في المعرض التشكيلي لرابطة “تضاد”.. ألوان ترسم فرح ميسان

450

نصير الشيخ /

يظل فن الرسم فضاءً جمالياً، عناصره الفكرة واللون والخامات، ويسعى الرسامون لخلق عوالم جديدة مبهرة تعيد ألق الحياة للروح في فسحة مزهرة بالضد من عالم الخراب وعبث الحروب وقتل الإنسان.
رابطة “تضاد للثقافة والفنون”، وضمن خطابها الإبداعي، نظمت، بالتعاون مع نقابة فناني ميسان في رواق قصر المؤتمرات وقاعته الرئيسة، معرضاً تشكيلياً ضم أكثر من خمسين لوحة تشكيلية، وعدداً من القطع الفنية للنحات الميساني محمد جاسم الرسام، الذي تنوعت أساليب رسم لوحاته المعروضة ومديات اشتغالها، وكان الأسلوب الواقعي هو المهيمن على معظم الأعمال، مع ضعف واضح في الجانب التقني في تنفيذ اللوحة، وعدم الدراية الكافية في توزيع الكتل على السطح البصري للوحة.
عن فكرة هذا المعرض وإقامته في مدينة العمارة، تقول أسماء الدوري، رئيسة رابطة “تضاد للثقافة والفنون”: “هذه الرابطة بدأت نشاطها ومعارضها في شارع المتنبي قبل سبع سنوات، وارتأينا أن تقام المعارض في أكثر من مدينة عراقية في الشمال والجنوب والوسط، رسالتها التعبير باللون والفرشاة وشعارها (ألواني ترسم الفرح) لتكون رسالة محبة وسلام إلى العالم، وأن الفن العراقي تاريخ وجذور أصيلة ومشروع دائم للإبداع.”
وعن أهمية لقاءات كهذه، رأى الفنان نبيل العجرش -من ميسان- أن “إقامة رابطة تضاد للفنون هذا المعرض، بالتعاون مع فناني ميسان، في تظاهرة جميلة، شكلت عرضاً واسعاً للوحات الرسم، تنوعت في أساليبها، لكن هناك ملاحظة، ألا وهي أن قاعة عرض اللوحات غير مناسبة، لذا نطالب، من خلال منبركم الصحفي، الجهات المعنية بإنشاء قاعة عرض فنية متميزة في مدينة العمارة.”

رؤى وافكار
إن إيصال رسالة فنية جمالية هو ما يسعى إليه الفنان العراقي، لما يسكنه من هاجس إبداعي يتحول فيه لون عصارة الزيت إلى وردة حقيقية تشير إلى الجمال.
الرسام البصري على القريشي أبدى رأيه عن هذا التجمع الفني قائلا : “رائع هذا التجمع الفني بصحبة اللوحة واللون، كانت لي مشاركة بثلاث لوحات زيتية حملت الهوية البصْرية، وهي: الشناشيل والشاعر السياب والعربة والحصان/ الربل.”
رؤى الفنان والتقاطاته للطبيعة تمثلتا في عمل الفنان ثائر العرداوي، من النجف الأشرف، وحديث عن عمله المتميز في هذا المعرض: “مشاركتي مع مجموعة فناني (تضاد) وعلى قاعة قصر المؤتمرات في مدينة العمارة، بلوحة كبيرة الحجم موضوعها محاكاة لعوالم الأهوار، جسدتها لونياً بتوظيف خامات وأشكال ورموز لإنتاج لوحة مميزة، حيث المشحوف والسمك وشبكة الصيد مع حركة الماء، بأسلوب تعبيري تجريدي في تنفيذها، ذلك لأن بيئة الأهوار مدهشة بعوالمها.”
حضور التشكيليين الميسانيين كان له أثر واضح، عبر اللوحة المرسومة وجدة المشاركة، هذا ما حدثتنا عنه الفنانة صبا العكيلي قائلة: “بأكثر من خمسين لوحة زيتية مشاركة، مع قطع نحتية، أقيم هذا المعرض، وهو يمثل حاضنة لرسومات الفنانين المشاركين، كما أنه يمثل صورة إيجابية وحضارية لفن الرسم، إذ تلاحظ أن لكل فنان بصمته الخاصة، ومعظم المدارس الفنية موجودة، وحسب قدرة الفنان التعبيرية، وهذا يشكل لقاءً فنياً منتجاً، من صوره الارتقاء بالذائقة الجمالية للحضورمن الجمهور.”
روح الشباب
ويؤكد حيدر الرسام، وهو فنان ميساني شاب، على أهمية هذه اللقاءات والتجمعات الفنية التي من شأنها طرح الجديد في عالم الفن والرسم، عبر قوله: “هذا المعرض تجمع فني من المدن العراقية، الغرض منه بث روح الشباب لدى الرسامين وتحفيز قدراتهم الفنية على العطاء، أمر رائع أن يقام هذا المعرض بعد توقف دام عامين بسبب وباء كورونا، مشاركتي هنا كانت بلوحتين من المدرسة الانطباعية لطابعها الجمالي وقدرة اللون على منح النفس راحة أكبر.”