يحكى أن…

209

حررها: محسن ابراهيم/

حكايات يزخر بها الوسط الفني العراقي.. أبطالها نجوم عراقيون تركوا بصمة واضحة في مسيرة الفن بأشكاله كافة، منهم من غادر بصمت، ومنهم مازال يقدم عطاءه الفني, حكايات فنية هي استذكار لكل من أسهم وأغنى مسيرة الفن العراقي.
شهرة واختفاء
يحكى أنه كانت هناك فتاة ميسانية تدعى (سيناء هادي)، اسم يتذكره الكثيرون, التي وجدت في الغناء ما ينسيها مرضها المزمن، إذ أنها بسبب ذلك المرض كانت مدللة العائلة. صوتها الشجي كان يضفي على البيت جواً من الفرح والتفاؤل, أحبت أن ينطلق صوتها خارج أسوار المنزل، فتوجهت صوب بغداد للمشاركة في برنامج (أصوات شابة) الذي كان يعده الفنان فاروق هلال، ومنذ المشاركة الأولى تركت انطباعاً جيداً لدى لجنة الاختبار فنالت إعجاب الفنان طالب القرغولي حين شاركت بأغنية (آن الأوان) للراحل رياض أحمد, إذ فتحت تلك الأغنية أبواب الشهرة أمام سيناء، التي ظهرت بعد خلو الساحة الغنائية العراقية من الأصوات النسائية.
حينها بدأت مشوراها الفني بتعاونها مع كبار الكتّاب والملحنين, منهم الشاعران سعدون قاسم وكاظم السعدي والملحنان طالب القرغولي وسرور ماجد. بعدها اجتازت أسوار المحلية بمشاركتها في مهرجان أفضل مطربة عربية مع أصالة نصري وأنغام ولطيفة التونسية حيث أدت أغنية (رفقاً بأعصابي)، كلمات نزار جواد وألحان طالب القرغولي، وكانت تلك الأغنية سبب شهرتها عربياً.
وبعد أن عاشت أجواء الحصار في تسعينيات القرن الماضي وجدت أن الغناء بات صعباً في تلك الظروف الصعبة ولاسيما مع معاناتها من مرض القلب, فتركت الغناء ورحلت بصمت بعد أن تركت خلفها عشرات الأغاني وشهرة واسعة.
فاتن حمامة العراق
يحكى أن هناك فتاة في العشرين أطلّت في عملها الأول مع الراحل عبد المطلب السنيد وحققت نجاحاً كبيراً, تلك الفتاة عاشت وسط عائلة فنية ونهلت الفن من والدها الفنان الكبير طه سالم الذي فتح عينيها على المسرح والروايات العالمية. ومنذ طفولتها كانت دائمة الحضور مع والدها للعروض المسرحية. اكتشف والدها موهبتها مبكراً حتى أشركها في مسرحية (البهلوان الحزين) وهي في عمر الثماني سنوات، شاركها في تلك المسرحية طفل أصبح هو الآخر -فيما بعد- اسماً مهماً في تاريخ الدراما العراقية، ألا وهو الفنان حسن حسني.
واصلت شذى سالم مشوارها الفني حتى حازت لقب أفضل ممثلة في العراق، وشاركت في مهرجانات عربية عدة في مصر وتونس والأردن، ما أهلها لتقف أمام عمالقة السينما العربية، حتى أطلق عليها لقب فاتن حمامة العراق. وحين حضر المخرج صلاح أبو سيف الى العراق لإخراج فيلم (القادسية)، وبعد البحث عن ممثلات للمشاركة في هذا العمل شاهد شذى سالم في فيلم (يوم آخر) فأعجب بأدائها واختارها لدور (سلمى) في فيلم القادسية, حينها اعترضت الفنانة سعاد حسني إذ اعتبرت أن شذى سالم لا تمتلك الخبرة الكافية للوقوف أمامها, لكن المخرج أصر على وجودها, وبعد انتهاء التصوير أطلق عليها صلاح أبو سيف لقب فاتن حمامة العراق، لتنبهر سعاد حسني بأداء شذى سالم. ويبدو أن طريق الشهرة لم يكن سهلاً، اذ تلقت الفنانة شذى سالم في فيلم القادسية أكثر من سبع عشرة صفعة من قبل الفنان عزت العلايلي، ما دعاها لاستخدام الكمادات الباردة لمواصلة تصوير مشاهد الفيلم!
مرشح للعالمية
شخصيته الجادة وهيبته أمام الكاميرا وفي المسرح أجبرت المخرجين أن يضعوه في قالب واحد، واختاروا له أن يؤدي في غالبية الأعمال أدوار الخليفة او المدير العام, ولطالما اشتكى التميمي من ذلك الأمر، لكن المخرج إبراهيم عبد الجليل وجد في التميمي موهبة أخرى فجرها في إسناد دور (رحومي) في مسلسلي (النسر وعيون المدينة، والذئب وعيون المدينة). عملان أثبت فيهما طعمة التميمي علو كعبه في إجادة جميع الأدوار، فقد ترك بصمة واضحة في مسيرة الدراما العراقية حين شارك في أعمال متميزة عديدة، ووقف أمام كبار الممثلين العرب، منهم أمينة رزق، وعبد الله غيث، في مسلسل (الكبرياء تليق بالفرسان).
طعمة التميمي -وكما يذكر أقرانه- كان مرشحاً للعالمية فيما لو توفرت له الظروف آنذاك.