فيلم “جنائن معلقة” يحلــــق بجناحـــــي الذهب

352

محسن العكيلي /

فاز فيلم “”جنائن معلقة”” بالجائزة الذهبية في مهرجان البحر الأحمر الذي أقيم في المملكة العربية السعودية بمشاركة 61 بلداً، بـ41 لغة، فضلاً عن استضافة المهرجان 34 عرضاً أولاً لأفلام عالمية، و17 عرضاً أولاً لأفلام عربية، و47 عرضاً لأفلام من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
الفيلم يتحدث عن صبي اسمه (أسعد) يعمل مع شاب آخر اسمه (طه) في ساحة كبيرة للطمر الصحي في أحد أحياء بغداد. يستيقظ أسعد وطه فجراً ليشقا طريقهما إلى الطمر، الذي هو عبارة عن خليط من السموم المنبعثة من تلال النفايات الممتدة على الأرض تتخذ منها مئات العوائل مهنة لها، ليعثر المراهق أسعد على روبوت لدمية أميركية بحجم إنسان، فيعرضها على صديقه طه كهدية لإشباع رغبته العاطفية، لكن طه يهاجمه بتهمة خرق الأعراف والقوانين الأخلاقية. وبالصدفة يكتشف صبي آخر اسمه (أمير) الدمية، وعلى الفور يعي إمكانياتها ليجبر أسعد على العمل معه بالشراكة، فتنجح تجارتهما وتدر الكثير من المال عليهما، مع ذلك يدرك أسعد أنه مستغل.
تُختطف الدمية بدوافع الغريزة فيخاطر أسعد بحياته لإنقاذها، متخفياً من عيون وتقاليد المجتمع التي تطارد طه وتطالبه بالتصرف وغسل العار. يهرب أسعد محاولاً حماية الدمية إلى ناقلة جنود أميركية مهجورة، إلى ملجئه في (الجنائن المعلقة)، لكن الأوان كان قد فات، فقد دُفنت الدمية مع جميع أحلامه ليبدأ أسعد رحلة جديدة من أجل كبريائه بالبحث عن دميته المخطوفة.
واقع عراقي
يقول مخرج الفيلم (أحمد ياسين): “كان لابد لي من أن أقدم فيلماً يتحدث عن الواقع العراقي، فيلماً عراقياً خالصاً، وكما يقال فإن أهل مكة أدرى بشعابها، إذ لا يمكن لأي مخرج غير عراقي سرد قصصنا التي يزخر بها المجتمع. جرى تصوير فيلم (جنائن معلقة) عن طريق الدعم المحلي, وهو على المستوى الحكومي يعتبر كبيراً مقارنة مع المشاريع السينمائية السابقة، ولاسيما من وزارة الثقافة العراقية، إذ جرى دعم المشروع مادياً ضمن منحة الأفلام للإنتاج المشترك المقدمة من وزارة الثقافة العراقية.”
وأشار المخرج إلى التسهيلات والموافقات اللوجستية التي قدمت من “شبكة الإعلام العراقي” ودائرة العلاقات الثقافية في الخارجية، وأيضاً الحصول على دعم وزارة الداخلية من خلال توفير الحماية لفريق العمل أثناء التصوير، فضلاً عن مساهمة أهالي مدينة الصدر بتأمين المواقع طوال فترة الإنتاج والتحضير، إضافة إلى الدعم الصحي من قبل وزارة الصحة العراقية، إذ جرى التصوير أثناء فترة حظر التجوال إثر أزمة جائحة كورونا، فقد جرى تأمين الفريق صحياً من قبل الوزارة، والقدرة على التصوير دون إصابة أحد من طاقم العمل والممثلين.
وعلى مستوى القطاع الخاص، مُنح الفيلم رعاية خاصة لتغطية أهم احتياجات الإنتاج، مثل النقل، كما جرى اختيار كل من الطفلين (حسين محمد)، الذي أدى شخصية (أسعد)، و(أكرم مازن) الذي لعب شخصية (أمير) والممثل الشاب (وسام ضياء) لشخصية (طه)، والممثل القدير جواد الشكرجي في دور (الحجي)، ومجموعة من الممثلين المحترفين. شارك الفيلم في مهرجانات عدة وحاز على الجائزة الخاصة في مهرجان فينيسيا الدولي .وأخيراً حصوله على الجائزة الذهبية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي من بين عدة أفلام من مختلف بلدان العالم.

خطوة صحيحة
أما الفنان وسام فاضل الذي جسد شخصية طه فقد تحدث قائلاً:
“اللقاء الأول كان في مقهى شعبي في بغداد حيث تحدثت مع المخرج عن قصة شخصية حدثت معي. بعد سنة من هذا اللقاء طلب مني الاشتراك في فيلم يعد له. وحين قرأت النص للمرة الأولى شعرت بالخوف لأننا نعيش في وضع لا يمكن أن تعبر فيه عن رأيك بوضوح. القراءة الأولى كانت خطرة لذا طلبت من مخرج الفيلم أن يضمن سلامتي إن اشتركت في هذا الفيلم. وبمرور الزمن وحين قراءتي للنص أكثر من مرة، اكتشفت أن هناك تشابهاً الى حد بعيد بيني وبين شخصية طه بطل الفيلم. وشخصية طه شخصية معقدة تخفي رغباتها ولا تستطيع البوح بها، وهذا ما حفزني لأن اشتغل على الشخصية بشكل صحيح، لأن هناك الكثير من الشباب هم قريبون من هذه الشخصية. سعداء جداً بهذا الفوز الذي يعتبر بمثابة خطوة صحيحة على طريق سينما عراقية واعدة سيكون لها سبق المنافسة في المهرجانات السينمائية العالمية.”