يحكى أن..
مجلة الشبكة /
حكايات يزخر بها الوسط الفني العراقي.. أبطالها نجوم عراقيون تركوا بصمة واضحة في مسيرة الفن بأشكاله كافة، منهم من غادر بصمت، ومنهم الذي مازال يقدم عطاءه الفني. حكايات فنية هي استذكار لكل من أسهم وأغنى مسيرة الفن العراقي..
التزام فني
يحكى أن أغنية (يصبّرني) للفنان أحمد نعمة، التي كتب كلماتها الراحل كاظم إسماعيل الكاطع، ولحّنها الفنان سرور ماجد، لها حكاية أخبرني بها أحد المقربين من شاعرنا الكاطع. ففي ثمانينيات القرن المنصرم كتب الكاطع نصوصاً غنائية عديدة للمطرب صباح الخياط، وكانت أغنية (يصبرني) من ضمن تلك النصوص, لكن بعد فترة وجيزة عاد الخياط إلى الكاطع قائلاً: “لم أستطع أن أفيَ حق النص تلحيناً، ويقصد هنا أغنية (يصبرني).” برغم أن الفنان صباح الخياط كان يتمتع حينها بشهرة واسعة على المستوى الشعبي وسوق الكاسيت، وكان يلحّن جميع أغانيه. لكن الالتزام الفني والإحساس بمسؤولية الكلمة دفع الخيّاط إلى الاعتذار عن تلحين تلك الأغنية خوفاً من أن لا يتلاءم اللحن مع قوة النص الغنائي، وهذا يحسب للفنان صباح الخياط.
صدفة خير من ألف ميعاد
يحكى أن الصدفة هي من قادت الفنان سامي قفطان لولوج عالم السينما، حين شاهد إعلاناً على أحد أعمدة شارع الرشيد، تطلب فيه (شركة الصافي للسينما والتمثيل) وجوهاً جديدة لفيلم (دموع الذكريات)، وبعد المقابلة تحققت مشاركته في الفيلم، ثم لتتكرر التجربة مرة أخرى في فيلم (يد القدر) وبعده فيلم (ذكريات). تلك التجربة فتحت أمامه باب المسرح ليدخله في العام 1965 للعمل في فرقة (14 تموز) المسرحية ممثلاً تحت التجربة لمدة ستة أشهر مع كبار ممثلي المسرح العراقي آنذاك أمثال أسعد عبد الرزاق، وجيه عبد الغني، وآخرين.
ويحكى أن قفطاناً، في العام 1966وحينما كان يؤدي خدمة العلم، وبعد اجتيازه الاختبار في إذاعة القوات المسلحة، قدم أكثر من ثلاثة عشر عملاً غنائياً، كتب ولحّن وغنّى معظمها، كما لحن له كبار الملحنين أمثال فاروق هلال، ومحمد نوشي، وجعفر الخفاف، وحسن الشكرجي.. بالإضافة الى كتابته النصين الغنائيين الشعبي والفصيح معاً..
شلونك عيني شلونك
يحكى أن الفنان الراحل صلاح عبد الغفور، وبعد الشهرة التي نالها من خلال تأديته المقام العراقي بصورة رائعة أثنى عليها جميع قراء المقام العراقي، أراد الاتجاه الى تسجيل ألبوم غنائي تتكون كلماته من الأمثال والكلمات البغدادية الدارجة. وصادف أن كان هناك شاعر قد كتب أغنية (شلونك عين شلونك)، فأعجب عبد الغفور بكلمات الأغنية وطلبها من الشاعر، لكن الأخير أخبره أنه سلّم الكلمات الى مدير إحدى المدارس ليقدمها التلاميذ في الأنشطة المدرسية، وبعد سؤال مدير المدرسة أخبرهم أنه ألقاها في سلة المهملات، لتبدأ رحلة البحث في أكوام القمامة عن نص الأغنية، وبعد جهد غير عادي كان العثور على النص، ليلحنها شقيقه الفنان نجاح عبد الغفور، لتنال الأغنية -فيما بعد- شهرة واسعة.