ميرنا وليد لمجلة الشبكة العراقية: تمنيت أن أكون صحفية

861

رشا منير /

هي فنانة تختلف كثيراً عن جيلها، رسمت لنفسها طريقاً يختلف عن غيرها من نجمات هذا الجيل رغم موهبتها الواضحة التي ميزتها عن غيرها في أدوار صعبة، حققت نجاحات ساحقة، إلا أنها لا تتنازل عن مبادئها في اختيار الأدوار حتى لو جاءت على حساب أجرها.
همها الأول هو مستوى العمل وقيمته، قدمت العديد من الأدوار الفنية التي جعلت جمهورها ينتظرها مهما طال غيابها، مثل “ذئاب الجبل”، و”قصة الأمس” و”قاسم أمين”. وعلى الرغم من اختلاف الأدوار، إلا أن جمهورها لايراها إلا في شخصية الحسناء الرقيقة فأطلق عليها لقب “ابنة ذوات” الفن المصري. إنها الفنانه “ميرنا وليد” اللبنانية المصرية التي كشفت في حوار تميّز بالمصارحة والمكاشفة عن سبب غيابها المتكررعن الساحة الفنية وإبتعادها المتعمد عن الأضواء.
بدايتي في “الراعي والنساء”
* كيف بدأت مشوارك الفني، وهل كان الفن حلمك؟
– لم أكن أتخيل يوماً أني سأكون ممثلة ودخلت عالم الفن بالصدفة، ولم أسعَ لذلك، فقد كنت أحب الغناء أكثر وكنت دائما أتصور أني سأعمل كمحامية أو صحفية أو مضيفة طيران، ولكن جاء دوري في فيلم “الراعي والنساء” بالصدفة عندما اختارني المخرج على بدرخان، ومن هنا بدأ مشواري الفني بتوفيق من الله.
* مسلسل “قيد عائلي” كان له تأثير وعشق خاصّان لدى ميرنا وليد.. لماذا؟
– نعم أحب صدى الصوت الذي حدث بسبب مسلسل “قيد عائلي”، ولاسيما أنه كان سبباً في إيصال رسالة للجماهير بأني رجعت للتمثيل بعمل أقوى بعد غيابي الطويل.
* أكثر أدوارك التمثيلية المقربة إلى قلبك؟
– “الراعى والنساء” لكونه البداية، و”قصة الأمس” و”ذئاب الجبل”، كما أعشق “قاسم أمين” على الرغم من كونه لم يعرض في الوقت المناسب، ولم تتوفر له الدعاية التي تتناسب مع أهميته كعمل تاريخي.
سيطرة الأعمال المبتذلة
* ما السبب وراء تراجع مستوى الفن المصري، ونجاح أفلام السبكي ومحمد رمضان التي تركز على البلطجة والسلبيات فقط؟
– طالما أن المادة هي المتحكمة في الأمور فلا وجود للمبدأ، المال أصبح متحكماً في كل شيء وفي جميع المجالات، إذا توجهتِ بمريض إلى المشفى لن يقوموا برعايته إلا إذا دفعتِ أجر العلاج والدخول وغيرها، حتى وإن كانت حالة المريض خطرة، وهذا الأمر يشمل الفن، فالمنتج يريد الربح ولاتعنيه الفكرة أو السيناريو ورسالته، والموضوع تحول إلى تجارة، أما عن الفنان “محمد رمضان” ورأى البعض في أعماله ووصفها بالمبتذلة، وهذا هو مقياس نجاحه الذي حققه اليوم، حتى وإن كانت أعماله لاتتناسب مع المجتمع المصري ومبادئه، وهو كفنان لايهمه غير نجاحه وزيادة الأجر، أما عن عرض أفلام الابتذال فالرقابة في مصر هي المسؤول الأول .
* من هو أكثر فنان تحلم ميرنا وليد بالقيام بدور أمامه؟
– حلمي أن أقوم بدور أمام العملاقين عادل إمام ويحيى الفخراني، ومن الممثلات حلمت بالعمل أمام النجمة الراحلة سناء يونس.
أرفض أدوار الإغراء
*من الممثلون الشباب الذين أعجبتك أعمالهم؟
– أحب أعمال “منة شلبي” “ونيللي كريم”، وأعشق طريقة ياسمين عبدالعزيز وأحمد حلمي في التمثيل، وسعيدة جداً بعودة حلا شيحة للفن، الفنانة صاحبة الوجه البريء.
* اعتراضك الدائم على أدوار الإغراء هل كان سبباً في خسارتك فنياً؟
– بالعكس، أنا لم ولن أوافق على دور إغراء لأنه ضد أخلاقي وتربيتي، وهناك فرق بين العري والإغراء، ممكن ضحكة تكون مغرية، ولكن العري والمشاهد الساخنه بالنسبة لي مستحيلة، لقد تعلمت في مدارس الراهبات بلبنان، وهي تشبه المدارس العسكرية في نظامها وتشددها، كما تربيت تربية منضبطة في أسرة محافظة.
* ما السر وراء غياب الأعمال التأريخية والدينية؟
– الفن أصبح سبّوبة في مصر، لجلب الثروة، ولكن ليس لتقديم أعمال هادفة، وقد شاركت في عمل تاريخي منذ سنوات وهو مسلسل “سيف الدولة الحمداني” مع النجم أحمد عبدالعزيز بعد نجاحنا الساحق في “ذئاب الجبل”، وكان العمل باللغة العربية الفصحى وحصل على جائزة أحسن عمل وأحسن مخرج وأنا حصلت على جائزة أحسن ممثلة عربية، ومايميز هذه الجائزة أنها من لجنة تحكيم مكونة من مختصين عرب وليسوا مصريين، فكيف يتم إختيار العمل كأفضل عمل ومصر لم تعرض المسلسل سوى مرة واحدة حتى اليوم من غير أن نعرف السبب؟
لا أقيس العمل بأجرِه
* هل في دفتر يومياتك استعداد لعمل درامي جديد؟
– أنتظر اختيار دور مهم يتناسب مع ما أتطلع إليه ولايهمني الأجر، ولا أقيس العمل بأجره، ومن الممكن أن أقبل عملاً بأجر أقل من أجري، ولكني أرفض أية أعمال لاتتناسب مع شخصيتي وقناعاتي حتى لو كانت بأجر مغرٍ.
* قرار التوقف عن التمثيل من أجل أسرة كثيراً ما يحدث أزمات بالنسبه للفنان، كيف اتخذتِ قرارالابتعاد لسنوات بشكل نهائي؟
– قررت التوقف عن العمل بعد عملي “قصة الأمس”، لأني تزوجت بعده مباشرة وأنجبت طفلتين، ولا أخفيكم السر أني كنت أبكي عندما أخرج للعمل وأتركهم في هذا العمر الذي يحتاجون فيه لرعاية الأم، فقررت التوقف لتربية بناتي أولاً ثم أعود للعمل، لأن بناتي وزوجي هما شريانا حياتي .
* حياة ميرنا وليد الخاصة دائماً بعيدة عن الأضواء.. لماذا؟
– دائما أتعمد الإبتعاد عن الأضواء سعياً للراحة النفسية، والحياه في هدوء حتى قبل زواجي لأن طبيعتي الخاصة ألا أتحدث كثيراً ولا أهتم بأحاديث الآخرين عني.
* ما مبررات غيابك عن المهرجانات؟
– المهرجانات أصبحت لاتركز إلا على فساتين النجوم وموديلاتهن، ونعرف في الماضي أن الجميع كانوا بانتظار عرض المهرجان لفيلم معين ومهم، أو حصد جائزة مهمة، فلماذا أحضر مهرجانات يكون الحكم فيها على الشكل والمظهر دون المضمون؟
* كيف ترسم ميرنا وليد علاقتها ببناتها فى المنزل؟
– أنا وبناتي مجانين و”فلتانين”، وأتمنى على جميع الأمهات التقرب من فلذات أكبادهن، وكلمات الحب لاتنتهى بيني وبين بناتي لبناء الثقه بيني وبينهن لأن هذا هو أساس التنشئة السليمة .
* أكثر مسلسل يحبه زوجك؟
– زوجي رجل كلاسيكى جداً ويعشق دوري في مسلسل “قاسم أمين”.
* أي الدول تخطط ميرنا وليد زيارتها أوالتعاون مع نجومها في عمل فني قريب؟
– العراق من أوائل الدول التي أحلم بزيارتها، ولكن بعد نهوضه إن شاء الله، وأنتظر استقرار العراق وعودته للصورة الذهنيه التي رسمتها لي والدتي عن جمالية وأصالة هذا البلد، إذ كانت والدتي تعيش في العراق لسنوات عدة، وكانت تحكي لي عن عظمة الشعب العراقي وشموخ هذا البلد، ندعو الله على سلامته، ويعز علي، بل على الجميع، أن نشاهد العراق في صورته الحالية
* أجمل يوم فى حياة ميرنا وليد؟
– يوم إنجابي ابنتى مريم، وكذلك عندما أنجبت مايا .
أتعامل مع زوجي كطفل
*ماذا يمثل زوج ميرنا لها ؟
– زوجي هو رجلي خارج المنزل وطفلي داخل المنزل، لا أنشغل عنه بتربية البنات، بالعكس أتعامل معه وكأنه طفلي.