نغم عبد الرحيم: جذور فنّي تمتد إلى عشتار وسومر

964

 شذى فرج/

فنانة مرهفة الإحساس تشبّه نفسها وفنّها بزهرة “الأوركانا” وهي، كما فنها، يمتدان عميقاً إلى جذور حضارة أور وسومر.
لم تفارقها أدوات الرسم منذ ربع قرن مضى، ومازالت تتطلع للوصول إلى العالمية… إنها الفنانة العراقية التشكيلية نغم عبد الرحيم..

زهرة الأوركانا

*هل تسعفك الذاكرة فتتذكرين لنا عملك الاول؟

– نعم..رسمت منذ الصغر رياض الأطفال والمناظر الطبيعية، عندما كنت أجلس في حديقة المدرسة بمساعدة المعلمات والوالدة.
فوالدتي علمتني الخطوط الرئيسة كـ”بروفايل” الوجه والشجرة والنخلة وعلمتني كيف أحب الجمال وزرعت في قلبي المحبة وبالتأكيد للذاكرة مساحة تحتفظ بهذه الذكريات..

*أي الألوان مطاوعة لنغم عبد الرحيم وتجد نفسها فيها ؟

– أحبُ كل الألوان لأن الحياة “لون”، وأرغب بألوان الطبيعة كلها.. ليس لي لون محدد، فبدون لون لاتوجد حياة…

*ماذا عن نغم، النخلة العراقية الباسقة، الإنسانة والفنانة؟

– رسالتي في الفن هي أني سليلة حضارة ونتاجي الفني امتداد لها فأنا حفيدة عشتار وسومر ورمز من العراق.

*بماذا تتميز وردة الأوركانا، وهل تعمل نغم على سحر عطرها عند رسم لوحاتها الجميلة؟

– الأوركانا تسمية لفني، قمت بالبحث عن أصولها فكانت سومرية وعراقية بحتة، فوردة الداودي نوع من أنواع الأوركانا الطبيعة هي “أوركانك”.
أما أصل الكلمة “أور وكانا “فهي ثالث سلالة من الحضارة الأكدية، تلك المدينة التي كُتب فيها أول حرف صوري ونقش على الفخار، وأول معبد لعشتار كان هناك في مدينة أور وهي تسمية لنور الشمس وآلهة عشتار…

مرارة الغربة

*لو طلبت منك، افتراضياً، أن ترسمي آخر لوحة لك فماذا سترسمين؟

– لا وجود لافتراض انقطاعي عن الرسم وتجفيف الزهور، لأنها عالمي والهواء الذي أتنفسه من خلال هذه الحياة.

*المعاناة وغربة الأهل والروح، هل تزيد نغم عبد الرحيم إبداعاً أم ماذا؟

– نعم، الاشتياق للأهل والأحبة في الغربة، وهنا معاناتي، هي سبب رئيس لإبداع الفنان، وهذا مايحصل معي ويدفعني للرسم والإبداع .

الموسيقى

*ما اهتماماتك عدا موهبة وحرفة الرسم، وكيف تقضين يومك؟

– الموسيقى والاهتمام بديكور المنزل وفي الحياة اليومية كأية أم وفنانة، أقضي يومي مع الأولاد والتزاماتهم ومع موسيقاهم، فالصغير والكبير يعزفان على الكمان والكيتار، أتابع تمارينهم وواجباتهم المدرسية.

*الفنانات “الرسامات” العراقيات مالهن وماعليهن؟

– الرسامات العراقيات هن تراثنا العريق وأعمالهن مطلوبة من قبل الناس، فيها نكهه مختلفة، كنت أتابع رسومات كل الفنانين المشاهير وتأثرت بتشكيليات وتشكيليين كان من بينهم فنانات وفنانين تجمعني بهم صلة قرابة

مثل فردوس حبيب وراجحة القدسي ومخلد المختار.

*هل يعدُّ تكريم الفنان حافزاً لإبداعه أم، أحيانا، يكون غروراً يتوقف الإبداع بعده؟

*أكيد يعتبر حافزاً، بالنسبة لي أنا لست مغرورة أبداً، بل فنانة إنسانة ولي حس عالٍ، مع أننا نفتقر هنا للحوافز، لكن البعض من الزملاء والأصدقاء والأحبة هم الحافز الذي يزيدني إبداعاً وإصراراً على أن أكمل طموحي نحو العالمية.

ولدت رسامة

*هل في رصيدك الفني لوحة تحكي العراق ومعاناة العراقيين؟

– نعم، معظم لوحاتي فيها امرأة ومعاناة تظهر على تقاسيم الوجه او من حولها، حتى اللون يعكس المعاناة برؤية واضحة، والحق أن العراق هو كل مانمتلكه هنا من مشاعر وأحاسيس.

*لو لم تكوني رسامة كيف ستعبّرين عن مشاعرك وأحاسيسك ومايجول في الحياة والطبيعة؟

– في الحقيقة أنا ولدت وفتحت عيني على حب الزهور والطبيعة والرسم .

لو لم أكن فنانة سأكون حريصة على أن يكون أحد أولادي فناناً أو موسيقياً أو رساماً. لأن عشقي للرسم أزلي وأبدي. وسأكون بهذا قد حققت بعضاً من طموحاتي وأمنياتي.

ختاماً أحب أن أنوّه إلى أن نادي العلوية هو الجهة الوحيدة الي دعمتني، ولوحاتي فيه جداريات كمعرض دائم، وأقمت فيه ٦معارض شخصية كانت على حسابي الخاص كوني عضوة في النادي منذ الصغر. ..