فاطمة أبو هارون: المسرح بيتي الأول والسينما فضائي

48

 

حوار: محسن إبراهيم
تصوير: حسين طالب

ولدت في محافظة النجف، ونشأت في عائلة تحب الفن رغم بيئتها المحافظة. تحدت نفسها وانطلقت في عالم الفن، كسرت قواعد التقاليد، آمنت بنفسها وامتلكت القدرة على الاستمرار. في مسلسل (خان الذهب) .

كانت طلتها التي أحبها الجمهور، ومن التجربة السينمائية (آخر حلم) انطلقت خارج حدود المحلية. قدمت أدواراً مهمة في مسرحيتي (بانتظار غودو) و(توبيخ)، وحازت على جوائز عدة كأفضل ممثلة. مهمومة بقضايا المجتمع التي تحاول تسليط الضوء عليها من خلال أعمالها، سواء التلفزيونية أو في المسرح، وحتى السينما، واليوم تحاول تحقيق حلمها في الدخول إلى عالم الإخراج، إنها الفنانة فاطمة أبو هارون، التي كانت ضيفة (الشبكة العراقية) في هذا الحوار الذي ابتدأناه بسؤال:
* من النجف كانت الانطلاقة، هل تعتقدين أن بيئة الفنان يمكنها أن تكون عائقاً في مسيرته؟
– نعم، بالتأكيد البيئة لها تأثير غريب على كل شيء، على كل النساء. وخاصة بالنسبة لي، بيئة يصعب فيها قبول عمل المرأة في المجتمع، وبالأخص كفنانة.
* هل الموهبة وامتلاك القدرة يساعدان الفنان على الاستمرار؟
– الموهبة هي القضية الأكثر أهمية لأي فنان، لكنها ليست كافية في حد ذاتها، فالتعلم والتقدم من خلال تجارب الحياة يمكن أن يساعدا الفنان، والتعليم والقراءة مسألتان مهمتان لكل فنان، الاستمرارية تتطلب الصبر والتعليم، تماماً كزراعة محصول.
* ما الذي استفزك لدخول عالم السينما؟
– نشأت في كنف عائلة محبة للفن منذ أن كنت طفلة، ونظراً لأني مُحبة للفنون بأنواعها، ومن ضمنها السينما، (الفن السابع). في البدء دخلت إلى عوالم المسرح ثم سلكت دروب السينما، أشعر أن في السينما رسالة من أعماق قلبي، ومن واجبي إيصال هذه الرسالة، شعلة في داخل كياني استفزتني ودفعتني لدخول هذا الفن، كما أن للأفلام والمسارح والكتب، إضافة لما تعلمته من والدي، كل هذه التفاصيل كان لها تأثير كبير في اختياراتي ومسيرتي.
*في فضاءات السينما والمسرح والتلفزيون، أين تحب (أبو هارون) التحليق؟
-المسرح هو بيتي الأول، تعلمت من المسرح الصوت والتعبير وتقدم الفن، أما في السينما فيمكنك أن تحلق إلى العالم كله دون أن تحتاج إلى ترجمة لإيصال رسالتك. فضلاً عن تلاقح الأفكار التي نغذي بها أنفسنا سينمائياً.
*يقال إن المسرح هو من يفتح الباب أمام الإبداع، ما رأيك؟
-نعم، كما قلت، المسرح هو بيتي الأول، وهو فعلاً فتح لي الكثير من الأبواب وجعلني أسير بخطى ثابتة في عالم الفن. في المسرح تعلمت الكثير، مثل لغة الجسد، فضلاً عن الاحتكاك المباشر مع الجمهور، المسرح يمنحك الخبرة والقدرة على مواجهة الجمهور، وهو ما تفتقده السينما والتلفزيون.
*في بداية كل مشوار فني نجد أن على الفنان الاختيار ما بين النوع والكم، لمن مالت الكفة بالنسبة لكِ؟
-بالنسبة لي النوعية أهم من الكم، لأن تأثيرها أكبر، حتى وإن كان مشهداً قصيراً، إذا تضمن رسالة عميقة فهو سيبقى وسيكون تأثيره أعمق، وهذه المسألة أيضا تعتمد على تأثير الممثل بالجمهور. كثير من الممثلين قدموا دوراً واحداً أو شخصية واحدة في عمل ما، لكنهم تركوا أثراً واضحاً في ذاكرة المشاهد، رغم اختفائهم عن الساحة الفنية.
*هل على الفنان أن يتمتع بثقافة عامة؟
– هناك علاقة وثيقة بين الفن والثقافة، كلاهما يرتبطان ارتباطاً وثيقاً بالواقع والقضايا التي تسود فيه، ويمكن اعتبار الثقافة بأنّها عامل مهم في تشكيل مواضيع الفن، إذ تنعكس هذه الثقافة على الفنّ بأشكاله المختلفة، من رسم، ونحت، وموسيقى، وكتابة، ومسرح، وغيرها، وفي رأيي أن الفنان مثل عالم النفس، يجب أن يكون على دراية بأخلاقيات المجتمع وأسراره، كالرياضي الذي يجب أن يكون صبوراً وأخلاقياً، ومثل المعلم الذي يجب أن يتعلم دائماً، هنا تكمن أهمية الثقافة العامة للفنان.
*أنتِ في طور تعلم كتابة السيناريو والإخراج، هل في خلجات نفسك شيء محبوس تريدين إطلاق سراحه؟
-نعم، الإخراج عملية صعبة للغاية، لكنني مازلت أتعلم حتى أتحمل هذه المسؤولية فيما بعد، في الحقيقة هي ذات الشعلة الداخلية التي تكمن في نفسي كما ذكرت، وأن أساس كل فن هو الكتابة، ومازلت أقرأ وأكتب، أشعر بأني لست جاهزة تماماً بعد.
*في (آخر حلم) حصدت جوائز عدة، هل هذا آخر الأحلام؟
-بالتأكيد لا، مازلت أفكر بطموح أكبر من ذلك بكثير، ومتأكدة أنني مازلت لم أوصل صوت العديد من الشخصيات إلى العالم.
*هل حقاً أن لـ (ممثل) وسائل التواصل الاجتماعي الأولوية في حصوله على الأدوار من الممثل صاحب الخبرة والموهبة ؟
-لسوء الحظ، أو لحسن الحظ، نعم، لكن في بعض الأحيان يكون الناس موهوبين في وسائل التواصل الاجتماعي.
واستطاعوا إيجاد طريقة سريعة للوصول إلى جماهيرهم، وهناك ممن هم مثلي، لا يملكون موهبة التسويق في مواقع التواصل الاجتماعي، لكن لديهم القدرة على التمثيل، لذلك يكون طريقهم أطول.