فيلم روزبه.. سيرة الصحابي سلمان المحمدي

1٬847

محسن إبراهيم /

للسينما أسلوبها الخاص في مس المشاعر الإنسانية ومخاطبة الوجدان من خلال إعادة أشخاص مميزين الى الحياة لتمنحنا فرصة الرؤية بأعين تلك الشخصيات. وطالما كانت الرغبة في التعرف على التاريخ وشخصياته جزءاً من الثقافة الإنسانية,فإن السينما أثبتت تفوقها على الأساليب الأخرى كالكتب والروايات في تجسيد شخصيات تاريخية على شاشات السينما, لتنشر الأفلام بانوراما الماضي ما يحعلنا فعلاً نعيش تلك اللحظات بشغف كبير.
على صالة المسرح الوطني انتقلنا الى فترة تاريخية مهمة وفرتها لنا العتبة العباسية المقدسة ومركز الكفيل للإنتاج الفني بإنتاجها فيلم (روزبة) الذي يروي سيرة حياة الصحابي الجليل سلمان المحمدي.
24 يوماً و59 دقيقة
يعتبرفيلم (روزبة) من الأفلام الروائية السردية، كتب السيناريو له وأخرجه المخرج الشاب أزهر خميس لصالح العتبة العباسية المقدسة كأول إنتاج سينمائي لها. والمخرج أزهر هو موثّق للسير في التاريخ الإسلامي و الإنساني في العموم ومسؤول وحدة الأفلام الوثائقية والسينمائية في مركز الكفيل للإنتاج الفني التابع للعتبة العباسية المقدسة .وهذا رابع عمل سينمائي له حيث بدأ العمل مع فيلم (أبوطالب) ومن ثم فيلم (خديجة الكبرى) وفيلم (مالك الأشتر). الأفلام الثلاثة هي أفلام وثائقية سينمائية بطريقة الدكيودراما.
يروي الفيلم سيرة الصحابي الجليل سلمان الفارسي (رض) منذ ولادته ومراحل عمره والظروف الاجتماعية والسياسية التي مر بها انتهاءً بلقائه بالرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي أطلق عليه اسم (سلمان المحمدي) وحتى وفاته عام 34 للهجرة في المدائن. تمت كتابة الفيلم كقصة وسيناريو في مدة خمسة أشهر، وتم الانتهاء من تصويره في نهاية السنة الماضية 2018، وابتدأت عمليات المونتاج في بداية السنة الحالية 2019. مدة الفيلم (٥٩ دقيقة) واستغرق التصوير فيه نحو (٢٤ يوماً) مع كادر محترف, وصورت مشاهده في إيران بمدينة نور تابان وهي أكبر مدينة للإنتاج السينمائي، والتي أنشئت بكادر إيطالي لصالح الفيلم الخاص بالمخرج مجيد مجيدي (محمّد رسول الله).
يتحدث الفيلم عن المراحل العمرية التي مر بها سلمان المحمدي وأهم الأدوار تكمن في مرحلة عمره مابين ١٠٠ إلى ٣٠٠ عام, وتم اختيارشخصيتين للبطولة هما (حميد تاج دولتي) الذي أدى دور سلمان في مراحله العمرية المتأخرة و(إحسان روشان سلمان) الذي أدى دور مرحلة الشباب, جسد أدواره: ارمان مرادي (طفلاً) وإحسان روشان (شاباً) وحميد تاج دولتي (كبيراً)، فيما كان التصوير لمحمد صادق رمضاني وياسر محمد نصر اللهي، والموسيقى التصويرية سعيد عظيمي، والمكياج بيام ابو الحسن. تألق المخرج السينمائي الكربلائي الشاب، أزهر خميس، في عمله الجديد والكبير الموسوم (روزبة).
حضور مميز
حضور مميز كان على قاعة المسرح الوطني من قبل الشخصيات الفنية ووسائل الإعلام بعد أن تم الإعلان عن العرض التجريبي للفيلم. الحضور كانوا في ترقب وتوجس, فالفيلم هو فيلم عراقي خالص إخراجاً وإنتاجاً. بدأ العرض وتابع الحضور بشغف أحداث الفيلم التي مرت بسلاسة نظراً للأسلوب الذي اتبعه المخرج في سرد الحكاية بجرأة وحِرفيّة. الكادر الفني المحترف الذي اختاره المخرج من ممثلين وخبراء الأزياء والأكسسوارات والإضاءة ومواقع التصوير والصوت والموسيقى والمونتاج كان له الأثر الواضح في نجاح الفيلم الذي نال استحسان النقاد.