أربيل / كولر غالب
تعد صناعة الفخار والرسم عليه من أقدم الصناعات عبر التاريخ، فقد عرفها الإنسان منذ العصور القديمة، وهي إرث توارثته الأجيال جيلاً بعد جيل، إذ إنها تمتاز بالحرفية العالية ودقة وسرعة الإنجاز، وتتطلب وقتاً طويلاً، وتعتمد على الإبداع واختيار الرسوم والإتقان لتشكيل تحفة فنية بألوان زاهية، فضلاً عما تتطلبه من صبر واهتمام بالتفاصيل.
أمين مهند يونس، الشاب الموصلي المقيم في أربيل، الذي عشق هذه الصناعة وأجاد الرسم عليها تحدث لـ “الشبكة العراقية” عن رحلته مع الفخار فقال:
“تعلمت صنع الفخار من والدي الذي كان يمتهن هذه الصناعة من الطين المحلي، وكان يمتلك معملاً لصنع الفخار المحلي في أربيل. وبعد إتقاني صناعة الفخار قررت فتح غرفة لعرض منتجاتي، ولاسيما القطع الكبيرة التي تحتاج إلى مكان واسع ومميز لعرضها.” مضيفاً: “كان هدفنا من فتح غرفة العرض هو صنع هذه القطع من الفخار في معملنا، ثم عرضها في غرفة العرض، وفكرت في أن أحقق خطوة جديدة في عمل الفخار، أضع فيها لمساتي الخاصة، وأول خطوة قمت بها حين أضفت ألواناً مختلفة إلى الفخار، لأن له لونين فقط، العسلي والترابي، وبعد ذلك بدأت بالرسم عليه.”
رحلة الرسم
يذكر أمين أن أول تجربة له في الرسم على الفخار كانت في فترة مباريات كأس العالم الماضية، وحينها لاحظ إعجاب الناس بعمله. يقول: “كانت رسوماتي بسيطة تميل إلى الكاريكاتير وبعض الرموز، إضافة إلى رسم البغداديات، وهي أكثر الرسوم التي تعطي حيوية، لأنها مليئة بالألوان الجميلة، لكن لم تكن لي خطة أو (ستايل) معين في رسوماتي التزم به، فأنا أرسم على قدر خبرتي، وأركز على الكاريكاتير وعلى الزهور والنباتات ولم أرسم وجوهاً بشرية.”
شارك أمين في احتفال أقيم بأربيل في إحدى القاعات بمناسبة بطولة كأس العالم، حين طلب منه عمل ديكور فخم من الفخار. عن ذلك يقول: “فكرت بعمل ديكورات أضع فيها فخاريات تحمل أعلام الدول المشاركة في كأس العالم، بطريقة توضح أن هذا العمل له علاقة بكأس العالم، وفكرت بتلوين أعلام الدول، أو أن أشتري الأعلام وأضعها على الفخار، لكن في نهاية الأمر واتتني الفكرة، بعد البحث السريع عن الألوان، أن أستعملها في هذه الأفكار، وبدأت الرسم عليها، وكان لدي وقت قصير لإكمال رسم فكرتي وعرضها للموافقة عليها، ثم تبلورت الفكرة بطريقة تلقائية، إذ لم تكن على بالي أو خططت لها، لكنها نجحت وجرى عملها.”
الخطط والأهداف
يوضح أمين أن عمل الفخار والرسم عليه سيبقى عملاً ثابتاً له، وأن أي عمل آخر مستقبلاً لن يؤثر على عمله هذا، لأنه فن وإبداع، وهو الهواية المحببة التي يمارسها بشغف في أوقات فراغه.
يخطط أمين في عمل قطع من الفخار بأحجام كبيرة، وإنجاز أكبر قطعة بحيث يصل ارتفاعها إلى متر، كما يخطط (أمين) أيضاً لعمل قطع أكبر حجماً وعرضها في الفنادق والمطاعم الكبيرة، يقول: “صنعت قطعاً وتحفيات وديكورات كثيرة، لكني أرغب أن تكون القطعة مميزة بحجمها وتفاصيلها، بحيث يعرف من يشاهدها مباشرة أنها من عملي، أخطط كذلك لفتح نادٍ تعليمي لصنع الفخار والرسم عليه وإقامة دورات تعليمية لكل من يرغب في تعلم هذا الفن، وتجهيز النادي بالمستلزمات الخاصة بالفخار.”