“نص كوم” و”مقلب عرس” كوميديا السهل الممتنع

1٬015

محسن إبراهيم /

يقال إن من السهل أن تبكي الآخرين لكن من الصعب إضحاكهم، والأصعب هو خلق المواقف التي يتفجر منها الضحك في المسرحيات والأفلام والقصص، خاصة حين تكون تلك المواقف تنتقد ظواهر اجتماعية بأسلوب ساخر قد يكون هو الطريق الأصلح ووضع الحلول الناجعة لها.

وعلى مدى الفترة المنصرمة قبل عام ( 2014-2015 ) كان إنتاج شبكة الإعلام العراقي من الدراما واضحاً وبارزاً في برامج ودراما كوميدية هادفة، لكن التقشف المالي والأزمة الاقتصادية التي طالت أغلب مؤسسات الدولة، حالت دون إنتاج أعمال فنية جديدة من مسلسلات وأعمال أخرى، لذا حاولت الشبكة ان تأتي بأفكار وسبل جديدة فطرحت عروضاً لأعمال فنية من مواردها الخاصة لا سيما في رمضان 2018، ووضعت خطة لمواكبة السباق الدرامي الفني الذي يعرض في مختلف القنوات الفضائية العراقية والعربية، إذ استطاعت وبجهود حثيثة انتاج اعمال عدة وبمشاركة نخبة من الفنانين العراقيين.

“نص كوم”..

طبقٌ رمضاني على مائدة الدراما من ضمن البرامج المنوعة التي تقدمها شبكة الإعلام العراقي على قناة العراقية شاهدنا برنامج (نص كوم) المنوّع الذي يمثل طعماً جديداً للدراما الكوميدية الهادفة، وبمشاركة نخبة من نجوم الدراما العراقية: مقداد عبد الرضا, رائد محسن, إياد راضي, احسان دعدوش, زهور علاء, صبا ابراهيم, نسمة, وآخرون. الفكرة لرئيس الشبكة مجاهد أبو الهيل وحوّلها الى الواقع المخرج المتميز مهدي طالب الذي عرفناه بإبداعه في مسلسلي (حفر الباطن ونزف جنوبي). تميز (نص كوم) عن البرامج الاخرى بمعالجته الظواهر الاجتماعية بصورة كوميدية، ناهيك عن أداء الممثلين المميز. ولو قارنا إداء نجوم (نص كوم) بأدائهم في اعمال اخرى تعرض في الوقت نفسه في فضائيات اخرى لوجدنا الفارق الشاسع في كل شيء، حيث سيظهر لنا جلياً رجحان كفة (نص كوم) لأسباب عدة منها أن الفكرة غير مكررة وبشخصيات جديدة، بينما في الأعمال الاخرى وللمثال (زرق ورق) وهو يكرر في موضوعه وشخصياته التي لم يطرأ عليها أي جديد من خلال مواسم عدة، وتعوّد المشاهد أن يرى ذات الشخصيات وبذات (الكاركتر) للشخصية، بينما نجد أن الممثلين انفسهم قدموا بطريقة أخرى لم يألفها المشاهد من خلال (نص كوم)، خاصة وأن الظواهر التي عالجها هي التي يعاني منها المجتمع، و كانت فقراته متنوعة كل واحدة منها تحدثت عن موضوع معين مسلطة الضوء على ظاهرة ما، بمعنى أن الهدف في (نص كوم) قد تعدى حدود تقديم المتعة للمشاهد فقط إنما قدم بخط متواز رؤية لظواهر اجتماعية معاشة في جميع جوانب الحياة.

“مقلب عرس” .. انتقاد ظاهرة

ظاهرة إطلاق العيارات النارية التي اعتاد عليها العراقيون في المناسبات المختلفة قد تتحول إلى ثقافة اجتماعية تصعب السيطرة عليها، فقد أصبحت قضية تثير قلق المجتمع إن لم توجد لها حلول سريعة وناجعة. الفنان حافظ لعيبي الذي شاهده متابعو العراقية في برنامج الكاميرا الخفية (مقلب خطوبة) يعود من جديد مع المخرج محمد موسى ليقدموا (مقلب عرس) من خلال شاشة الفضائية العراقية, وهو من إنتاج العراقية وبرعاية شركة أطلس لايت للصناعات الكهربائية. استطاعت “العراقية” أن تسلط الضوء من خلال برنامج (مقلب عرس) على حالة سلبية تفشت في المجتمع العراقي، واعتاد عليها الكثير من ابناء الشعب العراقي، وهي ظاهرة إطلاق العيارات النارية في المناسبات بأسلوب سلس يوصل الفكرة للمشاهد بأبسط الطرق وبطريقة محببة, استطاع حافظ لعيبي وبروحه المرحه ان يقدم لنا كاميرا خفية خارج نطاق المألوف ومايقدم من خلال الشاشات الاخرى. البرنامج نال استحسان المشاهد الذي تفاعل معه بصورة كبيرة, نتمنى على كل جهة ذات علاقة ان تترجم مايقدم من خلال العراقية على ارض الواقع وأن تشخص كل حالة سلبية تضر بمجتمعنا دعماً لما يقدمه كادر العراقية من برامج هادفة تسعى الى إرساء الأمن والأمان في ربوع وطننا الحبيب.