مسلســـل (نــور النبــــوة) يعيد للإذاعة رونقها

162

محسن العكيلي – تصوير: يوسف مهدي /

بعد جهود مميزة من قبل كوادر الشؤون الهندسية في شبكة الإعلام العراقي لافتتاح (ستوديو الإذاعي عبد الله العزاوي)، جرى تسجيل المسلسل الإذاعي (نور النبوة)، وهو من تأليف سمير النشمي، وإخراج غانم حميد، بمشاركة نخبة من نجوم الفن العراقي في خطوة مهمة لإحياء الدراما الاذاعية. “مجلة الشبكة” استطلعت آراء المشاركين في هذا المسلسل.
قدرة الفنان
المخرج غانم حميد تحدث عن المسلسل قائلاً:”هذا المسلسل، منذ أكثر من سنتين، تحاول شبكة الإعلام العراقي إنتاجه، لكنه كان يؤجل لأسباب كثيرة، منها ضخامة المسلسل وتعدد شخصياته، إذ قد يصل عديد الشخصيات الى 17 شخصية في الحلقة الواحدة.
يتحدث المسلسل عن سيرة بيت النبوة في فترة ما قبل الرسالة المحمدية، وتفاصيل البنية الاجتماعية التي كانت تسود آنذاك. عمل ضخم وكبير استطعنا فيه أن نؤدي جميع الشخصيات بعشرة ممثلين فقط، وهذا إنجاز يحسب لقدرة الفنان العراقي وتطوره.
يشترك في هذه التجربة أساتذة كبار، منهم: سامي قفطان وسهى سالم ورياض شهيد وبتول عزيز وميمون الخالدي وكاظم القريشي وآلاء نجم وآخرون، استطاعوا أن يظهروا إمكانيات جيدة جداً في تقديم شكل التاريخ بطريقة محببة وقريبة الى الناس.”
فيما أكد الكاتب سمير النشمي على أن “الدراما التاريخية تعتبر من ركائز الأعمال الفنية المهمة، ونادراً ما يوجد من الكتّاب من يتناول هذا الجانب التاريخي بتفاصيله المتعددة، إذ أن أهمية الدراما التاريخية تكمن في كشف الماضي ليكون عبرة لنا في الحاضر، ثم أن الأحداث التي جرت في الماضي، وإن اختلفت مضامينها، لكن أسبابها متشابهة. ما كتبته عن (نور النبوة) هو عملية كشف لحالات كانت تجري في بعض المعتقدات الدينية التي سبقت الإسلام, هذه المعتقدات كانت تتركز في أن الرسول القادم هو من بني إسرائيل، لكن إرادة الله شاءت أن يكون من العرب، ومن قريش خاصة, الأحداث تتوالى خلال حلقات المسلسل من تآمر اليهود وغيرهم في طمس معالم النبوة، كل تلك الأحداث سيتناولها مسلسل (نور النبوة).”

سحر الإذاعة
من جانبه، تحدث الفنان سامي قفطان قائلاً: “الإذاعة في رأيي هي البودقة التي تنصهر فيها قدرات الممثل الذي يتطلب منه أن ينقل صورة الحوار الى صورة الحركة، كي يقتنع المستمع بما يقوله، فهي مدرسة، وخير الأسماء التي احتلت مكانة مهمة في عالم الفن على المستويات الأربع: الإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح, كان للأعمال الإذاعية فضل كبير على نمو طاقاتهم. هذا العمل الجميل الذي أشارك فيه هو فرصة لاستعادة طاقاتنا الإبداعية في الإلقاء، ولاسيما باللغة الفصحى، وكنا دائماً ننتظر هذه الفرصة. أنا سعيد جدا بمشاركتي في هذا العمل المهم والكبير.”
الفنانة آلاء نجم عبرت عن سعادتها بالمشاركة في هذا العمل إذ قالت: “المسلسل يتحدث عن ولادة ومسيرة وحياة النبي محمد (ص)، لذا فأنا سعيدة وفخورة جداً بمشاركتي في هذا المسلسل وبعملي في إذاعة جمهورية العراق، شبكة الإعلام العراقي، لأن هذا هو مكان الفنان الحقيقي، مكان اندماج الصوت مع الصورة، وكيف نستحضرهما لنجسد الشخصيات بدون كاميرا، وهذا عمل صعب جداً، لكنه في نفس الوقت ممتع جداً للفنان، الذي هو بحاجة الى تركيز عال أكبر بكثير من الأنشطة الأخرى، فضلاً عن ضرورة إتقان اللغة السليمة لكي نحقق كل ما هو مهني وجميل للمتلقي.”
فيما أضاف الفنان رياض شهيد بقوله:
“بصراحة، فإننا في الوقت الذي نرى فيه تلكؤاً في الدراما التلفزيونية، تنشط الدراما الإذاعية بهذا المستوى، فقبل مدة قصيرة أنتجنا مسلسل (علي ابن أبي طالب)، واليوم ننجز مسلسلاً آخر هو (نور النبوة). أعتقد أن هذا الإنجاز يشير الى أن الدراما الإذاعية في عافية، وإن شاء الله سوف تستمر الأعمال بهذا المستوى. المسلسل يضم نخبة من الممثلين الأكاديميين نظراً لصعوبة هذا العمل، لكونه عملاً تاريخياً مكتوباً باللغة الفصحى.”
أما الفنانة بتول عزيز فقالت:
“مسلسل (نور النبوة) مسلسل ديني تاريخي كبير من تأليف سمير النشمي وإخراج غانم حميد.. أؤدي فيه شخصية الراوية، إضافة الى شخصيات أخرى مختلفة تتطلب الكثير من الأداء التمثيلي, العمل جميل جداً، ولاسيما في وجود المخرج غانم حميد الذي يوصل الصورة الناطقة للمستمع بحرفية عالية.. أنا سعيدة جداً بهذه التجربة، وهي الثانية، إذ سبق أن عملنا في مسلسل (علي ابن أبي طالب). العملان كان الأداء فيهما بشكل رائع وجميل جداً، مع شعورنا بمتعة حقيقية لإحساسنا بأصالة النص والحرص والاهتمام على أن يخرج العمل بأبهى صورة.”