فيلم مصري برؤية عراقية.. 122 يحقق نجاحاً ساحقاً أينما عُرض

1٬408

أحمد سميسم /

بحضور جماهيري وفني وإعلامي كبير، شهد دار العرض السينمائي في (مول بغداد) العرض السينمائي الخاص الأول للفيلم العربي الذي حمل عنوان(122)، من إخراج المخرج العراقي ياسر الياسري وإنتاج المنتج العراقي سيف عريبي، ومن تأليف صلاح الجهيني،تمثيل نخبة من نجوم الفن العربي ومنهم: الفنان طارق لطفي، أمينة خليل، أحمد داود، أحمد الفيشاوي، محمد ممدوح، جيهان الخليلي، أسماء أبو زيد، وآخرون. ويعد الفيلم هو الأول في تاريخ السينما العربية من حيث التقنية الفنية المستخدمة في عرضه (DX 4) التي تسمح للمشاهد بأن يعيش أجواء العرض بصورة عميقة وحقيقية وتجعله يشعر كما لو أنه أحد أبطال الفلم.
الفلم حقق إيرادات مالية كبيرة وتصدّر شبّاك التذاكر في الدول العربية من خلال عرضه في 70 دار عرض سينمائية في أكثر من دولة عربية منها مصر، ودبي، والإمارات، والسعودية، والعراق، والبحرين، والكويت، وعمان. كما تمت دبلجة الفيلم الى اللغة الهندية التي يتحدث بها أكثر من مليار شخص في دولة مثل الهند، كما أنه يعد الإنجاز الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي في مجال السينما العربية.
كان التفاعل مع الفيلم من قبل الجمهور كبيراً واستطاع أن يثير إعجابهم ويحبس انفاسهم داخل قاعة العرض طوال وقت الفلم البالغ (95) دقيقة من الإثارة والتشويق. اسم الفيلم مأخوذ من رقم شرطة الطوارئ (122)، وتدور أحداثه في إطار قصة حب بين شاب من الطبقة الشعبية وفتاة من الصمّ والبكم، تقودهما ظروف الحياة الصعبة الى الدخول في عالم من العمليات المشبوهة، إلا أنهما يصابان بحادث سير يقلب حياتهما رأساً على عقب ليتم نقلهما الى المستشفى ليبدآ في مواجهة أسوأ كابوس في حياتهما: المتاجرة (بالأعضاء البشرية) من قبل طبيب يستغل نفوذه وتأثيره في المستشفى، (شخصية دكتور (نبيل) قام بتجسيدها الفنان طارق لطفي) ليقضيا أوقاتاً مفزعة ومثيرة بين أروقة المستشفى.
“مجلة الشبكة” حضرت عرض فيلم (122) وكانت لها لقاءات مع أبطال العمل حيث استطلعت آراء الحاضرين من الفنانين:
لا أخشى المجازفة!
بطل فيلم (122) النجم المصري “طارق لطفي” كان حاضراً في العرض الخاص في بغداد وتحدث لـ (الشبكة) قائلاً: أنا سعيد جداً بحضوري عرض الفلم في بغداد، وقد فوجئت كثيراً بحفاوة الإستقبال وكرم العراقيين منذ وطئت قدمي أرض العراق، كما تجولت في شوارع وأسواق بغداد، وكنت قلقاً لما كنت أسمعه من بعض وسائل الإعلام عن أوضاع العراق الأمنية، لكنني لمست السكينة والهدوء والأمان في مدينة بغداد التي تضج بالحياة والإبداع، لاسيما ونحن نحتفل بعرض فلم (122) في بغداد من إخراج وانتاج عراقي مميز.
ورداً على سؤالنا: بعد توقف عن السينما دام ثماني سنوات عدت بفلم مختلف وبشخصية مختلفة.. ألا تخشى المجازفة؟
أجاب: أكيد لا أخشى المجازفة مع هذا الفلم لأنه يتناول فكرة جديدة ومميزة لم تستهلك من قبل، وهذا ما شجعني لأعود الى السينما بكل ثقة وبلا تردد، فضلاً عن أنه تم إخراجه وإنتاجه وكتابته من قبل أشخاص محترفين في مجال السينما وأخص بالذكر المخرج العراقي الكبير ياسر الياسري الذي استطاع أن يخرج الفلم بطريقة مبهرة غير تقليدية، وهذا ما شد انتباه الجمهور إليه، ولا ننسى دور المنتج العراقي الجميل سيف عريبي الذي وضع الموسيقى التصويرية للفيلم بصورة مشوقة وجميلة، وبكل ثقة راهنت على هذ العمل منذ البداية وكسبت الرهان من خلال ما حققه من نجاحات وأصداء عرضه في مختلف الدول العربية، كما أن الفلم يتناول شيئاً منطقياً بعيداً عن المبالغة بحيث أن المتلقي يصدّق كل ما يشاهدة في هذا الفلم الذي سيقلد من قبل الكثيرين ويصبح نموذجاً للفيلم العربي الناجح .
كما سألناه عن دوره الذي جسده في الفلم شخصية (دكتور نبيل)، شخصية قاسية جداً ومرعبة رغم أن الجمهور أحبه وعرفه بأدواره الرومانسية والاجتماعية .
أجاب لطفي: أنا أحب الأدوار (الشريرة) القاسية لأنها تعطيني مساحة كبيرة في التمثيل دون قيود، أكثر من الأدوار الأخرى البسيطة، فضلاً عن أني أحب المغامرة في أدوار جديدة ومميزة ومغايرة عن أدواري السابقة في الدراما التي عرفني الجمهور بها، لذا هذا الفيلم أضاف لي كثيراً في تأريخي السينمائي.
مضيفاً: الفيلم صور في أجواء باردة لذا بعض أبطال العمل أصابهم المرض من شدة البرد، كما أن هناك مشاهد أخذت منا وقتاً طويلاً في تصويرها، فبعضها استغرق يوماً ونصف اليوم وبعضها 26 ساعة متواصلة من العمل، رغم ذلك العناء إلا أننا نشعر بمتعة كبيرة ونحن نقدم شيئاً مختلفاً في السينما العربية. وكل من شارك في هذا الفيلم حتى ضيوف الشرف هم نجوم ومبدعون.
مؤكداً على أن مهنة التمثيل هي من أصعب ما تكون وتحتاج الى وقت طويل للعمل والإجهاد العصبي والبدني، كما انها مصنفة عالمياً كثاني أصعب مهنة في العالم بعد مهنة عمال المناجم!
تحدٍّ كبير
من جهته، قال مخرج الفيلم الفنان ياسر الياسري إن عرض فيلم (122) بهذه الصورة اعتبره تحدياً كبيراً لأنه أول فيلم عربي يعرض بتقنية (4DX)، وحقق إيرادات عالية خلال عشرة أيام من عرضه الأول في مصر، فضلاً عن عرضه في عدد من الدول العربية، وهو أول فيلم مصري من إخراج عراقي وأنا فخور جداً بهذا العمل كوني مثلت العراق في أكثر من دول عربية واستطعت إيصال صورة العراق الفنية الى العالم رغم غياب السينما العراقية عن الساحة الفنية إلا أننا نأمل أن يعود إنتاج الأفلام العراقية بقوة كما كانت في السابق لأن لدينا الأرضية الكاملة من ممثلين، ومخرجين، وكتّاب، ومنتجين.
تجربة جديدة
وأعرب منتج الفيلم الفنان سيف عريبي عن سعادته الكبيرة من خلال إنتاجه الفيلم بتقنية (4DX)، قال عريبي: نسعى لتقديم تجربة جديدة للجمهور تزيد من ارتباطهم وتفاعلهم مع الأفلام ذات التقنية الجديدة التي تقدم لأول مرة في السينما العربية، وهي تقنية لتعزيز البيئة المحيطة بالمشاهدين في قاعة العرض السينمائي بعناصر تتأثر بأحداث الفيلم، مثل الرياح، الضوء، الروائح، الأمطار وحركة مقاعد السينما.
عجلة السينما العراقية
في حين عبّر الفنان إياد راضي عن فرحته وشعوره بالغبطة من خلال عرض فيلم (122) بجهود الشابين العراقيين المبدعين المخرج ياسر الياسري والمنتج سيف عريبي، مضيفاً : نحن كفنانين عراقيين نشعر بالسعادة عندما نرى إنتاج أفلام عربية مشتركة بهذا المستوى لأن هذه التجارب سوف تحرك عجلة السينما العراقية التي غادرناها منذ زمن طويل.
مفخرة العراق
الفنان الكبير قاسم السلطان كان حاضراً عرض الفيلم حيث حدثنا عن رأيه فيه قائلاً: أنا أعتبر فيلم (122) مفخرة للعراق وللسينما العربية الرصينة، ما شاهدته اليوم من مشاهد أثار إعجابي كثيراً لاسيما الأكشن منها التي عدّت بطريقة احترافية عالية، كما أبهرتني بالدرجة الأولى الموسيقى التصويرية للفلم، كانت حقاً رائعة جداً، لكنني كنت أتمنى أن أرى مشاركة ممثلين عراقيين في الفلم على الرغم من أن المخرج والمنتج عراقيان.