قتيبة الجنابي.. يحصد جائزة مهرجان “مينا” السينمائي

731

#خليك_بالبيت

محسن ابراهيم /

“قصص العابرين” فيلم عراقي من ثلاثية للمخرج المغترب قتيبة الجنابي وهي الرحيل من بغداد وقصص العابرين ورجل الخشب.
ينسج السينمائي والفوتوغرافي قتيبة الجنابي قصة هروبه من بغداد وهو ابن السابعة عشرة.
هرب حاله كحال الكثيرين ممن عانوا الاضطهاد في زمن حكم البعث الذي وضعه في قائمة أعداء النظام بعد أن أعدموا والده الذي كان مناضلا سياسيا برفقة الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم، كان لا بدّ له من الهرب إلى المنفى لتجنب المصير الذي واجه والده، في ثمانينيات القرن الماضي وصل إلى هنغاريا ودرس السينما والفوتوغراف وحصل على شهادة الدكتوراه لينتقل في ما بعد إلى لندن ليعمل مدير تصوير لأفلام روائية عدة منها (لعبة الحسية) و(شتاء الحب).
كما عمل مخرج أفلام قصيرة وتسجيلية منها (أرض الخراب) عن تجربة ناهدة الرماح في المنفى، وفيلم (الرجل الذي لا يعرف السكون) عن الفنان خليل شوقي في عام 2003، وحصل على جوائز في مهرجانات عدة، منها مهرجان روتردام حيث حصل على (الجائزة الفضية) وعرض في مهرجانات الخليج، وكذلك أخرج مجموعة أفلام قصيرة مثل (القطار) و(حياة ساكنة) الذي حصل على جوائز عدة. كما أنجز 50 فيلماً لمحطة (MBC) وأخرج الفيلم الروائي (رحيل من بغداد) وهو فيلمه الأول.
حصل على جوائز عدة وتم عرضه في مهرجانات عديدة، منها مهرجان ريندانس السينمائي وجمعية الأفلام البريطانية ومهرجان الخليج السينمائي ومهرجانات موناكو والسويد وتايلاند وفيجي وإسبانيا وألمانيا وإيران.
حصد الجنابي العديد من الجوائز منها جائزة جوائز السينما المستقلة البريطانية، وجائزة مهرجان الخليج السينمائي وجائزة مهرجان موناكو السينمائي وجائزة أفضل تصوير سينمائي في المهرجان التجاري المجري السابع عشر، وجائزة أفضل تصوير سينمائي لمهرجان الفيلم العربي لسنة 1999.
حكاية الخوف والهروب
على مدى 30 عاماً، جرى تصوير الفيلم وهو حكاية الخوف والهروب للمهاجرين الذين اضطروا لترك أوطانهم بسبب الصراعات والحروب والقمع السياسي، ومن خلال الرواية البصرية يشترك الجنابي في سرد تلك الحكاية خلال تجواله في شوارع بغداد ويعيد شريط ذكرياته للشوارع والأمكنة ومن ثم الانتقال إلى بلاد المهجر ورحلة البحث عن الذات. قصص العابرين من إخراج وإنتاج وتأليف وتصوير قتيبة الجنابي، الفيلم من بطولة عامر مهدي. عُرِض الفيلم في الدورة الرابعة عشرة لمهرجان دبي السينمائي الدولي عام 2017 بالإضافة إلى مهرجانات أخرى، وفاز بجائزة أفضل فيلم روائي تجريبي خلال حفل توزيع جوائز لندن الدولية للأفلام السينمائية عام 2019. وأخيراً جائزة الإخراج للفيلم الروائي الطويل قصص العابرين في مهرجان مينا السينمائي في هولندا مناصفة مع المخرج المغربي عبد الاله الجوهري لفيلمه ولولة الروح.
ختاما نناشد وزارة الثقافة والجهات المعنية بالسينما العراقية باحتضان مثل هذه الطاقات المبدعة، فمن غير الانصاف أن يكرم قتيبة الجنابي من أغلب دول العالم التي مرّ بها، ولا يجد التفاتة متواضعة على الاقل من بلاده التي ضحى من أجلها والده الشهيد، نذكِّر وعسى ولعل أن تأتي بثمارها الذكرى.

النسخة الألكترونية من العدد 361

“أون لآين -4-”