مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي.. عروض شيقة وجوائز وتكريم قامات فنية كبيرة

656

 حيدر النعيمي/

مهرجان يعادل مهرجانات عدة، هكذا وصف مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي، فالفعاليات التي أقيمت على هامشه، والعروض التي قدمتها الفرق المسرحية، والورش التي استقطبت طلاب الجامعات، تجعل المشارك في هذا الحدث الفني يشعر وكأنه في دوامة مهرجانات عدة وليس مهرجاناً واحداً، يضاف الى ذلك أن عنوانه الرئيسي هو “المسرح الشبابي”.

كان وراء هذا الجهد فنان ومخرج شاب مسرحي هو مازن الغرباوي، الذي يستمد طاقته من محبته الشديدة لعوالم المسرح ومايحيط بها، طموحه كبير وشغفه مثير، وهو ما جعله يخرج لنا بمهرجان يليق بمسرح مصر وطاقاته الإبداعية.

دورة كرم مطاوع

حملت فعاليات الدورة الثانية لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي اسم (دورة الفنان الكبير كرم مطاوع)، والتي رأسها الفنان مازن الغرباوي، فيما سميت الفنانة القديرة سميحة أيوب رئيسة شرفية له، وأنيطت إدارته للفنانة وفاء الحكيم.

ليلة رائعة كان فيها الافتتاح في مدينة شرم الشيخ المطلة على البحر الأحمر، ومن هذا اللون امتد البساط طويلاً خارج قاعة المؤتمرات لفندق جولي فيل في شرم الشيخ مستقبلاً الضيوف من 18 دولة فضلاً عن نخبة من الفنانين المصريين ووسائل الإعلام، بمن فيهم وزير الثقافة الكاتب الصحفي حلمي النمنم واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية .

تحقيق حلم المهرجان

بدأ الحفل بعرض فيلم وثائقي عن حصاد الدورة الأولى للمهرجان، لتطل بعده الرئيسة الشرفية للمهرجان الفنانة سميحة أيوب لإلقاء كلمتها.

تلتها كلمة رئيس المهرجان مازن الغرباوي، التي أكد فيها حلمه بإقامة مهرجان دولي للشباب وكيفية تحويل الحلم الى واقع، وكشف عن مشاركته هذا الحلم مجموعة من الشباب. مضيفاً أن الحلم تحقق بمساعدة أساتذة كثيرين وعلى رأسهم سيدة المسرح الفنانة سميحة أيوب.

كما أعلن خلال الحفل عن أسماء أعضاء لجنة التحكيم الدولية وهم كل من “د.سميره محسن/ مصر- رئيساً، الفنان داوود حسين / الكويت، د.شادية زيتون / لبنان ، د.أثير/ إسبانيا ، وبوبولينا نيكاكى / اليونان”.
وتم خلال حفل الافتتاح تكريم مجموعة من الفنانين وهم اللبنانية راندا الأسمر، ومن مصر نضال الشافعي وسامح حسين الذي أهدى التكريم للمخرج خالد جلال واصفاً إياه بصانع كل نهضة مسرحية شابة، إضافة إلى تكريم كل من المسرحيين شاذلى فرح ومحمود جمال.

اختتمت ليلة الافتتاح هذه بتكريم المطرب التونسي الكبير لطفي بوشناق الذي أشعل الجو بأغان طربية وقصائد تمايلَ الحضور معها وغنى معه، وكان دور الفرقة الموسيقية أوركسترا الشباب والرياضة بقيادة المايسترو عزالدين طه كبيراً في إنجاح هذه الأمسية .

تكريم وتذكر

أقامت إدارة مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي ندوة خاصة بالفنان الراحل كرم مطاوع حامل اسم هذه الدورة، بحضور زوجته الفنانة سهير المرشدي وابنته الفنانة حنان مطاوع والدكتور حسن عطية وعمرو دوارة. أدار الندوة الناقد محمد الروبي الذي قال: قدمت ندوات كثيرة خاصة بالمسرح والسينما، ولكني لم أشعر بمثل هذا التوتر من قبل، والذي ليس له أي مبرر إلا أننا في حضرة كرم مطاوع .

الفنانة سهير المرشدي قالت: كرم مطاوع كان ممثلاً عظيماً ظلم نفسه بالإخراج الذي أخذ كل وقته، لأن المخرج يكون عليه ضغط كبير في التركيز على جميع عناصر العرض المسرحي، مشيرة الى أنه كان بطبعه متمرداً على الأشياء وهي طبيعة أي فنان، لذلك كانت مواقفه السياسية معروفة على يسار الحكم، وقد عانينا من ذلك كثيراً ولكني لن أتحدث في هذا الأمر الآن .

وقالت الفنانة حنان مطاوع: هذه المره الأولى التي أحضر فيها تكريماً لأبي، لذلك أنا فخورة بوجود مهرجان شبابي يكرّم كرم مطاوع، فقد كنت أفكر كثيراً لماذا لا يتم تكريم أبي، وأرجح السبب ربما لتراجع الحركة المسرحية و تناسي المجتمع وعدم عرض أعمال له .

وأضافت: كرم مطاوع هو حبيبي وشقيقي وأنا النسخة الأخرى منه، ربما لم أعش معه فترة طويلة ولكني أخذت منه الكثير من الصفات .

تونس والعراق

قدم المسرحان التونسي والعراقي عرضين مسرحيين كانا حديث الحاضرين طوال مدة المهرجان. فمسرحية “الشقف” التونسية، وهي من إخراج سيرين قنون ومجدي بومطر، ناقشت قضية قوارب المهاجرين من جنسيات متعددة وتناولت قصصهم وحكاياتهم بمشاهد جعلت دموع الحاضرين حارة جداً لما آل إليه وضع الإنسان العربي في هذه السنوات العجاف من الحروب والدمار، وهنا لابد من الإشارة الى تألق كادر العمل وبالإخص الفنانة اللبنانية صوفيا موسى التي ظلت تبكي حتى انتهاء العرض بسبب اندماجها مع الشخصية كما كان لعاصفة التصفيق دور في تلك العواطف المؤلمة.

أما العرض العراقي “موت صالح للشرب” الذي قدمته فرقة مسرحية من محافظة بابل على ساحل شرم الشيخ فقد حظي بحضور كبير وتفاعل مثير جعل الدموع تنساب لمشاهد الغرق ومناجاة الأحياء للمساعدة في انتشالهم من ورطة الهروب عبر البحر. ومن الجدير بالذكر أن العرض العراقي لم يدخل فئة المسابقة لكونه عرض خارج إطار المسرح.

ختام المهرجان

بدأ حفل الختام بفقرة غنائية لأغنية داليدا “حلوة يا بلدي” قدمها فنانون من جنسيات متعددة كل حسب لغته، فيما شاركتهم الغناء بعد ذلك الفنانة المصرية فاطمة محمد علي.

وتم تقديم عرضين لمدة دقائق أحدهما نتاج ورشة إعداد الممثل بقيادة الفنانة الفرنسية چوهانا جريسر، في حين قدمت ورشة العرائس والدمى نتاج عملها خلال أيام المهرجان عرضاً بقيادة ايميليا تبلوچيوسكا من بولندا.
بعدها تم الإعلان عن الجوائز وهي كالتالي: جائزة أحسن إضاءة طارق كوفان عن عرض “النوخذة” سلطنة عمان.. أحسن ملابس ، أنا ديلوريوس عن عرض “فدريكو بين الأسنان” إسبانيا.. أحسن ديكور هشام السويلم عن عرض”النوخذة” سلطنة عمان.. أحسن موسيقى هاني عبد الناصر عن عرض “الإنسان الطيب” مصر.. أحسن كوريوجرافيا لعرض “الفراشة” كوريا الجنوبية.. أحسن ممثلة دور ثاني صوفيا موسى عن عرض “الشقف” تونس.. أحسن ممثلة دور أول ربيعة تليلي عن عرض “ميديا” تونس/ فرنسا.. أحسن ممثل دور ثاني سيرجى جيلوف عن عرض “الحب في كوب ماء” روسيا، أحسن ممثل دور أول هشام صالح عن عرض “النوخذة” سلطنة عمان.. أحسن نص مسرحي مجدي بومطر (كندا) وسيرين قنون(تونس) عن عرض “الشقف”.. أحسن مخرج سعيد سليمان عن عرض “الإنسان الطيب” مصر.. وأخيرا جائزة أحسن عرض “المزرعة” ايطاليا.

وجاءت جائزة لجنة النقاد الشباب للعرض الإيطالى “المزرعة” الذي استطاع أن يثبت أن جسد الممثل هو أحد أهم عناصر العمل المسرحي، وحصلت على جائزة شخصية المهرجان انجي البستاوي المدير التنفيذي للمهرجان والتي اختيرت بإجماع الآراء نظراً لجهودها الملموسة في إنجاح فعاليات هذه الدورة.

وذهبت جوائز لجنة التحكيم الخاصة لكل من: سدابة خليفة من البحرين، منى تلمودي من تونس، نجلاء يونس من مصر.

وفاز المخرج والممثل الشاب عمار شلبي بجائزة أفضل شخصية مسرحية لعام 2016، بناء على مسابقة صوت بها الجمهور إلكترونياً.

* كان للفريق الاعلامي برئاسة الدكتورة نورا انور دورا كبيرا في انجاح مهمة الاعلاميين بمدهم بالبيانات والصور الاعلامية طيلة ايام المهرجان.

وكان للفريق الاعلامي برئاسة الدكتورة نورا انور دورا كبيرا في تسهيل مهمة الاعلاميين ومدهم بكل ما يحتاجونه بما ساهم في انجاح هذه الدورة.