معرض فلسطين الدولي الأول لرسوم الكاريكاتير..صرخة بوجه الاحتلال

295

زياد العاني / تصوير : يوسف مهدي

بحضور نخبة من المثقفين والفنانين ووسائل الإعلام، افتتح قبل أيام “معرض فلسطين الدولي الأول لرسوم الكاريكاتير” على قاعة قرطبة في بغداد – فندق المنصور ميليا- بمشاركة 36 دولة عربية وأجنبية، وضم المعرض 200 عمل كاريكاتيري، لـ130 فناناً من مختلف الجنسيات.
“لقد مثلت اللوحات المشاركة صرخة مدوية رافضة لكل سلوكيات الاحتلال الصهيوني لدولة فلسطين، مع شجب واستنكار التعدي على القدس الشريف بكل انواعه.” هذا ما صرح به الفنان الكاريكاتيري علي عاتب، بصفته رئيس اللجنة المنظمة لهذا المعرض.
تحضيرات المعرض
كما تطرق الفنان علي عاتب، الى فترة التحضيرات لهذا النشاط الفني الكبير، مبيناً أن “التحضيرات لهذا المعرض استغرقت من الوقت بحدود سنة وأكثر، إذ خاطبت العديد من رسامي الكاريكاتير في العالم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما ترجمت بطاقة الدعوة للمشاركة الى لغات مختلفة عدة، حتى استجاب لدعوتي عدد كبير أكثر من المتوقع، ذلك لأن قضية فلسطين قضية عامة يتعاطف معها أغلب الناس في أرجاء المعمورة.” كما تحدث الفنان عاتب عن موضوعة المعرض المؤثرة إنسانياً، فقال “إن المشاركين الذين وصل عددهم الى 130 فناناً ليسوا من جنسيات مختلفة فقط، وانما من ديانات وأعراق وقوميات وطوائف مختلفة، ربما بعضها ليس من الديانة الإسلامية، وهذا وحده يؤكد أن القضية الفلسطينية قضية إنسانية بحتة، وأن المظلومية الواقعة على الشعب الفلسطيني مرفوضة من جميع سكان الأرض مهما كانت انتماءاتهم.”
قضية ملحّة
من ناحيته، عد فنان الكاريكاتير خضير الحميري المعرض “مناسبة ممتازة للتفكير بقضية تراجعت إعلامياً بسبب بروز قضايا أخرى ملحة، مثل القضية العراقية والقضية السورية والقضية اليمنية، وأضيفت لها –لاحقاً- القضية الأوكرانية، ووسط هذا البحر المتلاطم من القضايا كان نصيب القضية الفلسطينية شحيحاً في الإعلام، وأهمية هذا المعرض تكمن في التذكير بهذه القضية المهمة.”
وعلى الصعيدين الفني والتقني للأعمال المشاركة، تحدث الفنان الحميري: “هناك أعمال ممتازة وأسماء معروفة، وفي الوقت نفسه وجدت أعمالاً لا ترتقي لمثل هذه الفعالية، وكان الأولى استبعادها من المعرض.”
اما الحضور، فقد تحدثوا –عموماً- عن أهمية هذا المعرض، وأشادوا بما بذله الفنان على عاتب من جهود مشكورة لإقامة هذا المعرض، على اعتباره يحمل رسالة إنسانية الغرض منها رفع الحيف الواقع على شعب فلسطين وبلاده الجريحة.
توثيق المعرض
وزع في المعرض كتاب حمل صوراً لجميع الأعمال المشاركة، وصورا لفنانين وأسماءهم مع ذكر بلدانهم، صمم وطبع بشكل جميل وبمواصفات عالية، ضم 208 صفحات ملونة، جاءت في صفحاته الأولى كلمة لرئيس اللجنة المنظمة علي عاتب، تحدث فيها عن أهمية فن الكاريكاتير وصداه الواسع الذي يتخطى الحدود، إذ يتناغم مع مختلف أطياف الشعوب كلغة بصرية مشتركة. وقال إنه “يؤدي دوراً مهماً كأداة للتواصل بين المجتمعات على اختلاف علومها وأفكارها ومشاربها ولغاتها وجنسياتها، لما يمتلكه من عناصر الجذب وسهولة الوصول للمتلقي، إضافة إلى أهميته وجديته في عكس صور الحياة المختلفة في جوانبها السياسية والاجتماعية والثقافية، بهدف تسليط الضوء على القضايا المركزية والمحورية في محاولة لاستكشاف رؤى قادرة على استثمار كل أدوات المعرفصة والفنون ومرتكزاتها، وكشف ما وراء الأحداث وترجمتها بخطوط وألوان جميلة، تختزل عشرات المقالات المكتوبة.”
الناطق الرسمي
ووصف عاتب فن الكاريكاتير بأنه الناطق الرسمي للشعوب المستضعفة أمام آليات ووسائل الحكومات المتجبرة، والسلطات الغاصبة للأراضي والحقوق، وخص بالذكر القضية الفلسطينية، والمسؤولية الأخلاقية والإنسانية والعقائدية الملقاة على عاتق النخب الثقافية، ورسامي الكاريكاتير خاصة، تجاه شعب أعزل يرزح تحت احتلال غاشم، وضرورة نصرته ومساندته عالمياً، وفضح انتهاكات وجرائم الكيان الصهيوني.
كما وعد الفنان عاتب جمهور المعرض بأنه سوف لن يكون الأخير وأن هناك سلسة معارض ستقام كل عام، إضافة إلى نشاطات ومعارض وورش عمل خاصة بالكاريكاتير، تجمع الفنانين المبدعين بهذا الفن كافة، من مختلف دول العالم تحت مظلة واحدة زهية الألوان.