سمير صبري.. الصدفة جمعته بعبد الحليم فجعلته واحداً من أشهر فناني جيله..

306

مجلة الشبكة /

أحب سمير، وهو من مواليد الإسكندرية عام 1936، الغناء والموسيقى منذ صغره عندما كان يستمع لعزف والدته على البيانو وعزف خالته على آلة العود. وحتى انفصال والدته عن والده كان يسكن الإسكندرية، بعدها انتقل للعيش في القاهرة مع والده، حيث سكنا في عمارة (زهراء الجزيرة) في منطقة حي الزمالك العريق، الذي كان يسكن فيه المطرب الأشهر عبدالحليم حافظ .
وفي مرة حين كان يصعد إلى شقته، فإذا بعبد الحليم حافظ يصعد معه في نفس المصعد.
يقول سمير صبري إنه كان يعلم أن عبد الحليم حافظ يسكن في نفس العمارة، وكم تمنى أن يلتقي به. وفي يوم لعبت الصدفة الرائعة دورها ليجده أمامه فيعبِّر له عن مدى إعجابه به وحبه لفنه، ويسأله أن يساعده ليشق طريقه في عالم الفن مسحوراً بكل تفصيلة فيه.
وفعلاً أحب عبدالحليم سمير صبري، بل وساعده بأن قدمه إلى الفنانة لبنى عبد العزيز، إذ كانت تقدم برنامجاً في الإذاعة باللغة الإنگليزية، التي شاركت مع عبد الحليم بفيلمها الأول والأنجح (الوسادة الخالية) عام ١٩٥٨. ولإجادة سمير اللغة الإنگليزية، عمل في الإذاعة أيضاً ونجح فيها، وقدمه لنا عبد الحليم حافظ في مشهد قصير صامت ضمن كومبارس أغنية (بحلم بيك) في فيلم (حكاية حب) أمام مريم فخر الدين وعبد السلام النابلسي عام١٩٥٩.
انعطافة مهمة
ظهر سمير، بوجهه المبتسم اللطيف، ضمن مجموعة من الكومبارس -كما ذكرنا- وهم يقفون في الشارع، والمشهد يروي لنا انعطافة مهمة في حياة البطل (حليم) حين تقدمه بالصدفة المذيعة المشهورة (آمال فهمي) في فقرة ضمن برنامجها الشهير (على الناصية)، ليغني فيستمع إليه مدير الإذاعة ويعجب بصوته ويتعاقد معه. كان ذلك أول ظهور لسمير صبري في هذا المشهد، من ثم توالت نجاحاته الفنية، كما ظهرت موهبته في الغناء.
ومن خلال موقف آخر -يرويه لنا- عن مدى تعاون الجيل القديم ومحاولتهم إنجاح ومساعدة أي فنان جديد يدخل الوسط الفني، وبطلة قصته هي الفنانة شادية.. يقول :
كان لي دور في فيلم (نصف ساعة زواج) مع شادية ورشدي أباظة وماجدة الخطيب والوجه الجديد أيضاً آنذاك عادل إمام، وكان الفيلم كوميديا خفيفة جميلة من إخراج مخرج روائع الكوميديا (فطين عبد الوهاب)، كان يجمعني بشادية مشهد في آخر الفيلم من المفروض أن نرقص فيه على ألحان موسيقى، وكانت السيدة شادية تتمرن على المشهد، ويقف الملحن العبقري بليغ حمدي في الاستوديو، وكنت أقف بالقرب منها، وبدأت أركب كلمات باللغة الإنگليزية على اللحن، وسمعتني شادية فقالت لي: كرر ما قلته، فخجلت وقلت لها: كنت فقط أدندن، فطلبت أن تسمعني، بعدها توجهت إلى بلبل (بليغ حمدي) وقالت له كلمات في أذنه -لم أسمعها- وإذا به يلتفت إلي، وهنا توترت جداً، وطلب مني أن يسمع ما أغنيه وأعجب به فعلاً، وأدخل الكلمات على اللحن مع الكلمات بالعربية، فأصبحت أغنية معروفة هي (سكر حلوة الدنيا سكر) وغنيتها مع شادية، كانت فرحتي لا توصف.
وفاء للسندريلا
أما في مجال تقديم البرامج التلفزيونية، فقد تميز سمير ببرامج عديدة منوعة مثل برنامجه الشهير (هذا المساء)، الذي استضاف فيه العديد من المشاهير وحاورهم بطريقته الجميلة وبخفة دمه وسرعة بديهيته، كما قدم العديد من الأفلام الجميلة، وتعاون مع عادل إمام في فيلمين من أجمل الأفلام هما (البحث عن فضيحة) 1973 مع ميرڤت أمين و (احترس من الخط) 1984 مع لبلبة، وكان اسمه في الدورين (سامي) حيث شاهدناه فيهما (كوميدياناً) مميزاً، ولاسيما أنه كان يقف إلى جانب الزعيم .. كذلك مثل فيلمه الثالث (المحفظة معايا) ١٩٧٨ ومثل فيه دور الشرير.
سمير صبري صديق جميع الفنانين وحبيب الكل.. مثل وغنى ورقص وقدم البرامج الممتعة كلها بنفس النجاح والخفة، كما قدم برنامجاً وثائقياً مهماً عن ملابسات وفاة سعاد حسني ٢٠٠١ الذي حاول واجتهد فيه ليفهم الجمهور أن وفاتها كانت مدبرة وليست انتحاراً، كما زعم بعض المسؤولين، حباً منه ووفاءً للسندريلا، وحقق هذا البرنامج نجاحاً لافتاً ومشاهدات كثيرة. .