فوزية الشندي: هند أقرب لي من هديل!

2٬122

قحطان جاسم جواد /

هي (الآنسة قواعد) في مسلسل (أين مكاني من الإعراب)، وهي (رازقية) في تمثيلية (رائحة القهوة).. هي ثاني فتاة في الدورة الثانية لمعهد الفنون الجميلة، وأول طالبة في كلية الفنون الجميلة. وهي أم النجمتين المعروفتين «هند وهديل.» وهي إحدى نجمات الجيل الذهبي في العراق ممن تركن بصمة واضحة في المشهد الفني، ذلك الجيل المثقف الذي سعى لتقديم رسالة الفن السامية. إنها فوزية الشندي، أستاذة الفن ونجمة الدراما، تستقر الآن في لندن لكن قلبها يسكن بغداد.

*هل تتابعين الحركة الفنية في العراق؟

– وهل يمكن ترك الفن العراقي وعدم مشاهدته.. اني استمتع بالعمل العراقي. وقد شاهدت مؤخراً بعض الأعمال التي تستحق المشاهدة، منها (رجال وقضية، الباب الشرقي، وآخر الملوك) أعمال لطيفة وأفضل من غيرها، وفيها جهد كبير في الأداء والنص والإخراج.

* عدم ممارسة الممثل لعمله، ألا يؤثر على أدائه؟

– الذي يود البقاء في الساحة ويمثل كل ما يعرض عليه لمجرد البقاء في الساحة فهذا أمر خطير. وأنا لست من هذا النوع.. لكن الفنان الذي يترك عمله لفترة لابد أن يتأثر أداؤه.

*ألم تفكري بكتابة مذكراتك الفنية؟

– عملت سيناريوهات عن حياتي (بعضها وليس كلها) وأقدم وأنتج في شركة الأندلس في الأردن. وإذا أعطاني ربي العمر ربما أصدرها كتاباً.

* ما سبب مغادرتك الى عمان ولندن؟

– ظروف خاصة وأخرى عامة. لكل فنان وقت يتألق فيه لاسيما حين يكون شاباً.. كلها مررت بها وشبعت من العمل والجوائز في السينما والمسرح والتليفزيون، ولابد أن هناك وقتاً نستريح فيه.. كنا في زمن ذهبي من العمل الفني.. وحين وجدت أن أعمالنا أقل مستوى فلابد للفنان المبدع، الذي يحترم فنه ونفسه، أن ينسحب وهو في أوج تألقه وعطائه، لذلك انسحبت وسافرت الى الخارج، بعدما تركت أثراً اجتماعياً وثقافياً وفنياً في المشهد الفني في العراق.

*وقبلها سحبتِ نفسك من المشهد الفني؟

– سحبت نفسي يعني أنني متّ! وها أنا أقف أمامك حية! وأنا دائماً موجودة في المركب الذي يسير بأمان… ويسير في مياه صافية.. وجاءت فترة لم نعد نمثل فيها، لكننا بقينا في أجواء الفن والثقافة.. نفكر جيداً ونكتب جيداً ونقرأ جيداً ونشاهد جيداً. وهي فرصة لنا للتأمل والتفكير والمشاهدة والقراءة، حتى نتعلم من إبداعات الكبار، لأننا نعمل باستمرار وفرص القراءة والمشاهدة كانت قليلة بحكم ارتباطنا بأعمال مستمرة، وهذه فرصة الاستراحة التي يجب أن يتمتع بها كل فنان.

*يعني انسحابك كان برغبتك أم…؟

– ليس انسحاباً، بل سافرت الى خارج العراق، وعملت في جامعة اليرموك لثماني سنوات، وقد تغيرت عليّ جغرافية المكان وابتعدت عن أعمالي وأصدقائي. مع ذلك درست في الجامعة وأخرجت أعمالاً، منها ست عشرة مسرحية، وكتبت وأشرفت على الدراسات العليا. كنت أدرس المكياج والإلقاء والصوت والتمثيل والإخراج المسرحي ودراما القرن العشرين والدراما العربية، أي أنني لم افترق عن اختصاصي لكني ابتعدت عن الشاشة حسب، لأنني لا اشتغل في اعمال تليفزيونية لا تليق بتاريخي ومسيرتي، خصوصاً أني أتعامل مع الدراما الثقافية التي لم أجدها بصراحة في الأعمال الموجودة على الساحة الفنية، ثم غادرت الى لندن وفيها العمل صعب جداً وليس هيناً بحكم قلة الأعمال والمكان للعرض.

* وفي لندن؟

– شاركت في نشاطات المركز الثقافي العراقي والمركز الإسلامي المنفتح على الثقافة العامة على نحو كبير.

*لو قارنّا بين دراما اليوم مع أعمالكم السابقة؟

– لا تقاس أبدا… كل الذي يقدم لا يقاس بالماضي.. لأن فناني الماضي رسموا أعمالهم بريشة خاصة وحيث تجمعت الريش لتصنع أعمالاً كبيرة.

* من لفت انتباهك من الفنانين في الأعمال التي شاهدتِها؟

– هناك مجموعة منهم خليل فاضل ابن الفنان الراحل فاضل خليل وهو فنان جيد، كذلك احدى طالباتي في الأردن الفنانة ريام الجزائري ابنة المذيعة فريال حسين من زوجها المخرج سليم الجزائري.

*آخر قراءاتك؟

– هناك كاتب عراقي متميز جداً اسمه (عامر حسين) يعيش في الدانمارك منذ ثلاثين عاماً ثم جاء الى لندن، لديه روايات منها (المجانين) و(المأزق) وواحدة في الطريق قرأتها وأعجبت بها… وشعرت بالخجل لأن هذا الكاتب لم يحصل على نوبل او البوك على رواياته لما فيها من قيم ثقافية.

* ماذا تستمعين من أغان؟

– أية أغنية للطيفة، وأي صوت جميل ولحن مؤثر أسمعه.

*مثلاً؟

– أحب أبو بكر سالم ومن العراقيين ألحان طالب القرة غولي في جميع الأصوات التي لحن لها، إنه فنان كبير وراقٍ، رحمه الله.

خليفتك

*هل رأيت نفسك في إحدى الممثلات؟

– سؤال ذكي وسأجيب عليه بصدق: الشاعرة ورود الموسوي، لو أنها طالبة عندي، لحصلت على مئة في المئة لتقطيعها الدرامي وأدائها الجميل، وهي مرهفة الحس وتعيش في لندن، أجدها مثلي في شبابي من حيث الحيوية والعطاء والحماس والثقافة.. تذكرني بشبابي لاسيما حين كنت أقرأ الشعر.

* من أقرب إليكِ فنياً من بناتك.. هند أم هديل؟

– لكل واحدة لونها الخاص، هند برستيج وهديل أحبها وأتعاطف معها بسرعة.. وكل واحدة تعمل حسب طبيعتها، وأعتقد أن هنداً أقرب لي من ناحية الأداء، وطبقة الصوت.

بغداد عشقي

* العودة الى بغداد؟

– بين فترة وأخرى أعود الى عشقي – بغداد- الجميلة الرائعة، وقد كتبت عملاً جميلاً عن بغداد، وأنا أتعامل مع الجهات الرسمية في العمل، ولن انقطع عنها رغم وجودي في لندن.

* هل توافقين على العمل مجدداً؟

– نعم، لكن بشرط.

*وهو ؟

– أن يتلاءم الدور مع تاريخي الفني وشخصيتي الفنية… وأن يقول المسلسل جملة مفيدة وأن تكون لغته عالية.
سبعة أفلام وتسع وخمسون مسرحية

* ما رصيدك في السينما؟

– سبعة أفلام سينمائية منها (وجهان في الصورة) لحسن الجنابي و(رأس الملك سنطروق) و(بابل حبيبتي) لفيصل الياسري و(الجابي) مع جعفر علي و(يوم آخر) مع صاحب حداد.

*ماذا عن المسرح؟

– أنجزت تسعة وخمسين عملاً مسرحياً منها (شهرزاد) لجعفر السعدي و(مصرع كليوباترا) لابراهيم جلال و(تاجر البندقية) لسامي عبد الحميد و(النسر له رأسان) و(وراء الأفق).