في 2023 المســــرح العراقــــي يتألـــــــق.. والأعمال الدرامية تخفق

144

محسن العكيلي/
لا يكاد يمر عام دون أن يكون الإبداع العراقي حاضراً، والإنجاز قائماً، سواء أكان ذلك في مجال المسرح أو السينما أو التلفزيون. فقد حصل الفنانون العراقيون على جوائز عدة خلال حضورهم البهي في المهرجانات الدولية والعربية، فضلاً عن إقامة المهرجانات المسرحية والسينمائية في بغداد.
فيما خيم الحزن على الساحة الفنية حين غيب الموت عدداً من فنانينا الذين أغنوا الساحة الفنية العراقية بأعمال مازالت راسخة في وجدان الجمهور العراقي.
جوائز ومهرجانات
تحت شعار (لأن المسرح يضيء الحياة)، انطلق مهرجان بغداد الدولي للمسرح بدورته الرابعة، واختلفت هذه الدورة عن الدورات السابقة من حيث مشاركة أعمال عالمية، التي كانت بحدود تسعة أعمال، وكذلك بمشاركة عربية بالعدد ذاته. فضلاً عن إقامة ورشات للتكوين الجسدي والأداء التمثيلي. هذا المهرجان شهد عروضاً ذات مستوى عالٍ جداً، سواء أكانت عراقية أو عربية أو عالمية. فضلاً عن جلسات نقدية وندوات فكرية شارك فيها خيرة الباحثين العراقيين.
أيام السينما
على خشبة مسرح الرشيد أقيمت فعاليات الدورة الثانية من (مهرجان أيام السينما العراقية) في العاصمة بغداد، التي نظّمتها دائرة السينما والمسرح، برعايةٍ وحضورٍ رسميَّيْن، بالإضافة إلى الحضور الفني والإعلامي. احتفى المهرجان برموز الدراما السورية، الذين حلّوا على بغداد ضيوف شرف، حيث حضر الفنان القدير دريد لحام، والممثلة صباح الجزائري، والمخرج باسل الخطيب، الذين جرى تكريمهم في حفل الافتتاح.
وعلى خشبة نفس المسرح، وبرعاية السيد رئيس مجلس الوزراء، أقامت (مؤسسة الهدى)، بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح، (مهرجان شهاب الدولي لمسرح الطفل)، إذ شاركت في هذا المهرجان دول عربية وعالمية عدة، فضلاً عن المشاركة الفاعلة من محافظات العراق، وقدمت من خلاله عروض مسرحية اهتمت بثقافة الطفل ومستواه العلمي.
مهرجان الفجر
كما حقق المسرح العراقي فوزاً مستحقاً، بحصده جوائز عدة في (مهرجان الفجر المسرحي) في إيران، فقد حصدت مسرحية (أمل) جائزة العمل المتكامل، إلى جانب جائزة أفضل إخراج لجواد الأسدي، وجائزة أفضل ممثل لحيدر جمعة، وجائزة أفضل ممثلة مناصفة لرضاب أحمد، مع شهادة تقدير للسينوغرافيا التي أنجزها علي محمود السوداني.
فيما حصد العرض المسرحي العراقي (خلاف)، تأليف وإخراج مهند هادي، على جائزة أفضل عمل متكامل في مسابقة (مهرجان الدن الدولي) في سلطنة عمان، إذ حصل الفنان هيثم عبد الرزاق على جائزة أفضل ممثل، وجائزة أفضل ممثلة للفنانة سهى سالم، العمل من إنتاج الفرقة الوطنية للتمثيل في دائرة السينما والمسرح. كما حصل المسرح العراقي ضمن فعاليات (مهرجان الدن مسرح الشارع) على ثلاث جوائز هي جائزة أفضل ممثل، وأفضل إخراج، وجائزة أفضل موسيقى ومؤثرات مسرحية لـ (مواطن vip) لحسين مالتوس، والعمل من إنتاج نقابة الفنانين العراقيين.
أما في مجال السينما، فقد حصد الفيلم العراقي (جنائن معلقة) ثلاث جوائز، من بينها جائزة (أفضل فيلم روائي طويل)، في الدورة الـ 13 من مهرجان مالمو للسينما العربية، كما نال الفيلم الذي أخرجه العراقي أحمد ياسين الدراجي جائزة أفضل سيناريو، فيما كانت جائزة أفضل ممثل من نصيب بطل الفيلم حسين محمد، وأعلن أيضاً عن حصول الفيلم على جائزة لجنة التحكيم للأفلام العربية الروائية الطويلة.
الدراما.. موسم ضعيف ومبادرات قوية
ولازم الإخفاق الدراما التلفزيونية التي ظلت دون المستوى، إذ إنها مازالت تحبو في طريق مليء بالصعوبات، من ذلك أن القنوات غير الرسمية ربما تعمل وفق أجندات خاصة بها، ما جعلها تقدم دراما بعيدة عن الواقع العراقي، أو ذات رسائل مبطنة تستهدف أموراً معينة. وسط غياب الدعم الحكومي عن القنوات الرسمية المتمثلة بشبكة الإعلام العراقي، التي قدمت سابقاً أعمالاً مميزة نالت استحسان المشاهدين، فضلاً عن الدعم المخجل للفنانين من خلال المنح المقدمة من وزارة الثقافة، التي استنكرها العديد من الفنانين والمثقفين، إذ عدها بعضهم إهانة علنية لنخب قدمت زهرة شبابها من أجل رفعة الفن العراقي.
جدير بالذكر أن السيد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني التقى نخبة من نجوم الفن العراقي، حيث أطلق مبادرة لدعم الفن العراقي، التي ستنتج من خلالها عدة أعمال درامية وسينمائية، وقد استبشر أهل الفن بهذه المبادرة، عسى أن تسهم بالنهوض بواقع الدراما الى ما يليق بسمعتها.
غياب مفجع
لكن للأسف، تلقت الأوساط الفنية في هذا العام أكثر من خبر مفجع برحيل عدد من الفنانين العراقيين الذين أغنوا الساحة الفنية العراقية بجميل أعمالهم، ورسخوا في ذاكرة المشاهدين ذكرى جميلة تفوح منها رائحة الإبداع.
فلاح إبراهيم وغازي الكناني ومحسن العزاوي وياس خضر ورضا طارش وآزادوهي صموئيل وعلي داخل وميلاد سري وعلي جودة. كل تلك الأسماء حفرت في ذاكرة الفن العراقي -تمثيلاً وطرباً- أعمالاً يشار لها بالبنان، وذكرى طيبة ستبقى راسخة في ذاكرة الأجيال.