من وفد أمريكي خلال تواجده في مصر تدور أحداث الفيلم.