فرقة “طيور دجلة” في السويد تنقل المتلقي إلى عوالم ساحرة
سمير ناصر /
حققت فرقة طيور دجلة في السويد بقيادة المايستروعلاء مجيد، نجاحا كبيرا على المستويين العربي والعالمي، في نقل التراث العراقي الأصيل وأرشفته، من خلال اداء عدد من النسوة العراقيات اللائي وضعن حب العراق وتأريخه وأمجادة وتضحياته في قلوبهن،
ونقل الصورة الجميلة عن العراق من خلال هذه الألحان والأغاني التي أبهرت جمهورا كبيرا جدا من المتابعين لها في مملكة السويد أو الدول العربية والأوروبية التي زارتها هذه الفرقة .
رسالة الفرقة
رئيس الفرقة علاء مجيد يحاول قدر الامكان تقديم التراث العراقي بطريقة جميلة وراقية ابتداء من الملابس التراثية الخاصة بالفرقة والتي كانت من أفكاره وتصميمه وقامت السيدة سمية ماضي برسمها وتخطيطها ثم قامت السيدة دليلة بن وطاف برسمها وتطريزها على القماش,اختيار الأغاني كان مدروسا، كذلك طريقة الأداء واستخدام التعبير الموسيقي والأدائي وسيلة لتحقيق ذلك، كل ماتقدم اسهم أن تكون للفرقة بصمتها الخاصة ونكهتها لذلك فقد استقبلها الجمهور العربي والأوروبي بشكل ملفت للنظر.
طيور المحبة
الجميع يعلم أن تراثنا الموسيقي والغنائي العريق قد انتهك وذلك من خلال حرق وسرقة مكتبة الاذاعة والتلفزيون في العراق إبان الغزو الأمريكي على العراق، في حين كنا نمتلك في العراق أكبر وأضخم مكتبة صوتية وتلفزيونية في بلدنا، لكن هكذا اراد أعداء العراق من غزاة لتخريب ماتبقى في بلدنا, لذلك أخذ المايسترو علاء مع أعضاء فرقة طيور دجلة بتسجيل التراث العراقي وبأجمل صورة والعمل على نشره والأهم من ذلك أرشفته كي يبقى أرثا موسيقيا للأجيال القادمة، تم أرشفة أكثر من ثمانين أغنية عراقية تراثية فالبعض من تلك الأغاني قد يكون غير موجود حتى في صفحات الانترنت او اليوتيوب وهذا ما لمسه الجمهور العراقي والعربي من خلال مشاركة الفرقة في العديد من المهرجانات الدولية منها مهرجان المالوف الدولي في الجزائر ومهرجان الموسيقى في الكويت وكانت للفرقة بصمة كبيرة وملفتة لدى المتلقي فضلا عن الأوسمة والشهادات التقديرية. فضلا عما حققناه في الجانب الفني والعملي في نشر التراث العراقي وارشفته فقد حصلت الفرقة على لقب سفير النوايا الحسنة من قبل منظمة اللاعنف التي مقرها في سويسرا وذلك لجهودها في نشر التراث واستخدام الموسيقى وسيلة لنشر المحبة والسلام ونبذ العنف. كما حصل قائد الفرقة على صفة سفير للنوايا الحسنة من قبل ذات المنظمة اما في الجانب الفني فقد حققت الفرقة سبقا فنيا تأريخيا لم يسبق لأحد أن قام به.. وهو مصاحبة الأوركسترا السيمفونية السويدية للفرقة في مهرجانها السابق حيث رافقت الأوركسترا السويدية وعزفت أغاني عراقية بطريقة سيمفونية وقام بتوزيع الأغاني الفنان علي خصاف وكان ذلك حدثا ثقافيا عراقيا وعالميا.
أحياء التراث
عضوات الفرقة ميلاد خالد وبسعاد عيدان وليلى خلف وحنان نيسان أوضحن أن رسالة الفرقة قد وصلت الى عدد كبير من المتابعين لمهرجانات ونشاطات الفرقة من أماكن مختلفة وعديدة في العالم، ولكن كما هو معروف أن اليد الواحدة لاتصفق ونعني بهذا الجانب الحكومة العراقية التي يتطلب منها أن تدعم وتساند جميع أنشطة الفرقة بكل ما هو متاح، فكل تلك النجاحات كانت بجهود جبارة من عضوات فرقة طيور دجلة ويسبقهم المايسترو علاء مجيد حيث تقوم الفرقة بما يضاهي عمل مؤسسات ووزارات من أجل تقديم ما يليق بأسم العراق، وأن سبب التزامنا الكامل واصرارنا على بذل كل مايمكن من جهود هو لايصال هذه الرسالة، بأن المرأة العراقية اثبتت وتثبت شجاعتها وقوتها وحتى جمالها على مر العصور ، هنا في بلد المهجر مهمتنا أكبر وهي اثبات وجودها الذي شوهته الحروب والنزاعات الطائفية، موضحات أن للفنان علاء مجيد دوره الكبير في قيادة الفرقة وابراز هويتها، فهاجسه وهدفه الأول اعادة ما طمر ودفن من تراث موسيقي أصيل وهذا الشيء ما اتفق عليه فيما يخص انعاش واعادة الحياة لتراثنا، كما له الدور الأهم في صقل وتدريب الأصوات وذلك من خلال المحاضرات والدروس الموسيقية والغنائية التي يواكب الجميع على حضورها لإتقان الأغاني صوتا وتعبيرا.