شارون ستون… الفتاة الريفية التي غزت هوليود

166

مجلة الشبكة /

في مدينة (ميدفيل) الصغيرة بولاية بنسلفانيا، يقود الأطفال الجرارات للوصول إلى المدرسة، وكانت العائلات تقتات على لحوم الغزلان التي يجري اصطيادها حديثاً عن طريق تعليقها على الأراجيح. كانت (ستون) ثاني أكبر طفل من بين أربعة أطفال، وكان والدها، الذي يعمل في نوبات مزدوجة في مصنع الأدوات والقوالب المحلي، من المناصرين للنساء.
كانت طفلة غريبة، وقد أخضعها والداها إلى اختبار ذكاء في سن الخامسة، وحينها علما أنها موهوبة. لذا جرت ترقيتها على الفور إلى الصف الثاني، لكن مديري المدرسة قرروا أنها لا تناسبهم، فأعادوها إلى المركز الأول. في سن الخامسة عشرة، وبينما كانت لا تزال في المدرسة الثانوية، شاركت بدورات في جامعة إيدنبورو القريبة، حيث درست الكتابة الإبداعية. وفي العام 2007 حصلت على الدكتوراه الفخرية بالفلسفة في الخدمة العامة.
الأحلام الكبيرة
ولدت شارون ستون عام 1958 في ميدفيل بنسلفانيا، وكانت الطفلة الثانية لوالديها. كان والدها عامل تلوين وعملت والدتها كمحاسبة. درست شارون الكتابة الإبداعية والفنون الجميلة في جامعة ولاية إدينبورو في بنسلفانيا.
عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها فازت بلقب ملكة جمال بنسلفانيا. بعد فوزها في مسابقات ملكات الجمال، انتقلت من منزلها وذهبت إلى نيوجيرسي لمتابعة حلم طفولتها في أن تصبح مارلين مونرو التالية. بدأت حياتها المهنية الناجحة كعارضة أزياء في نيويورك، كما عملت في وكالة عارضة الأزياء إيلين فورد، وتقدمت للعمل في مجلات الأزياء والموضة.
لم تكن ستون راضية عن عملها كعارضة أزياء، لأنها من الطبقة الوسطى، إذ ولدت لأبوين من تلك الطبقة، فقد كانت لديها أحلام أكبر. بعد فترة قصيرة في عرض الأزياء بدأت هذه الفتاة الطموح مسيرتها السينمائية في سن الثانية والعشرين، عندما اختيرت كممثلة إضافية في فيلم (وودي آلن).
كان أول دور لشارون في فيلم وودي آلن (ذكريات ستاردست) عندما كانت تبلغ من العمر 22 عاماً، اكتسبت فيه الشهرة، إذ سرعان ما أصبحت واحدة من أكثر المغنيات المحببات في صناعة الترفيه. وبعد أن أثبتت نفسها، كممثلة قابلة للتمويل، واصلت لعب الأدوار البارزة في المسلسلات التلفزيونية, لتعيش بعد ذلك فترة من الركود الانتعاش الحقيقي، لكن عام 1992 جاء بفيلم رائع لها هو (غريزة أساسية)، وفي دورها ككاتبة جرائم شرهة جنسياً، ما جعلها واحدة من أكبر النجوم في هوليود، وفي العام ذاته مثلت فيلم (الشظية)، الذي حققت من خلاله نجاحاً كبيراً في الخارج. في موقع تصوير هذا الفيلم التقت شارون بالمنتج (بيل ماكدونالد). الذي خطبها، ثم تزوجا لوقت قصير.
خسائر متتالية
على مدى السنوات العشر الماضيات، تعرضت شارون ستون لإجهاضين. ثم تعرضت لطلاق مرير من زوجها الثاني (فيل برونستين)، محرر صحيفة (سان فرانسيسكو)، إذ خسرت معركة الحضانة على ابنهما بالتبني. شهدت وفاة والدها المحبوب (جوزيف ستون) بسرطان المريء، وتحملت التقلبات النقدية والتجارية التي أبطأت مسيرتها السينمائية حين كانت تحلق في يوم من الأيام.
الآن هي والدة وحيدة لابنين آخرين تبنتهما، ومع ذلك، تظل هذه المرأة المستقلة، الذكية بشكل غير مألوف، فتاة ريفية إلى حد كبير، لكونها فتاة بنسلفانية قوية يدرس مسيرتها آباء من الطبقة العاملة يؤمنون بها ويحاولون أن يردوا الجميل إلى لآخرين. هذه الجذور هي مصدر مرونتها، تقول ستون “اعتقدت أنني لن أكون بخير مرة أخرى، ولكن يمكنني أن أكون على ما يرام “.