نهاد نجيب: الحنجرة والضاد والثقافة.. أسس المذيع الناجح

1٬462

تغريد العبدلي /

تميز بصوت جهوري وأسلوب متفرد في قراءة نشرة الأخبار والبرامج السياسية… صوت حفر في ذاكرة الأجيال حتى اصبح جزءا لا يتجزأ من الواقع العراقي اليومي منذ ستينات القرن الماضي وحتى يومنا هذا…

يتفاعل مع الكلمات بتعابير وملامح وجهه قبل نبرة صوته فنال استحسان كل من يشاهد او يستمع الى الإذاعة… إنه الإعلامي الرائد (نهاد نجيب)… الانسان العراقي الأصل والمنبت، من مواليد كركوك… خريج كلية الإعلام / جامعة بغداد …

حلم منذ طفولته أن يكون إعلامياً ومذيعاً مشهوراً… كان يشارك بجميع النشاطات والفعاليات المدرسية ليعلن عن ولادة موهبة اعلامية متميزة، واصبح يمتلك الأدوات المهنية اللازمة لينافس قامات المذيعين من زملائه الذين عملوا في الاذاعة والتلفزيون حينذاك… وبفضل اطلالته المتميزة وحضوره الرائع ومهارته على شاشة التلفزيون والاذاعة، فقد ترك بصمة مؤثرة في تاريخ الصحافة والاعلام…كان لمجلة “الشبكة العراقية” هذا الحوار:

* كيف استطاع (نهاد نجيب) الوصول الى هذا النجاح والشهرة الواسعة؟

ـ نجاحي وشهرتي تحققا بفعل جمهوري من المشاهدين والمستمعين… وهذا يتحقق حيث تتوفر مقومات الموهبة الحقيقية التي تصنع المذيع .

* هل لنا ان نعرف كيف كان دخولك الى المجال الإعلامي ؟

ـ لم يكن دخولي لهذا المجال صدفة بل عندما ظهرت ملامح الموهبة الادائية لدي منذ الطفولة المبكرة واكتشافها من قبل العائلة وتشجيعهم… وكذلك في المراحل الدراسية المختلفة حتى وصل الأمر الى انتخابي رئيساً للجنة التمثيل والخطابة في المتوسطة والإعدادية، وفي مسابقة الخطابة حصلت على الترتيب الاول على المتسابقين وعلى مدارس كركوك كافة وهذا الفوز شجعني اكثر للعمل مذيعاً فيما بعد.

هذه نصيحتي

* هل تعتبر انتشار القنوات الفضائية في الآونة الأخيرة ظاهرة صحية؟

ـ انتشار الفضائيات والإذاعات لا يضر اذا تم تأسيسها على المهنية والاختصاص والكفاءة, ولكن الواقع يشير عكس ذلك فمعظمها خال من الكفاءات المهنية وهذا ما نعانيه من سيطرة الأحزاب والتجار والشخصيات السياسية المتنفذة على مقدرات الإعلام المرئي والسمعي دون دراية بالإعلام وفنونه وعلومه مع مزيد من الأسف.

*بماذا ينصح نهاد نجيب المذيعين والمذيعات الجدد الذين مازالوا في بداية المشوار المهني؟

– نصيحتي لهم ان يكونوا واثقين من أنفسهم وتمتعهم اولا بحنجرة جميلة من حيث النبرات الصوتية، وثانياً تمكنهم من ناصية اللغة العربية وفقهها، وثالثاً امتلاكهم للثقافة العامة، ورابعا ان يتمتعوا بالحضور الجذاب. وبالتالي كل ما تقدم من شروط اساسية تؤهلهم ليحققوا صفة (المذيع المتميز) وهذه الصفة نفتقدها في ايامنا هذه.

* من يعتبر المثل الأعلى والإعلامي القدوة لـ (نهاد نجيب)؟

ــ الإعلامي القدوة والإذاعي الملهم لمسيرتي الإعلامية والذي تأثرت بأدائه وحضوره وثقافته هو الاذاعي الرائد سعاد الهرمزي (رحمه الله) فهو استاذي ومعلمي وعرّابي .

*ما يميز مسيرتك الاعلامية ؟

ــ قمت بإذاعة الكثير من نشرات الأخبار على امتداد اكثر من اربعة عقود لا تعد ولا تحصى داخل العراق وخارجه… اضافة الى اشرافي على اقامة دورات للمذيعين داخل العراق وخارجه، ابرزها في الجزائر في مجال فن الإلقاء وتلفظ اللغة العربية ومخارج الحروف.

* يقال انك تقرأ الشعر، فمن هو شاعرك وكاتبك المفضل؟

ـ أنا أقرأ لشعراء مختلفين واختار من شعرهم ما يناسب ذوقي ووجداني من القديم والحديث وفي مقدمتهم المتنبي قديماً ومحمد مهدي الجواهري والسياب وعبد الرزاق عبد الواحد ونزار قباني حديثاً… اما كاتبي المفضل فهو نجيب محفوظ عربيا وأرنست همنغواي عالميا … إضافة الى ما ارتاح له من نص رصين في الصحف والمجلات.

كل شيء جميل

* ماذا تشكل المرأة في حياة نهاد نجيب؟

– المرأة هي كل شيء جميل في حياتنا.

* ماذا تعني السعادة؟

– السعادة هي بوصلة الحياة… واسرتي الصغيرة (زوجتي الدكتورة كولر البياتي واولادي … الاعلامي نيازي وابنتيّ نم نم ونيفين) ومن احب من الأصدقاء والمحبين واهمهم جمهوري من المشاهدين والمستمعين، كل هؤلاء خليط سحري لسعادتي وكلماتهم ومحبتهم هي قصيدة السعادة التي اعيشها…
المواطنة

*كيف يقرأ نهاد نجيب مستقبل العراق من وجهة نظر المواطن العراقي ؟

-اكثر ما يشغلني هو مستقبل العراق الحبيب وتمنياتي كما هي امنيات كل عراقي شريف يعشق ارضه ووطنه وعودة الحياة الطبيعية والعيش الرغيد وتأسيس دولة المؤسسات والإحساس الحقيقي بالمواطنة الحقة وانتهاء عهد الطائفيات والتفرقة والانقسامات وتثبيت وحدة العراق وان تكون هويتنا عراقيتنا… وعند السؤال (من أنت) يكون الجواب (أنا عراقي)…

*الشبكة : ماذا يريد نهاد نجيب ان يقوله لشعب العراق؟

– رسالتي لأبناء شعبي … أحبوا العراق ولا تفرطوا به واحتضنوا ارضكم الخصبة الطيبة وضوعها العطر ولا تسمحوا بضياعها…

* كلمة اخيرة لقراء الشبكة..

-نهاد نجيب : تحياتي للجميع واشتياقي الى بغداد ودروبها العتيقة والى شوارعها الفسيحة والى اسواقها الصاخبة والى متاجرها المترفة… أهيم في سماء العراق لقد كانت اخر زيارة خاطفة لي الى بغداد في عام 2012 ومازالت ملامح وذكريات تلك الزيارة مرسومة في ذاكرتي… شكرا لمجلتكم الغراء لإتاحتها الفرصة لي للتحدث مع جمهوري الحبيب.