سيدة المسرح العربي سميحة أيوب: المسرح ضل طريقه.. لكنه سيعود
إيمان حسن /
هي سيدة المسرح العربي بلا منازع، فإذا ما ذكر المسرح ذكر اسمها, ولدت في الثامن من آذار من عام 1932 بحي شبرا في القاهرة، بدأت مسيرتها الفنية في عمر الرابعة عشرة، ولعبت الصدفة دورها في دخولها هذا المجال، الذى شجعها عليه خالها الذى كان سنداً لها في هذا الوقت،
رفضها الفنان زكى طليمات، ولم يكن مقتنعاً بها، بينما رحب بها الفنان جورج أبيض ومنحها فرصة الانتساب إلى معهد السنيما. وبعدما شاهد زكى طليمات موهبتها في المعهد قدم بنفسه مذكرة إلى الوزير لمنحها حق الانتظام في المعهد وحصولها على مكافأة.. إنها الفنانة العظيمة سميحة أيوب. أول أعمالها المسرحية كانت مسرحية البخيل لموليير، التي قدمتها وهي مازالت طالبة في المعهد, كما قدمت مئة وسبعين عملاً مسرحياً, تنتقى أدوارها ببراعة تؤثر في الجمهور وتؤدي رسالة للمتلقي.
“الشبكة” التقت الفنانة القديرة سميحة أيوب، سيدة المسرح العربي، ودار معها هذا الحوار:
*ما رأى الفنانة سميحة أيوب في المسرح هذه الأيام؟
-الفن رسالة, والمسرح كالمنبر، لكن المهم هو ما تقولينه على المنبر: هل هو رسالة سياسية أو اجتماعية أو تربوية أو حضارية أم مجرد ثرثرة, فخشبة المسرح مؤثرة جداً في المتلقي.
* ليس كل ممثل يمكنه الوقوف على خشبة المسرح لتأدية دور وتقديم رسالة, ما مواصفات ممثل المسرح؟
-لابد من أن يكون عنده قبول من عند الله ومؤهل ومحصن ثقافياً جداً, فأدوات الممثل هي أن يكون موهوباً, مثقفاً, ولديه حضور لتتلقى منه, ويمكنك مناقشته, وكلامه يؤثر في المتلقي، أي أن عنده كاريزما خاصة.
المسرح والرسالة
*هل المسرح المصري -هذه الفترة- يقوم برسالته في الفن وتوصيل ما يجب أن يصل إلى المتلقيين المصري والعربي؟ وهل المسرح التجاري الذي يعتمد على الربح والخسارة يؤثر في الأعمال المسرحية؟
-المسرح في السنوات الماضية جنح قليلاً الى الخواء وإضحاك الجمهور من أجل لا شيء، بدون موقف يضحك. هذا في سبيله الى الزوال، ويمكننا القول إن هذا قد انتهى بنسبة 75% و الباقي 25% و هو أيضا في طريقه الى الزوال, فالمسرح يتغير حالياً مثله مثل المجتمعات التي تتغير, الدول التي تتغير, والشوارع التي تتغير, والفكر الذى يتغير, فهناك تغييرات للأحسن, والآن لا توجد مسارح تجارية، فنحن نعمل على مسارح الدولة وهي مسارح تؤدى رسالة، وليست تجارية.
“الشبكة” آخر ما قدمت..
*ماذا كانت آخر أعمال سيدة المسرح العربي على خشبة المسرح، ومتى؟
-كان عملاً مسرحياً اسمه “الشبكة” منذ ثلاث سنوات.
النص والحنين..
*هل يراودك الحنين للوقوف ثانية على خشبة المسرح؟
-لا يراودني الحنين للمسرح، بل يراودني الحنين للنص والرمز الذى سيقدم على المسرح, فأنا تثار شهيتي عندما أجد رسالة أقدمها للجمهور من خلال وقوفي على خشبة المسرح، فإذا ما وجدت النص الذى أجد فيه المقومات التي تريحني وتجعلني أرجع بها فلن أتردد في القبول.
“نقل عام”.. مسلسلي الجديد
*لسيدة المسرح العربي أدوار لا تنسى في التليفزيون من خلال تقديم المسلسلات الدرامية التي تجاوزت المئة عمل, هل سنرى أعمالاً درامية قريباً لك؟
-اقوم الآن بتصوير مسلسل اسمه “نقل عام” للمخرج عادل لبيب ومن بطولة محمود حميدة وسوسن بدر ودينا ومحمد عبد العزيز ومحسن محيي الدين.
الفنانون العراقيون
*هل هناك علاقة لسيدة المسرح العربي بالمسرح العراقي ؟
– بالنسبة للمسرح في العراق شاهدته كثيراً ولي العديد من الأصدقاء الفنانين العراقيين الذين تربطني بهم علاقات فنية وعلاقات إنسانية مثل عزيز خيون وزوجته المخرجة والممثلة العظيمة عواطف نعيم, والمرحوم المخرج الكبير إبراهيم جلال, والمرحوم الصديق الحبيب قاسم محمد, ومجموعة كبيرة من الفنانين لا يتسع المجال لذكرهم فهم مثل أسرتي الكبيرة الحبيبة، والمسرح العراقي يسير على الدرب وعلى الوتر ويقدم فناً راقياً ويقدم رسالة تنويرية للجمهور, ونرجو أن يرجع العراق كما كان من قبل ويأخذ مكانته.
*اذا عرض على الفنانة سميحة أيوب عمل للمسرح أو التليفزيون العراقي.. هل ستقبل؟
– بالتأكيد سأكون سعيدة جداً فسأستعيد ذكريات من أرقى الذكريات.