شذى حايك.. العراقيون أسياد الموسيقى والمقام

1٬231

مهدي مراد/

في مدينة سورية شرقي محافظة حماه وسط سوريا كانت صرختها الأولى، في مدينة تدعى السلمية وتلقّب بمدينة النور وتتميز بالآثار والتراث، فقد ولد في هذه المدينة شعراء ومفكرون كبار: سليمان عواد وعلي الجندي وفايز خضور وإسماعيل عامود وحميد الحاج وآخرون.
مدينتها المنفتحة على الحياة أثرت فيها، لاسيما وأنها ولدت وسط عائلة تعشق الغناء والموسيقى، كبر معها حب الموسيقى والغناء وتخرجت في المعهد العالي للموسيقى بدمشق عام 2006 .

إنها المطربة السورية شذا حايك التي التقتها “مجلة الشبكة” فكان معها هذا الحوار :

حكايتي

* ما حكايتك مع الموسيقى والغناء؟

– بين أحضان عائلة تحب الموسيقى وتستمع للفن الأصيل بدأت ميولي للفن والغناء والتمثيل في عمر صغير حيث كنت أخترع أزياء وأتخيل أنني على خشبة مسرح وأقوم بتقليد المغنّيات، كان يستهويني دولابا صغيرا خاصا لأمي …هناك الكثير من الكاسيتات وصور الفنانين على أغلفه الكاسيتات أيام الزمن الجميل، كانت هناك أم كلثوم وميادة الحناوي وفيروز وفايزة وأحمد رياض أحمد وصباح فخري ونجاة الصغيرة ومارسيل خليفة، كنت خجولة جداً في البداية ولم أفصح عن ميولي ورغبتي للغناء والمسرح.

أتذكر تماماً مقدار سعادتي عندما كنت أقتني كاسيتاً جديداً أو عندما كنت أقوم بترتيب قائمة من الأغاني وأذهب لتسجيلها في الاستديو.
الحفلات المدرسية

* متى أعلنتِ عن موهبتك؟

– بدأت أغني في الحفلات المدرسية وأشارك في فرق الشبيبة إلى أن دخلت المعهد المتوسط للموسيقى، وخلال هذه الفترة كنت أحضّر للدخول إلى المعهد العالي للموسيقى، حلمي الذي ناضلت لتحقيقه.

استمرت فترة دراستي 5 سنوات، بعد التخرج كنت عضوة في أكثر من فرقة موسيقية منها الفرقة الوطنية للموسيقى العربية، كما شاركت في الكثير من الحفلات الموسيقية كمغنية صولو على مسرح دار الأوبرا في دمشق وخارج سوريا.
أغانٍ

* ما أبرز أغنياتك؟

– كانت أول أغنية بعنوان “دعني” .. من كلمات وألحان الموسيقي السوري باسل داود، والثانية كانت قصيدة لدمشق بعنوان “هذه الشام” من ألحان الموسيقار الراحل سهيل عرفة وكلمات الشاعر توفيق أحمد، والثالثة كانت بعنوان “حبيبي تعال” من ألحاني وكلمات الكاتب نوار جبور. أما بالنسبة للنمط، أو اللون الموسيقي الذي أغنيه، فأنا أحب أن أغني كل الأنماط وأن لا أكون مقيَّدة بلون محدد.

متاعب المهنة

* هل ثمّة مصاعب تواجه مسيرتك الفنية؟

– بالتأكيد أواجه بعض المتاعب في عملي خصوصاً عندما أؤدي الفن الملتزم حيث تكون فرص التسويق والإنتاج والدعم قليلة.

الأغنية والحرب

* إلى أي مدى أثرت الحرب على الأغنية السورية؟

– الأغنية السورية واجهت بشاعة الحرب، ولكن برغم كل هذه البشاعة وهذا الوجع والمصاب الذي حلّ بهذا الشعب، فنحن مستمرون وباقون، أنا والكثير من الموسيقيين السوريين في سوريا وفي كل بقعة على أرض هذا العالم.

تراجع الأغنية العربية

* كيف تقيّمين مستوى الأغنية العربية اليوم؟

– نغنّي ونتغنّى بتراثنا وأغانينا، لكن الأغنية العربية باعتقادي في حال تراجع بشكل عام، من أهم أسباب تراجع الأغنية، من وجهة نظري، أن الإنتاج والتسويق (ونحن نعيش الآن في عصر التسويق) محصوران في الأغلب بالفن التجاري الذي يفتقر للتطور الموسيقي والكلام الجيد، ولا ننسى أيضاً الحروب والكوارث التي حلّت بالبلدان العربية وخصوصاً سوريا والعراق حيث التردي في الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأثره الكبير على الأغنية وتهديد هويتنا الفنية.

ومع ذلك أنا متفائلة، فمع كل هذا ربما تشهد الأغنية العربية في الفترة المقبلة نهوضاً كبيراً.

الأغنية العراقية

* وماذا عن الأغنية العراقية؟

– عندما يذكر الغناء العراقي فإن أول ما يخطر لي هو المقام العراقي وسادة المقام والإرث الموسيقي الغني والكبير والغناء التقليدي المتوارث والمقامات الصعبة الأداء، وبما أنني ولدت في مدينة لا يوجد منزل فيها إلا وقد ترددت فيه أغانٍ لناظم الغزالي وياس خضر وسعدون جابر وفؤاد سالم وحميد منصور…والقائمة تطول.

المقام العراقي

* ومالذي تعرفينه عن نجوم الفن العراقي؟

– الفنان والملحن العراقي كوكب حمزة والشاعر مظفر النواب وغيرهم كثر عاشوا في مدينتي، ومن العراقيين الذين أحبّوا مدينة السلمية والسبب يعود الى الانفتاح فيها، حيث التحرر النسبي في الثقافة والشعر والمعارضة السياسية والطيبة، إضافة الى عشق أهلها للفن العراقي، ما جعل هناك علاقات وصداقات عميقة مع الكثير من الفنانين العراقيين

رغبة

* هل ترغبين بزيارة العراق وإقامة حفلات في بغداد والمدن الأخرى؟

– بالتأكيد لديّ رغبة كبيرة وأتشرف بالغناء في موطن نشأة الحضارات أرض العراق، وغناء الأغاني التراثية العراقية القريبة لقلبي التي أؤدي بعضها في حفلاتي. كان الغناء باللغة الهولندية تجربة ممتعة أضافت لي الكثير، خصوصاً أنها لاقت تشجيعاً وصدى كبيرين عند الهولنديين عندما غنيت بطريقتي وأضفت الحسّ الشرقي للأغنية، ممكن أن أغني بأية لغة، لكن هذا لا يعني أنني إذا أديت أغنية بلغة ما ممكن أن أتكلم أو أتقن هذه اللغة.