فيلم النسويَّة (باربي) يثير جدلاً واتهامات بـ (تأنيث) العالم الرجولي!

129

آمنة المحمداوي – فرنسا/

في بورصة الفن الأوروبي وشريط السينما العالمية، يمرُ سكريبت المشاهد على الذاكرة، فإمّا أن يطفئها مثل حبَّةِ منوّم، أو يُذهلها إلى الأبد بذكاءٍ احترافي ولباقة نصٍ لا علاقة لهما بالتمثيل.
أنسنة الدمية الشقراء (باربي) هي ثيمة سينمائية متكررة، لكن السكريبت هذه المرَّة مُلغم بتسويقٍ (فمنستاوي) مبطن وميّال لتأنيث العالم من خلال جدل التمكين والهويات الجنسانية والنوع البايولوجي، وقطعاً لا تمرره بتلك الحرفية غير مجموعة (ماتيل) العملاقة، صانعة دمية باربي الشهيرة، التي كلفت ممثلة ومخرجة أفلام مستقلة تُدعى غريتا غرويغ، المعروفة بدعمها قضايا النسوية، علماً أن الممثلة التي تلعب دور باربي مارغو روبي هي صاحبة المبادرة، ولعل ذلك يعتبر كافياً لاعتقاد النقاد الغاضبين بتوجيه العقل الباطن سينمائياً نحو فلسفة مبنية على مغالطة أن المرأة كي تنجح يجب أن تتخلص من الرجل أو على الأقل أن تقلص دوره!
شطارة وتسليع ليبرالي
قطعاً، لا يمكن تجاوز فكرة الشطارة التسويقية باعتباره الفلم الأول حالياً في شباك التذاكر العالمي، فالمليار دولار أصبح في متناول الجيب، علماً أن تكلفته 125 مليون دولار، مقابل أنه حقّق إيرادات عالية بنسبة 500 مليون دولار في بضعة أيام، رغم منع عرضه في بعض الدول اعتراضاً على توجهاته السياسية المرمَّزة، حيث وظف بعض القضايا التي يدعو لها الواقع الليبرالي المعاصر، بألوان (باربيلاند) المبهجة والأجواء (الكيتش)، مع ممثّلين يغلب عليهم حسن الهندام وموسيقى تصويرية حاضرة.
تشبّه.. لا مساواة
تشجيع صريح على تأنيث العالم واستهداف الرجولة وإخضاعها للعالم الوردي (الأنثوي)، هو ما اعتبره الكثير من الرجال في الواقع، وذلك بدفع الرجال نحو مشاركة الإناث في عالمهن بشكل معمق بعيداً عن الدعوة لـ (المساواة) أو التضامن مع النساء، لا بل إنك متهم بعداء النساء حتى ترتدي ملابسهن لتثبت براءتك، علماً أن الترويج للفيلم كان مبالغاً فيه ولا يناسب حجم الفيلم الضئيل.
عالم رجال رجال
احتواؤه على عالمين متناقضين ومتصارعين أمام باربي في الفيلم، عالم الدمية المنقّح المبهر، حيث كل شيء يتسم بالجمال والمثالية، وعالمنا نحن الذي تحكمه الأفكار البالية من أبوية إلى احتقار النساء (بحسب الفيلم). اعتبره البعض دلالة على رفض شكل الحياة الطبيعية، أما البطل الذي يفترض بأنه رجل، فقد لوحظ تشابه دوره تماماً مع باربي حتى في مظهره، إذ لم تظهر على جسده شعرة واحدة، في إشارة واضحة -كما يعتقد- للتشبه الأنثوي تحت عنوان دعم المرأة أو تمكينها.